إن الحديث عن الإرهاب، وبمناسبة حلول الذكرى الرابعة لأحداث الحادي عشر من شتنبر، يحتم علينا أولا التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى حدوثه.. وإذا تنكرنا لهذه الأسباب وتمادت الأنظمة العربية في تجاهل الأسباب والمسببات، لن يكون من أمر الإرهاب وتنامي الجماعات المخربة إلا التكاثر والتنامي - لا قدر الله -. ولهذا، فإن التفكير في معالجة أي ظاهرة اجتماعية، يجب أن ينطلق من الواقع.واقعنا العربي الرسمي سائر في طريق التبعية العمياء للولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل، لتكن لنا الشجاعة الأدبية والسياسية حتى نتحدث بكل صراحة..
إن الواقع الرسمي العربي بات وكأنه ولاية من ولايات أمريكا، وباتت العديد من الأنظمة العربية تراهن على التطبيع العلني مع إسرائيل، بل وأصبحت كراسي الأنظمة العربية، مرتبطة بالبيت الأبيض الذي يخطط ويبرمج ويقرر، والنظام العربي ينفذ! لقد تنامت ظاهرة العنف والإرهاب (مع العلم أن كلمة الإرهاب التي ألصقها الغرب بالإسلام وبالمسلمين، هي ظاهرة عالمية يعيشها الغرب في عقر داره من طرف أبنائه )، تنامت ظاهرة العنف عندما استبيحت أراضينا ومقدساتنا، بل وعندما استبيح ديننا الإسلامي من طرف الغرب والصهاينة، كثر الإرهاب عندما دمرت أمريكا أفغانستان، وعندما اغتصبت فلسطين، وعندما انتهك شرف العراق..
لماذا لا يطرح الغرب سؤالا كان من الواجب طرحه: هل كان ليحدث مثل ما حدث في أمريكا من تفجيرات، وفي مدريد، وفي الدار البيضاء، وفي السعودية...
لو لم تتدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للبلدان العربية والإسلامية، ولو لم تكن لها سياسة استعمارية جديدة بصياغة جديدة (مشروع الشرق الأوسط الكبير ) أو لنقل مشروع سايس بيكو رقم 2 ؟؟؟هل يمكن أن نتصور وجود عمليات تخريبية لو التزم الغرب بشؤونه الداخلية وترك العرب والمسلمين في حالهم!
هل لا يمكن أن نعيش في أمان لو فسحت الأنظمة العربية المجال لتغيير داخلي دون تغيير مفروض من هذه الجهة أو تلك؟ هل يمكن أن نتصور أن نعيش في الإرهاب لو لم تكن الحملة أصلا ضد الإسلام والمسلمين؟
لكن، ورغم كل السلبيات التي يعيشها المواطن العربي في بلده، لا يسمح له القيام بعمليات التخريب والقتل، الإسلام يدعو للتي هي أحسن، وأخلاق الإسلام يجب أن تترفع عن كل السلبيات على أمل أن نعمل جميعا على تجاوزها ومحاولة بناء مستقبل عربي إسلامي خال من دواعي الإرهاب.فهل تستجيب الأنظمة وتصغي ولو لمرة واحدة لنبض الشارع العربي الإسلامي؟
نتمنى ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق