الأربعاء، 15 ديسمبر 2004

منتدى المستقبل بين الأهداف المعلنة والحقيقة المبطنة

ورقة تقنية:

المكان: مقر وزارة الخارجية بالرباط

الزمن : 10 و 11 دجنبر 2004

الرئاسة: كولن باول ومحمد بنعيسى

الحضور: وزراء الخارجية والمال من نحو 30 دولة تمثل مجموعة الثمانية الكبار إلى جانب دول عربية وإسلامية في المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى باكستان

سيشارك في المنتدى، إلى جانب الحكومات، ممثلون عن المجتمع المدني ومنظمات غير حكومية ورجال أعمال وخبراء من البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والمصارف الجهوية والإقليمية

الهدف المعلن للمنتدى: هو أن الدول الثمانية الكبرى التي تضم كندا وأمريكا واليابان وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، ستعلن برنامج دعم اقتصادي ومالي لتنمية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شبيها بخطة مارشال عقب الحرب العالمية الثانية، وزيادة الشراكة التجارية مع المنطقة في مقابل التزام تلك الدول إدخال إصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والحقوقية وإشراك المرأة في الحياة العملية

سينظم مؤتمر موازي للمنتدى تحضره عدد من جمعيات المجتمع المدني، ويحضره ستون مشاركا

هذه المبادرة كانت من أربع هيئات حقوقية وهي: "المنظمة المغربية لحقوق الإنسان" و"مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان" و"الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان" و"الشبكة الأوربية – المتوسطية لحقوق الإنسان

تاريخ هذا المؤتمر: 8 و9 دجنبر الجاري

هدفه : بلورة اقتراحات وتوصيات تقدم لمنتدى المستقبل

الجمعيات المغربية المشاركة فيه : المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، جمعية آفاق، جمعية جسور، جمعية بدائل، مجموعة الديمقراطية والحداثة، منتدى المواطنة

تمويله : من البنك الدولي والمفوضية الأوربية

إطار المنتدى:

يأتي منتدى المستقبل في سياق الترويج الأمريكي لمشروع الشرق الأوسط الكبير، وهذه معلومات حول المشروع الأمريكي.

مفهوم الشرق الأوسط: ارتباط مفهوم الشرق الأوسط بالرؤية الاستعمارية لمصالحها الإستراتيجية وبتصورها لإعادة صياغة وتركيب المنطقة منذ القرن الماضي حتى اليوم، ومن تم جمع مفهوم الشرق الأوسط بين الجغرافيا والسياسة ولم تكن دلالته الجغرافية مستقرة، حيث تذبذبت بين الاتساع والضيق حسب المصالح الاستعمارية والرغبة في تفتيت الأمة العربية والإسلامية.
أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير المعلنة :مساعدة المنظمات غير الحكومية والأفراد المنتمين إلى جميع الفئات السياسية العاملين في سبيل الإصلاح السياسي من خلال آليات كصندوق ديمقراطية الشرق الأوسط.

دعم إنشاء مزيد من المنظمات غير الحكومية وشركات وسائل الإعلام المستقلة، ومنظمات إجراء الاستفتاءات ومؤسسات الفكر والرأي وغيرها.

برامج شفافية النظم القانونية والتنظيمية وتحسين إدارة القضاء.

التدريب للمرشحين لمناصب سياسية ولأعضاء البرلمانات وغيرهم من المسؤولين المنتخبين.

التدريب والتبادل للصحفيين.

الإصلاح التعليمي.:

تعريف منتدى المستقبل حسب منظميه: منتدى المستقبل واجهة من واجهات الشراكة من أجل التقدم ومستقبل مشترك مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. منتدى المستقبل: آلية للحوار بشأن إصلاح المنطقة العربية بدعم من الدول الصناعية المتقدمة

السياق: تم التنصيص عليه في "خطة إصلاح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" التي قدمت للتدارس في قمة مجموعة الدول الثماني التي انعقدت بـ"سي آيلاند" بجورجيا بالولايات المتحدة خلال يومي 9 و10 من شهر يونيو 2004. كانت الخطة في صيغتها الأولى تسمى "الشرق الأوسط الكبير" وقد سجلت عليها عدة ملاحظات: الرغبة في فرض الإصلاح، وليس الحوار بشأنه ... تغييب الصراع العربي الإسرائيلي ... عدم مراعاة البعد الزمني في الإصلاح ...

وقد حاولت الصيغة الثانية تجاوز هذه الملاحظات، وفي هذا السياق تم التأكيد على أن الحوار من أهم آليات تطبيق الإصلاح

منتدى المستقبل.

الأهداف الحقيقية غير المعلنة:

الإدماج التدريجي للكيان الصهيوني في المنطقة...

التعتيم على التخريب والتقتيل الذي يمارس في فلسطين والعراق وأفغانستان...

التخفيف من حدة عداء المواطن العربي والمسلم للسياسة الأمريكية ...

الموقف من منتدى المستقبل: هناك موقفان:

الموقف الأول: موقف دعم: الجهات الرسمية: لتؤكد أنها مع الإصلاح وليس ضده

بعض الهيئات المدنية المستقلة : هذه فرصة لتطبيق الديمقراطية في الوطن العربي بعض الهيئات المدنية التابعة : مسخرة من طرف أمريكا انطلاقا من الاستفادة المادية الكبيرة من دعم أنشطتها ، أو مسخرة من الأنظمة ، وكلاهما يحمل هذه الأيام شعار - الحداثيون المنفتحون الجدد - ومعظمهم من رموز اليسار السابقين. الموقف الثاني: موقف الرفض (السياق الذي جاءت فيه الخطة هو الذي يوضح أهدافها الحقيقية

عناصر هذا السياق: الحرب الأمريكية الشرسة على الأمة الإسلامية ...

محاربة الإسلام تحت شعار محاربة الإرهاب ...

