الاثنين، 25 يونيو 2007

جنان السبيل


حدائق جنان السبيل التي أسست في القرن 18 من طرف السلطان مولاي عبد الله داخل موقع تاريخي لمدينة فاس، وقد جعلت منها نباتاتها الفريدة وتنظيمها المميز جوهرة في عقد التقاليد العربية الأندلسية. فهذا الفضاء المشبع بالتاريخ، هو ذاكرة تمثل أقدم وأعرق حديقة عمومية تمتاز بها العاصمة الروحية للمملكة المغربية.
هذه الحديقة تحمل كل معاني الإرث التاريخي والجمالي الذي طبع هذه الحاضرة المغربية على مدى قرون عديدة. تمتد على مساحة 8 هكتارات وتضم حوالي 1000 نوع من المغروسات وتشبه في شكلها ومرافقها حدائق الأندلس المفقودة، وهي لازالت صامدة وجميلة ومفعمة بالكثير من الهدوء والسكينة، رغم ما يهددها بسبب شح الماء.
وتتوفر الحديقة على سبع أبواب ضخمة ومزركشة من الحديد، تتجسد بداخلها روعة طبيعية خلابة تحيط بنافورات وجداول وأحواض، فضلا عن مستطيلات ومربعات من العشب والأزهار وأنواع كثيرة من الأشجار الكثيفة، يقدر المهتمون عددها بنحو 1000 نوع ، منها ما هو نادر ولا يوجد مثيل له إلا في الصين والهند، كالخيزران. كتب المؤرخون الكثير من الروائع والذكريات عن جنان السبيل، ونظم حوله الشعراء والزجالون الكثير من قصائد المدح، وتغنى به عدد من المطربين، فهذه الحديقة التاريخية لازالت حاضرة في وجدان الكثير من سكان المدينة وزوارها، ولازالت تحتفظ بتوهجها وعظمتها، بفضل ما تتوفر عليه من مناظر جمالية وطبيعية ومعالم تاريخية.