الانطلاق من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وليس من مصلحة المنطقة، لماذا تقررت هذه الخطة بعد أحداث 11 شتنبر وليس قبلها؟

خلاصات:

لا إصلاح بتجاهل هوية الأمة. الإصلاح الحقيقي ينبثق من المجتمع ولا يفرض من الخارج . الديمقراطية تقتضي رفع الوصاية عن الشعوب . إيقاف الانتهاكات الأمريكية في المنطقة العربية شرط أولي للشروع في الحوار .

الحوار مع الجهات الرسمية يكرس الفساد والاستبداد ولا ينسجم مع رغبة الإصلاح .

تاريخ النشر: 15 دجنبر 2004

الخميس، 30 سبتمبر 2004

palestine!


palestine! Posted by Hello

للتدكير مرة ثانية..

30/09/2004
استطاعت المقاومة الفلسطينية توجيه ضربات موجعة للاحتلال الصهيوني الذي يمتلك أكبر ترسانة عسكرية متطورة في منطقة الشرق الأوسط والذي لم يتردد لحظة في استخدامها ضد الأطفال والنساء والشيوخ في الضفة الغربية وقطاع غزة. فقد استشهد منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن و العشرين من أيلول 2000 ، و حتى أواخر شهر آب 2004، 3530 فلسطينياً بينهم 62 شهيداً من المرضى الذين سقطوا على الحواجز العسكرية الصهيونية ، بالإضافة إلى إصابة 42022 فلسطينياً خلال تلك الفترة (حسب إحصائية رسمية صادرة عن مركز المعلومات الوطني الفلسطيني بالهيئة العامة للاستعلامات). الضربات المتتالية والمؤلمة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني رداً على جرائمه انعكست آثارها على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الكيان، فقد شهدت قطاعات السياحة والصناعة والزراعة في الكيان الصهيوني تدهوراً، انعكس على مستوى المعيشة بالنسبة للأفراد حيث ازدادت معدلات البطالة، وانخفضت معدلات الهجرة اليهودية إلى الكيان لحدودها الدنيا، في وقت وارتفعت فيه معدلات الهجرة المعاكسة إلى حد لم يشهده الكيان قبل ذلك. أعمال المقاومة جردت الصهاينة من الشعور بالأمن والأمان داخل الكيان الأمر الذي عبّرت عنه النسب العالية للمصابين بأمراض نفسية ناجمة عن حالة الخوف والرعب والذعر التي انتشرت بين صفوف الصهاينة. وما خطة "فك الارتباط" التي طرحها رئيس الحكومة الصهيونية أريئيل شارون، والتي هي في حقيقة الأمر هروباً من الضربات المؤلمة للمقاومة بكافة أشكالها: العمليات الاستشهادية والقصف الصاروخي للمغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية وأيضاً الاشتباكات المسلحة مع جنود الاحتلال. الإجراءات العسكرية والأمنية المشددة التي اتخذتها قوات الاحتلال كمحاولة لمنع تنفيذ عمليات المقاومة لم تحقق هدفها، بل على العكس حفّزت المقاومة على تنفيذ عمليات نوعية جعلت من شارون (بلدوزر الاستيطان الصهيوني) يقنع أقرانه الإرهابيين بضرورة الهروب من قطاع غزة بعد تيقنه أن المراهنة على القضاء على الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية بات ضرباً من الجنون.

الأربعاء، 29 سبتمبر 2004

هل من تجاوب؟

29/09/2004
بدخول الانتفاضة الفلسطينية الباسلة عامها الخامس، يكون الشعب الفلسطيني البطل قد أثبت مرة أخرى قدرته على المقاومة، والثبات والصمود مهما بلغت التضحيات، واشتد البلاء، وعظم المصاب. ويكون الشعب الفلسطيني قد أثبت من جديد بالبيان العملي أنه صاحب وفاء لاينتهي لمسجده الأقصى الأسير، وشهدائه الأبطال الذين روّوا بدمائهم ثرى الأرض المقدسة. وها هي الذكرى السنوية الرابعة لهذه الانتفاضة المباركة تطلّ علينا وقد لفظت عملية التسوية أنفاسها، ولم يبقَ على مواراتها الثرى سوى الإعلان عن موتها، إذ لم يعد ثمّة مكان عند العدو الصهيوني، لينظر في اتفاقات وخطط وخرائط ومبادرات لاقيمة لها عنده ولا وزن. تطل هذه الذكرى علينا وقد فتح العدو الصهيوني معركته خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة معلناً استئناف مرحلة جديدة من الإرهاب الصهيوني ..

714 شهيدا و5844 جريحا خلال العام الرابع للانتفاضة

29/09/2004
714 شهيدا و5844 جريحا خلال العام الرابع للانتفاضة اعلن مركز المعلومات الصحية التابع لوزارة الصحة ان أعداد الشهداء الذين سقطوا خلال العام الرابع لانتفاضة الأقصى بلغ 714 شهيداً بينما وصل عدد الجرحى 5,844 جريحاً، منهم 178 شهيدا من الأطفال دون 18 عاماً أي بنسبة 15,9% من مجموع الشهداء، فيما وصلت نسبة الجرحى من الأطفال 42,3% من إجمالي عدد الجرحى، في حين بلغ إجمالي عدد الشهيدات خلال العام الحالي 30 سيدة بالإضافة إلى تسجيل عدد من حالات ولادة على الحواجز العسكرية التي أودت بحياة الأم أو الطفل. وأعلن مدير المركز ان عدد الشهداء جراء عمليات الإغتيال بلغ 158 شهيداً (75 شهيداً في الضفة و83 شهيدا في غزة) منهم 94 شهيداً مستهدفاً وقتل العديد من المدنيين الآمنين أثناء تواجدهم فى أماكن الاغتيالات كما رصد المركز استشهاد 10 اطفال أثناء عمليات الإغتيال. واستكمالاً لسلسلة الجرائم قامت قوات الاحتلال باستهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية ومنعتهم من الوصول إلى الجرحى لإنقاذ حياتهم، حيث بلغ إجمالي الإنتهاكات الاحتلالية على القطاع الصحي 1,277في العام الرابع للإنتفاضة والتي تشمل منع وتأخير الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف وهذا أدى إلى استشهاد 14 فلسطينياً نتيجة لعدم وصول سيارات الإسعاف إليهم في الوقت المناسب، هذا بالإضافة إلى التنكيل بالمصابين والشهداء الذين يتم نقلهم في سيارات الإسعاف. وواصلت قوات الإحتلال الصهيوني استخدام المدنيين كدروع بشرية، ولم تسلم الوفود والبعثات الاجنبية من الاعتداءات الصهيونية فقد تعرض العديد من نشطاء السلام الاجانب للاضهاد والممارسات اللانسانية بحقهم خلال مسيرات سلمية شاركوا فيها. وبالاشارة إلى جدار الفصل العنصري تبين الإحصائيات الآثار المترتبة على بناء الجدار حيث يعيش في هذه المنطقة حوالي 583,660 نسمة (97 ألف أسرة) بمعدل 16% من السكان (على طول الجدار المبني والمنوي بناؤه بطول 650 كم) منهم 19,260 مسناً وأكثر من ربع مليون أعمارهم أقل من 15 سنة، وحوالي (105,642) طفلا أعمارهم أقل من 5 سنوات (1,18%) من إجمالي سكان المنطقة، ويحتاجون إلى التطعيمات الدورية ويبلغ عدد المواليد في هذه المنطقة (23,404) مواليد سنوياً والوفيات حوالي 600 وفاة (5.2 لكل ألف). هذا ويوجد في هذه المنطقة حوالي 97 عيادة ومركزا طبيا، ويبلغ عدد المرضى المترددين والذين بحاجة إلى رعاية حوالي 50% سنوياً من عدد السكان، والمراجعين لأمراض مزمنة كالسكري والضغط والقلب والكلى والأمراض السرطانية وغيرها حوالي (23,346 مريضاً) والمعاقين حوالي 11 ألفا، وأغلبهم يحتاجون إلى خدمات طبية تشخيصية ومتخصصة في مناطق تقع خارج جدار الفصل العنصري. بالإضافة إلى برامج الصحة الإنجابية للمرأة الفلسطينية، وخاصة رعاية الحوامل وبعد الحمل حيث تشير التقارير إلى حاجة ما يزيد على 2500 إمرأة حامل لديها مضاعفات أو مصنفة ضمن الحمل الخطر إلى عناية ورعاية في المراكز الطبية المتخصصة في المدن خارج جدار الفصل العنصري. وفي الإشارة إلى الوضع الصحي لأسرانا البواسل الذي تدهور مؤخراً عندما أعلن الأسرى داخل السجون الاحتلالية إضرابهم عن الطعام (حملة الأمعاء الخاوية) والتي بدأت في 28 آب احتجاجاً على الأوضاع المهينة واللا إنسانية التي يعيشونها داخل السجون. فهناك معتقلون في مختلف السجون الصهيونية الذين يعانون من اصابات بالغة وتشوهات نتيجة الضرب ولا يقدم لهم العلاج اللازم سوى المسكنات. وأصيبت عائشة محمد حماد الزبن 55 عاماً بجلطة حادة أدت إلى وفاتها في خيمة الاعتصام المقامة للتضامن مع الأسرى في مدينة نابلس وهي أم لشهيد وأم لأسير حكم عليه بالسجن 26 مؤبدا. ومن الجدير بالذكر أن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة حتى التاريخ الحالي وصل إلى 3,549 بينما وصل إجمالي عدد الجرحى في السنوات الأربع 52,546 وقد وصل إجمالي عدد الشهداء من الأطفال إلى 772 شهيداً..

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2004

في ذكرى الانتفاضة

28/09/2004
التحديات .. ** محاولة إسرائيل تغييب قيادة المقاومة قسرا من خلال تعمد اغتيالها وقتلها واعتقالها، ومحاولة جرها للمربع العسكري حتى يسهل ضربها وسحقها، ولاشك هنا أن خسارة المقاومة وتحديدا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأبرز قياداتها يعد ضربة صعبة ومفاجئة تلقتها الحركة ولم يكن بحسبانها في التخطيط الإستراتيجي، كما يؤكد تقرير عسكري نشر في صحيفة معاريف الإسرائيلية يوم 4 سبتمبر/ أيلول 2004 بأن قوات الاحتلال أخرجت 6208 مقاتلين من دائرة القتال منذ أبريل/نيسان 2004 وحتى الآن، بينهم 932 شهيدا و5276 معتقلا، إضافة لتدمير وتشويش عمل المئات من المؤسسات والبنى الإدارية والاجتماعية). كل هذه التحديات تستدعي دون شك أن تقوم حركات المقاومة أعمالها وتنظمها، وألا تراهن إطلاقا على المعيار الأخلاقي للاحتلال أو فزّاعة الرأي العام الدولي واستنكاره، لأن أجندة الرأي العام مشغولة اليوم في العراق وما فيه من أحداث يومية حيث يكتسب فيها الخطف بعدا دوليا يوميا لا يمكن تجاهله، مما يحتم إعادة صوغ الفلسفة الإعلامية والنضالية بطريقة ربما هي أكثر ذكاء مما هي عليه الآن.

الجمعة، 24 سبتمبر 2004

سبتمبر.. ذكرى الانتفاضة

24/09/2004
.. تحل علينا في الأسبوع القابل بحول الله ذكرى الانتفاضة.. انتفاضة الشعب الفلسطيني البطل ضد الاحتلال الصهيوني.. ذكرى في عامها الخامس تذكرنا بأن القضية هي قضية العرب والمسلمين أجمعين، ذكرى يؤكد لنا فيها الطفل والماة والشيخ والشاب الفلسطيني، أنه الوحيد الذي الذي يدافع عن شرف الأمة في وقت صار فيه جل المسؤولين أبواق دعاية أمريكية صهيونية.. متى تستفيق الشعوب لتنفض عنها غبار هذا السبات العميق؟؟!!