جنان السبيل بفاس إرث حضاري وإيگولوجي يصارع عوادي الزمن
يُقترن جنان السبيل تلقائيا بمدينة فاس العريقة... فهذه الحديقة تحمل كل معاني الإرث التاريخي والجمالي الذي طبع هذه الحاضرة المغربية على مدى قرون عديدة. تمتد على مساحة 8 هكتارات وتضم حوالي 1000 نوع من المغروسات ويعود تاريخ إحداثها إلى عهد مولاي الحسن الأول وتشبه في شكلها ومرافقها حدائق الأندلس المفقودة، وهي لازالت صامدة وجميلة ومفعمة بالكثير من الهدوء والسكينة، رغم ما يهددها بسبب شح الماء...
ما إن يحل موعد العصر من كل يوم حتى تُلاحظُ أفواجا هائلة من الأشخاص وهم يلجون الحديقة من أبوابها الضخمة المزركشة، المشرعة على أسوار المدينة القديمة لفاس. الكثير من النساء والأطفال يبدون متلهفين لأخذ مكان مريح داخل الحديقة، سواء على مقاعدها الحديدية القديمة أو فوق أدراجها الإسمنتية أو تحت ظلال أشجارها الوفيرة، أو التجول بين جدول مياهها وممراتها الرحبة. وسواء انتهى العابرون من جولة مطولة في المدينة القديمة، عبر "بوجلود" أو "البطحاء" أو "الملاح"، فإنه لا بد وأن يمر حتما بجنان السبيل، حيث يعم الاخضرار والسكينة على امتداد عدة هكتارات، فيرتمى الزائر فجأة في فضاء طبيعي يبعث لأول وهلة على الهدوء والجمال الطبيعي ويشعر بأجواء رطبة وملطفة، مغايرة تماما عن ما بخارج الحديقة من ضيق وقيض، حيث عتمة الدروب الضيقة وصخب الحياة اليومية. لا يكاد جنان السبيل يستوعب هذه الأيام زواره الذين يتقاطرون عليه بالعشرات طوال اليوم رغبة في أخد قسط من الراحة وسط فضاء طبيعي أخضر هادئ، ذلك أن هذه الحديقة التاريخية، ذات الطراز الأندلسي والواقعة في قلب المدينة القديمة، باتت تستقطب ومنذ عقود عديدة الكثير من سكان المدينة وزاورها، هربا من الجو القائض الذي يخيم على فاس في الأيام الحارة. إرث حضاري وإيكولوجي تمتد الحديقة على مساحة تناهز 8 هكتارات، يرجع تاريخ إحداثها إلى عهد الحسن الأول الذي أهداها لساكنة المدينة بعد أن حرص على إقامتها وسط المدينة القديمة ووفر فيها كل سبل الاخضرار والحياة، وقد ظلت تعد من أجمل وأكبر الحدائق بإفريقيا، حسب وثائق تاريخية، وهي شبيهة بالحدائق الأندلسية في مجال هندسة المغروسات وطريقة تصفيفها وتصريف المياه عبر الجداول والبحيرات التي لازالت شاهدة على العصر الذهبي للحديقة. وتتوفر الحديقة على سبع أبواب ضخمة ومزركشة من الحديد، تتجسد بداخلها روعة طبيعية خلابة تحيط بنافورات وجداول وأحواض، فضلا عن مستطيلات ومربعات من العشب والأزهار وأنواع كثيرة من الأشجار الكثيفة، يقدر المهتمون عددها بنحو 1000 نوع ، منها ما هو نادر ولا يوجد مثيل له إلا في الصين والهند، كالخيزران. كتب المؤرخون الكثير من الروائع والذكريات عن جنان السبيل، ونظم حوله الشعراء والزجالون الكثير من قصائد المدح، وتغنى به عدد من المطربين، فهذه الحديقة التاريخية لازالت حاضرة في وجدان الكثير من سكان المدينة وزوارها، ولازالت تحتفظ بتوهجها وعظمتها، بفضل ما تتوفر عليه من مناظر جمالية وطبيعية ومعالم تاريخية. الحاجة إلى الماء في كل اللقاءات التي عقدت بفاس من أجل رد الاعتبار لجنان السبيل خلال السنوات الأخيرة، أجمع المهتمون، من منتخبين وسلطات محلية ومعنيون بالشأن الثقافي والتراثي، على أن مشكل الحديقة يُختزَل حاليا في ندرة الماء الذي جف من الجداول والبحيرات والنافورات وتحولت إلى أماكن شبه شاحبة، لكن بعض الجداول والأحواض لازالت تحتفظ بقليل من المياه، لكنها تبدو غير كافية. «لو كان الماء العذب متوفرا لكان جنان السبيل شيئا آخر واستعاد كل مجده وعافيته»، يعلق أحد الأشخاص المسنين المعجبين بالحديقة، ثم يضيف «كان هناك تفكير جدي لأجل حفر آبار وسط الحديقة من أجل الحصول على الماء الكافي لإعادة الحياة لهذا الفضاء ، لكن هذا المشروع لازال يراوح مكانه» ، والدليل أنه منذ نحو سنة تمت برمجة مشروع ضخم لإعادة هيكلة وإحياء الحديقة بقيمة مالية تناهز حوالي 50 مليون درهم، بدعم من مؤسسة محمد السادس للبيئة، لكن هذا المشروع لازال يتلمس طريقه. وأكد مواطن غيور أنه «من الأجذر أن يتم إحداث جمعية للغيورين والمتعاطفين مع هذا الإرث الحضاري الإيكولوجي الخالد في بلدنا من أجل إعادة الروح له واستعادة مجده الغابر». ورغم ندرة الماء بالحديقة تتم الاستعانة في الوقت الراهن بحصة من المياه الصالحة للشرب لأجل تشغيل النافورات وسقي جزء من المساحة الخضراء والأغراس لتفادي هلاكها، ومع ذلك تبدو الحديقة «معرضة للانقراض البطيء في حالة إذا لم يتم التدخل عاجلا لتوفير الماء الكافي» ، يقول مسؤول بالوكالة الحضرية وإنقاذ فاس ... أخطر من ذلك، أن بعض المياه التي تملأ جداول الحديقة في فصلي الربيع والصيف تبدو غير صالحة للسقي، يحملها "واد فاس" الذي شكل تاريخيا المزود الرئيسي لجنان السبيل بالماء العذب إلى جانب سد "سيدي مجبر" المشيد على عهد المرنيين. ولا تعاني الحديقة من ندرة الماء فقط، بل تعاني من بعض أوجه الإهمال، ذلك أن النفايات تنتشر في عدد من المواقع، كما أن هناك قلة الوعي من قبل بعض المواطنين في إدراك الأهمية الحضارية والجمالية لجنان السبيل، فضلا عن ضعف التدخل من قبل أعوان النظافة بالحديقة لأجل الصيانة والحفاظ على رونق الفضاء، بدليل أن الحديقة لا تتوفر سوى على حاويات محدودة لوضع النفايات، ولا تتوفر على مراحيض، بالرغم من وجود بناية لمرحضين مهملين منذ سنوات عديدة ، تم إغلاقهما بدعوى عدم وجود الماء، كما تعاني مغروسات الحديقة بدورها من نفس الإهمال، بفعل قلة الصيانة ومحدودية السقي وضعف الحراسة والعناية، وهو ما يفتح المجال أمام بعض الأشخاص للعبث بمكوناتها والدوس على الأعشاب، بل وتشذيب وسرقة بعض المغروسات النادرة، منها أشجار "الخيزران"... أيام زمان يرتاد الحديقة على وجه الخصوص العديد من المسنين ممن لازالت تربطهم بجنان السبيل علاقة حميمية قديمة منذ سنوات الخمسينات والستينات، إذ تُلاحظ جموع منهم عند مساء كل يوم وهم يخضون في نقاشات جماعية وسط الحديقة أو يتحلقون حول لعبة "الكارطة" أو "الداما"، من بينهم الحاج محمد بلغازي الذي يتذكر مجد الحديقة بكثير من الأسى والحنين «كنا صغارا نرافق أسرنا في كامل الاحترام والشغف إلى جنان السبيل، حاملين ما يكفي من الأكل للغذاء أيام الجمعة وفي الأعياد، فكان جنان السبيل يمثل حينذاك قمة المتعة والراحة، فكنا نستمتع بتدفق المياه العذبة والمساحات الخضراء الشاسعة والشراع التي كانت تجوب البحيرة الضخمة طولا وعرضا والسمك الذي كان يملأ النافورات». بل الأروع من ذلك، أن الحديقة التي شكلت تاريخيا ولازالت مكانا مفضلا لالتقاء العشاق، لازال يقصدها الكثير من الشباب والشيوخ لأجل الاستمتاع بالأغاني الكلاسيكية لمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم وليلى مراد، التي تشنف أسماعهم طوال اليوم انطلاقا من المقهي الوحيدة المتبقية داخل الحديقة، تدعى "الناعورة"، التي لازالت محافظة على طابعها التقليدي وفي إطراب روادها بأغاني قديمة، حيث لازال الكثير ممن لهم ذكريات خاصة بجنان السبيل يقصدون هذه المقهى من أجل استرجاع تلك الذكريات والاستمتاع بجزء من أيام زمان المفقود.