السبت، 18 سبتمبر 2004

هذا الداء، فما الدواء؟

إن الدور الريادي للإعلام يتمثل في التثقيف والتوعية من أجل النهوض نهضة شاملة في جميع الميادين.. على الإعلام العربي تقع المسؤولية كاملة لتدهور أحوالنا، وعلى الإعلام العربي تقع مسؤولية التمييع والتبضيع.. لا أعمم بطبيعة الحال، ولكن الكثير من وسائل الإعلام صار همها الوحيد الربح المادي عبر تبضيع جسد المرأة، وعبر نشر الميوعة في أوساط الشباب بالمشاركات "الفنية" المائعة، وما الربح الخيالي الذي تجلبه عن طريق المكالمات الهاتفية و الـ Sms خير دليل على التوجه المائع لمعظم القنوات الفضائية بحكم أن الإعلام عن طريق القنوات صار هو ملاذ كل المشاهدين العرب! من جهة أخرى، يمكن القول بأن جل الأنظمة العربية خاضعة وخانعة لما يملى عليها من طرف "الأسياد"! وحتى الإعلام المكتوب صار موجها، إن لم يكن داخليا بواسطة الأحزاب السياسية بحكم انتمائه لها وارتباطه بها، فخارجيا بواسطة التمويل الذي يذر المال على "الصحافة المستقلة"! أكرر مرة أخرى بأني لا أعمم لأن هناك بعض الأصوات الشريفة، لكنها جد قليلة.. ما العمل والصهاينة المتحكمين في جل وسائل الإعلام يعملون جاهدين لإفساد الأخلاق وتمييع الشباب العربي والإسلامي عموما، لكي يخلو لهم الجو لفعل كل ما يحلو لهم في العرب وفي المسلمين

الجمعة، 10 سبتمبر 2004

أمريكا والحركات الإسلامية

10/09/2004
اهل يمكن الحديث عن علاقات جديدة بين أمريكا والحركات الإسلامية في العالم العربي؟ ما هي أوجه الخلاف بين الحركات الإسلامية فالعالمين العربي والإسلامي؟ هل ظاهرة "العنف" ميزة ومحصلة إسلامية؟ لماذا يحصر الإعلام التطرف عند الحركات الأصولية؟ هل هناك فرق بين الحركات الأصولية والحركات الإسلامية؟ ما مستقبل الأصوليين والإسلاميين في ظل تكالب النظام العالمي الجديد على الإسلام؟ هل يمكن للحركات الإسلامية أن تحدث تغييرا داخليا أولا لينتقل بعد ذلك إلى العالمية؟ لماذا نتأخر نحن ويتقدمون هم؟ مجموعة أسئلة طرحتها على نفسي أولا، وأردت أن يشاركني فيها الإخوة الأكارم.. وفي الإجابة عنها توضيح للواقع العربي الإسلامي، وفضح لتآمر الأنظمة العربية مع الامبريالية الأمريكية.

الاثنين، 19 يوليو 2004

للتذكير فقط .. حينما كان الاصطياف الملتزم

خلال صيف 1998 كان مخيم أبو النعائم قد ضم حوالي 30 ألف مصطاف، وكانت التجربة فريدة من نوعها في العالمين العربي والإسلامي.. وفي العام الموالي انتقلت التجربة الفريدة من شاطئ أبو النعائم إلى شاطئ لغويرگات بالجديدة، ثم إلى مجموعة شواطئ مغربية أخرى شمالا وجنوبا، بحيث عاش المغرب آنئذ على إيقاع 6 مخيمات شاطئية ملتزمة تشرف عليها جماعة العدل والإحسان.. إلا أن السلطات رأت في ذلك "خطرا إسلاميا"، وقررت في صيف عام 2000 منع قيام هذه المخيمات.. الأمر الذي جعل "العدل والإحسان" تتخذ حينها قرار النزول إلى الشواطئ العادية مع باقي فئات الشعب، فكان صيف القمع والاعتقالات والمحاكمات شكل حدثا وطنيا ودوليا بامتياز..

شاطئ أبو النعائم المحاصر

منطقة تبعد بحوالي 60 كلم من البيضاء في تجاه أزمور على الطريق الساحلي، هي اليوم عبارة عن مخيم محروس وتحت رقابة أعين السلطة.بالأمس القريب، كانت منطقة أبو النعائم عبارة عن مصطاف بديل يمنح لكل مواطن السكينة والراحة النفسية والروحية، وكان الزائر للمخيم يجد نفسه أمام مجتمع إسلامي ينشد تحقيق معاني الإيمان والإحسان، وذلك بحفاظه على المبادئ التربوية الإسلامية، وباحترامه للشعائر الدينية جنبا إلى جنب مع مختلف الأنشطة التي تروم الترويح عن النفس ومنح الجسد ما يستحقه من الراحة والاستجمام..حين تجوالك على طول الشاطئ كانت تواجهك لافتات عليها آيات تذكرك بعظمة الخالق سبحانه وتعالى، وكانت تتراءى لك الأحاديث النبوية الشريفة التي تحيي فيك روح البذل والعطاء، وعلى طول الشاطئ كانت مكبرات صوت تصدح بنفحات أريج الطيب وسط برامج ثقافية وتربوية وترفيهية هادفة..لقد كانت مساحة شاطئ أبي النعائم تناهز الأربعة كيلومترات، وكانت بمثابة مدينة شاطئية نموذجية أظهرت مدى إمكانية تحقق الالتزام بالأخلاق الإسلامية حتى في الشاطئ.. حيث كان للتربية في المخيم دور أساسي كما للترفيه، فكان التكامل بين التربية والترفيه يتوج بمسابقات تثقيفية هادفة، وبإلقاء محاضرات تتحدث في جميع مناحي الحياة، الأمر الذي كان يعطي للمصطاف حينها نكهة خاصة للاصطياف.. التجربة التي عممت على 6 مخيمات أخرى في العام الموالي، تلك التي رأت فيها السلطة حينها أمرا خارجا عن المألوف، وجاءت التعليمات بمنع المخيمات الملتزمة!

للتذكير فقط.. "حرب الشواطئ

بعد منع السلطات جماعة العدل والإحسان من إقامة مخيماتها الشاطئية، تم التفكير في صيغة جديدة تمثلت في تنظيم خرجات يومية وأسبوعية إلى الشواطئ العمومية المتواجدة بكل المدن المغربية كان أهمها الدار البيضاء بشاطئيها عين السبع وعين الذئاب، مدينة الجديدة، والمهدية بالقنيطرة، وتطوان وأگادير.. بينما أصبحت منطقة أبو النعائم مطوقة بقوات الحرس المتنقل وقوات الدرك التي كانت حينها تراقب كل ذي لحية وكل ذات حجاب، وبالتالي منعهما من وصول منطقة طريق أزمور..! فتم الإعلان الرسمي من طرف الدولة عن "حرب الشواطئ" في مواجهة العدل والإحسان..مع بداية شهر يوليوز من العام 2000، وهو الشهر الذي كانت تنطلق فيه المخيمات الملتزمة، وبعد المنع المباشر للسلطات المغربية لهذه المخيمات، جاءت تذكرة المصطاف الموجهة من مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان إلى أعضاء الجماعة، حيث أكدت على ضرورة الالتزام بالغرض الذي من أجله يكون الذهاب إلى الشاطئ: "الترفيه عن النفس والرغبة في الاستجمام"، وأكدت المذكرة على ضرورة الحرص على راحة المصطافين واحترام قناعاتهم، وضرورة تجنب المنفر من الهيئة واللباس والمستفز من الكلام، والتزام اللين والرفق المعهودين في أعضاء جماعة العدل والإحسان، والدعوة بالحال قبل المقال، وبحسن الخلق ومراعاة الذوق واللباقة، وتجنب الشعارات والمسيرات داخل الشواطئ، وأن يتجنب العضو في العدل والإحسان الرد على ما قد يصدر من عناصر السلطة، والحرص على نظافة الشواطئ وأن يجعل كل عضو في الجماعة اصطيافه مناسبة للتواصل والتعارف وتقديم يد المساعدة إلى كل من يحتاجها رجالا ونساء وأطفالا، وأن يتذكر العضو قوله تعالى: "إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا"، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا"..وبدأت العدل الإحسان في تنظيم خرجات لأعضائها إلى الشواطئ العادية الموجودة وسط المدن، إلا أن السلطات لم تتقبل الأمر وبدأت حينها التعزيزات الأمنية والتدخلات والاعتقالات والمحاكمات في بعض المدن، بينما بقيت سلطات الدار البيضاء تراقب شاطئ عين الذئاب وشاطئ النحلة نظرا لموقعهما الاستراتيجي بالنسبة للمدينة.. فكانت الأجواء عادية جدا بكلا الشاطئين، وكانت المراقبة حاضرة على جميع الأصعدة، سواء بواسطة سيارات الإسعاف التي كانت تجوب الشاطئ، أو بواسطة رجال الأمن بالزي العادي.مقابل ذلك، عرفت منطقة المهدية أحداثا مؤسفة جعلت الإعلام آنئذ يتحدث عن "حرب الشــواطــئ"، حيث بدأت عمليات القمع والاعتقالات، بل والمحاكمات بسبب ارتياد الشاطئ! فكان من الطرائف أن باشا مدينة القنيطرة حينها قام باستدعاء أعضاء جماعة العدل والإحسان بالمدينة وأبلغهم أمر الوالي القاضي بعدم السماح لهم رجالا ونساء وأطفالا بالنزول إلى المنتزهات والمصطافات العمومية، مع تحمل كامل المسؤولية فيما قد ينجم عن ذهابهم إلى الشواطئ!!

السلطات تمنع الصلاة في الشواطئ

من مميزات المخيمات التي كانت تقيمها جماعة العدل والإحسان هي إقامتها الصلاة في أوقاتها.. وبعد المنع الذي لحق تلك المخيمات، حافظت العدل والإحسان على نهجها التربوي الإيماني، وكانت الصلاة حاضرة حتى في الشواطئ العمومية التي كانت تنزل بها، الأمر الذي استفز السلطات وكان حدثا بالنسبة لجميع وسائل الإعلام في تلك الفترة..لقد نزلت التعزيزات الأمنية وبدأت المضايقات والمتابعات من أجل الصلاة في الشاطئ لأنها فـتـنـة!! ولعل تصريح الميداوي وزير الداخلية وقتها، كان واضحا عندما قال: "... والذي أراد أن يعبد الله فليذهب إلى منزله أو إلى المسجد أو يختلي بنفسه لعبادة الله (...)". فنزلت قوات التدخل السريع في مدينة الجديدة وفي تطوان مدججة بالعصي أمام كل المصطافين من أجل تنفيذ التعليمات..!

العدل والإحسان تفوت الفرصة على أصحاب الخيار الأمني

مع حلول صيف العام الموالي، وبينما كان الجميع ينتظر نزول العدل والإحسان إلى الشواطئ، قرر مجلس الإرشاد من خلال بيان له صدر في 30 يونيو 2001 "تفويت الفرصة على أنصار الخيار الأمني"، وأكد البيان قرار الجماعة بعدم النزول إلى الشواطئ العمومية: ".. إذا كانت الجماعة، في السنة الماضية، قد أربكت حسابات المتخبطين بمشاركتها المواطنين في الشواطئ العمومية، فها هي ذي هذه السنة تقرر إفشال ما يدبر ويخطط..".ودخلت الجماعة بعد ذلك في برنامج جديد يروم تربية وتكوين أعضائها داخل رباطات صيفية.

حداثة العهد الجديد..

بعد منع العدل والإحسان من الاصطياف الملتزم، وبعد الحملة التي لعب فيها أنصار الخيار الأمني دورهم الاستئصالي وبالتالي محاربتهم كل مظاهر الأخلاق والالتزام.. وبعد أحداث 16 مايو المؤلمة التي زادت من تنطع الاستئصاليين، أطلق العهد الجديد العنان لدعاة الحداثة والحداثيين، وبدعوى "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان"... أطلق العنان لمزيد من التفسخ الأخلاقي، وإلى مزيد من الانحلال وانتشار الميوعة في شواطئنا وشوارعنا وحياتنا اليومية.. وكثرت مهرجانات ظاهرها "الترفيه" وباطنها الفساد الذي استشرى في كل دواليب العهد الجديد.. وبدأت لوبيات الحداثة تصطاد في ثوابت المغاربة المتمسكين بعاداتهم وتقاليدهم المحافظة، وسمح بالتهجم على كل ما يمت للدين بصلة، بل وبدأت أصوات أقل ما يمكن وصفها أنها مريضة وشاذة، تتعرض للعلماء وتسفه خطبهم لا لشيء سوى أنهم قالوا قول حق.." ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ".

تاريخ النشر : 19/07/2004

اليوسفي حسن

الثلاثاء، 6 يوليو 2004

مدونة للشغل بعد 23 سنة من الانتظار

ما استفادةُ الطبقات المحرومة ؟

بعد أن تم الإعلان في بداية شهر مايو 2003 في أعقاب اختتام جولة أبريل من الحوار الاجتماعي،عن التوصل إلى توافق حول المقتضيات العالقة لمشروع مدونة الشغل بين الحكومة والفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين، وبعد التوقيع على نتائج الجولة في نهاية شهر يناير 2004، يكون التطبيق الفعلي للمدونة والذي سيدخل حيز التنفيذ في التاسع من هذا الشهر، قد أخذ طريقه إلى الممارسة الفعلية في أجواء لا زالت تكتنفها الكثير من العقبات الميدانية، وفي ظل أوضاع اقتصادية غير مستقرة وفي تدن مستمر..

إن الحديث عن العلاقة التي تجمع الأجير بالمقاولة، خاصة كانت أم عامة، فإن الجهات الرسمية سبق أن أكدت بأن تحديث العلاقات المهنية داخل المقاولات، هي وفق ضوابط وقواعد قانونية، تصون حقوق الأطراف وتضمن مطابقة التشريع الوطني مع المبادئ المتعارف عليها دوليا، وعلى وجه الخصوص المجالات المتعلقة بالحرية النقابية وحماية ممثلي الأجراء وحماية حق التنظيم والمفاوضة الجماعية..ستدخل إذن مدونة الشغل الجديدة حيز التطبيق بداية من الأسبوع الثاني من هذا الشهر، وذلك بعد مرور ستة أشهر على نشرها بالجريدة الرسمية يوم 08 دجنبر 2003 (الجريدة الرسمية عدد 5167) طبقا لما أقرته المادة 589 من نص المدونة. علما أن هذه المدونة التي من المنتظر أن تنصف الأجير البسيط وتمنحه على الأقل حقوقه، تعثر إخراجها إلى حيز الوجود على مدى حوالي 23 سنة.. أي منذ 1981 ..؟!

فقد سبق للحوار الاجتماعي أن خرج بتوافق حول مجموعة "مكاسب" ظلت محط نزاع بين السلطات الحكومية وباقي الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين، بحيث اعتبرت الجهات الرسمية أن تخفيض مدة العمل من 48 إلى 44 ساعة في الأسبوع، وإقرار مبدأ المرونة، واعتماد نظام التعويض عن فقدان العمل لأسباب اقتصادية أو هيكلية، وتحديد نظام التعويضات عن الإعفاء أو عن الضرر، مكاسب أساسية لمدونة الشغل..

أما فيما يتعلق بمسألة فض النزاعات ووضع الإطار التنظيمي لممارسة حق الإضراب، فقد اتفقت الأطراف على تطوير آليات لحل النزاعات الاجتماعية ووضع إطار قانوني ينظم هذا الحق.. ليبقى الغياب الملحوظ هو الحديث عن الفوارق الاجتماعية، ومسألة الأجور العليا والأجور الدنيا، وسياسة الطبقية التي تكرسها الحكومة أمام عجز وفقر الغالبية العظمى من فئات الشعب المحرومة.. ولعل الزيادة المعلنة في أجور "علية القوم"، خير دليل على تلك السياسة "المعولمة" التي لا تمت بأية صلة للنموذج الاجتماعي الحداثي الديمقراطي المنشود!.. ولا تساعد البتة في حل الإشكالات العالقة من قبيل خلق فرص جديدة للشغل ومحاربة البطالة، وتقليص العجز الاجتماعي الحاصل في معظم المجالات وأكثرها حيوية: التربية والتعليم، الصحة والسكن وتنمية العالم القروي وتحسين ظروف عيش المواطن القروي، محاربة الأمية والفقر والتهميش الذي تعاني منه معظم الفئات الكادحة والمحرومة، إضافة إلى ضرورة سن سياسة تنموية شاملة، كلها إشكالات تعتبر آنية وتتطلب استنفار جهود كل الفرقاء، وقبل ذلك، تتطلب وجود مسؤولين ذوي نيات حسنة همهم أولا وأخيرا الصالح العام.سيبدأ العمل إذن يوم 8 يونيو الجاري بمقتضيات مدونة الشغل الجديدة، ومعها يبقى السؤال الأساسي هو مدى فرضية تطبيق نصوصها التنظيمية من طرف المشغلين على الرغم من المؤاخذات المسجلة عليها، ومدى استعداد الجميع للعمل على تطبيق القانون سيما وأن مفتشي الشغل لهم عدة مؤاخذات، بل ولهم مطالبهم الخاصة المرتبطة أساسا بضعف الإمكانات المسخرة ماديا ومعنويا..فحسب المعلومات المؤكدة من طرف الجمعية المغربية لمفتشي الشغل، إن عدد المفتشين يبلغ 462 مفتشا بنهاية دجنبر من السنة الفارطة. وقد زادت مدونة الشغل الجديدة من مهام ومسؤوليات المفتشين، الأمر الذي دفعهم إلى اتخاذ أشكال نضالية من قبيل تنظيم ندوات للتحسيس بواقعهم، بل ووصل الأمر بهم إلى اتخاذ قرار شن إضراب وطني يوم فاتح ماي، وينتظر أن ينظموا وقفة احتجاجية أو إضراب وطني يوم دخول المدونة حيز التطبيق..

هذا إذن هو واقع جهاز من المفترض حسب المدونة الجديدة أن يكون ساهرا على تطبيق بنود قانون المرونة! هذا القانون الذي لاشك أنه يتضمن نواقص وسلبيات أولها مفهوم المرونة، نجد أنه يذهب إلى التخفيف من العقوبات الزجرية بالنسبة للمشغل الذي ينتهك قانون الشغل، إضافة إلى تمكينه من تقليص مدة العمل مع تقليص الأجور، وإمكانية تسهيل وتسريح العمال.. ثم إلغاء المدونة لقانون السلم المتحرك للأجور، و ترسيخها وتعميقها الحيف ضد أجراء القطاع الفلاحي، والمقاولات المنجمية والبحارة وحراس العمارات السكنية.. إضافة إلى تقزيم دور النقابة على مستوى المقاولة وتقنين الإضراب وعدم التركيز على بند ضرورة مراجعة الأجور والإصلاح الضريبي المرتبط بها، و عدم تقوية الإجراءات المتعلقة بالتغطية الصحية، - الحديث الآن على التأمين الإجباري على المرض في يونيو 2005 - ، وعدم توسيع مجال الخدمات الاجتماعية الموجهة لليد العاملة وتحسين ظروف الشغل التي تشهد خروقات جمة في العديد من الميادين.أما الحديث عن الواقع الاقتصادي والصناعي وقدرة المغرب على دخول عالم التنافسية، عالم العولمة، فإن الوضعية التنافسية في سوق الشغل العالمية، لا تعطي أي فرصة للمغرب في ظل الظروف الحالية، إذ أنه بعيد كل البعد عن عصرنة القطاع الصناعي والقطاعات المنتجة الأخرى.وقد أكدت الإحصائيات أن سمات سوق الشغل المغربية تبرز أن 5.5 مليون من السكان يشتغلون في القطاع غير المهيكل، كما أن 70% من اليد العاملة سنة 2003 لا تمتلك أية شهادة، و 65% من اليد العاملة توجد في وضعية السكان الأميين بالإضافة إلى أن نسبة البطالة التي تمس أساسا فئة الشباب والنساء، إذ أن 30% من هؤلاء الشباب المعطلين حاملو شهادات جامعية ومهنية، و19.3% نسبة العطالة في المناطق الحضرية..معطيات تؤكد بالملموس أن زحف العولمة الرأسمالية في غياب أي قدرة تنافسية، سيلتهم كل حقوق الفئات العاملة، بل وكل الشعوب الفقيرة .

تاريخ النشر : 06/07/2004

الخميس، 27 مايو 2004

إسرائيل تهدي للعرب مجزرة رفح

القمة التي ...

سبق أن كتبنا في مقال سابق عن القمة العربية التي لم تقم ولن تقوم لها قائمة.. الآن، وبعد شهرين من الأخذ والرد، انعقدت قمة "الأمل" مخيبتا كل الآمال التي كانت عند بعض من كانت لديهم بذرة أمل في" زعماء" العرب.. وتأكد بالملموس أنه لن تقوم لقمة العرب أية قائمة، و تأكد بما لا يدعو مجالا للشك أن الزعماء وجامعتهم العربية صاروا مسخرة على لسان شعوبهم، ومادة دسمة في حديث كل المحللين والمراقبين، بل وحتى لرسامي الكاريكاتير.

انعقدت إذن قمة العرب بمن حضر من العرب، وكانت ظاهرة الغياب والانسحاب والمغادرة أهم ما ميز القمة! لم يحضر أشغال جلسة الافتتاح كاملة سوى إثنا عشر زعيما بعد انسحاب "الزعيم" الليبي في بدايتها. بينما غادر المؤتمر قبل الجلسة الختامية خمسة زعماء، أما المتغيبون فهم تسعة مثلهم الوزراء! هذه هي القمة التي كانت من المفترض أن تجمع شمل العرب..تعهدوا وتعاهدوا وتوافقوا، وكان قرار الإصلاح الداخلي ختاما لوثيقة العهد والوفاق. وغاب التنديد الشديد اللهجة على الجرائم الوحشية للعدو الصهيوني في فلسطين، وغابت القرارات المؤيدة للمقاومة ولإحياء جبهة الدفاع المشترك، كما غاب الإعلان عن الدعم اللوجستيكي للمقاومة.. أما العراق، بلد الحضارة والتراث، فقد ترك لتستباح أرضه وعرضه وماله! واكتفت القمة بالكلام المباح!فكان إعلان تونس والبيان الختامي، عبارة عن إقرار لوثيقة عهد ووفاق وتضامن بين قادة الدول العربية.. وحديث عن مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي.. وحلم بالتجارة العربية البينية..لقد عرفت قمة تونس بكثرة المبادرات المقدمة، وكان الحديث قبل ذلك عن مبادرة الشرق الأوسط الكبير المقدمة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، المبادرة التي تركت آثارا وسلكت على منوالها مقترحات أخرى قدمت مجزأة، فكانت مبادرة الأمين العام للجامعة التي تضمنت تسعة مشاريع في إطار الإصلاح وهي البرلمان العربي ومجلس الأمن العربي ومحكمة العدل العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وإستراتيجية التكامل الاقتصادي العربي وبنك التنمية والاستثمار العربي وآلية اتخاذ وتنفيذ القرار ونظام الجزاءات والعقوبات في حالة عدم الالتزام بالقرارات، إضافة إلى مجلس عربي أعلى للثقافة.ثم المبادرة المصرية التي تربط فيها مصر بين الإصلاح السياسي في العالم العربي وبين الثقافة المحلية والتقاليد الدينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وترحب بالتعاون مع الدول الصديقة المستعدة للتفاعل على أساس من الندية الكاملة وعدم محاولة فرض نموذج معين وتجنب ما يتعارض مع التوجهات المنبثقة من الثقافة والدين والقومية.بينما أكدت المبادرة الثلاثية المشتركة بين مصر والسعودية وسوريا أن الزعماء العرب يستهدفون استنهاض المواطنين عن طريق توسيع المشاركة السياسية وإنجاز الإصلاحات الضرورية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكن المبادرة لم تشر إلى الديمقراطية، ولا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.لتبقى المبادرة الأمريكية التي عرفت باسم "الشرق الأوسط الكبير" والتي تقوم أولوياتها على الإصلاح عبر تنمية المنطقة، هي أصل كل المبادرات الأخرى المقدمة والتي تتحدث عن الديمقراطية عبر تشجيع الانتخابات الحرة، و الحكم الصالح يشكلان الإطار الذي تتحقق داخله التنمية، والأفراد الذين يتمتعون بتعليم جيد هم أدوات التنمية، والمبادرة في مجال الأعمال هي ماكينة التنمية. مع التركيز على مكافحة الفساد وإصلاح التعليم...الأمر الذي لخصه إعلان تونس وثمنه البيان الختامي في مجمل نقاطه بالإطلاع على محتويات ما أقره الزعماء الحاضرون الغائبون، يتأكد لكل سادج أن الاستمرار في الرضوخ للإملاءات الأمريكية، والمطالبة بالتزام اتفاقيات السلام - أو بالأحرى الاستسلام- أمام العدو الصهيوني، ما هي إلا انبطاحات جديدة في وقت تتشبث فيه الشعوب بخيار المقاومة.لقد أبانت مقررات المؤتمر العجز الرسمي العربي، وحتى إن التزمت بما أسمته القمة " التطوير والتحديث والإصلاح"، فهل سنشهد في المستقبل القريب استقالات جماعية للمسؤولين العرب وإقرارهم بالعجز وفضحهم للمؤامرات الطويلة التي هم مساهمون فيها؟هل سنشهد إصلاحا في سياساتنا الداخلية ونعيش الحرية والديمقراطية التي توصل إلى محاكمة وعزل الزعيم؟ وهل التنمية التي أكد وتعاهد وتوافق عليها الزعماء، ستؤدي إلى محاسبة الزعماء الذين يتحكمون في أرزاق شعوبهم من خلال التحكم في خيرات بلدانهم؟ هل سيكون بوسعنا مطالبة الزعماء وكل من يتربع على كرسي من ذهب أن يعيد للشعب ما للشعب؟ لقد توافق وتعاهد العرب على تعزيز الممارسة الديمقراطية وتوسيع المشاركة في المجال السياسي والشأن العام، وتعزيز دور مكونات المجتمع المدني كافة في المشاركة، ودعم برامج التنمية الشاملة وتكثيف الجهود الرامية إلى الارتقاء بالأنظمة التربوية، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وتكريس قيم التضامن والتكافل، ثم الإسهام في إطار الجهود الدولية المبذولة لمكافحة ظاهرة الإرهاب.. يجب إذن أن نستبشر خيرا، على الأقل فإن حالنا الداخلي - بعد تعهد وتعاهد وتوافق – مجمع الزعماء، سيكون على ما يرام إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز.. وبعد ذلك يمكن أن نمعن النظر في واقع حالنا مع أعدائنا !! يقول الله العزيز في منزل تحكيمه( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) "الرعد 11". صدق الله العلي العظيم، وصدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال: " يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ"

تاريخ النشر : 27/05/2004

الأربعاء، 12 مايو 2004

حينما يتحدثون عن الأجور العليا والدنيا

طفا في الآونة الأخيرة على الساحتين السياسية والاجتماعية، حديث تتداول أطرافه مجالس العامة والخاصة.. حديث يؤرق بال العامل والموظف البسيط، ويزيد من تكريس الفوارق الاجتماعية التي صارت مظاهرها بادية للعيان أكثر من أي وقت مضى: أجور عليا وامتيازات وعيش رغيد، وتفقير وتجهيل وحرمان وتعطيل..إنه الواقع الأليم الذي صارت تعيش على إيقاعه الملايين من الفئات المغتصب حقها، بينما علية القوم يرغدون في بحبوحة العيش الكريم.

لاشك أن الأمر يدخل في باب "وفضلنا بعضهم على بعض في الرزق" كما سبق لأحدهم أن أجابني به في إحدى اللقاءات الصحفية، وبالمناسبة فهو الآن وزير محترم ! .. لكن، وبالنظر إلى واقع الأمور، هل يعقل أن نزيد في دخل علية القوم ونجعلهم أباطرة المال، بينما غالبية الشعب يتلظى بنار الفقر وبلظى الحرمان؟إن المتتبع لمسار " العدالة الاجتماعية" التي طالما تحدث عنها المسؤولون في بلدنا الحبيب، لن يكون بوسعه القفز عن هذه الهوة الفاحشة، حيث المزيد من تكريس سياسة إغناء الغني وتفقير الفقير.. ولعل الحديث الذي يدور حاليا في دواليب مراكز القرار حول الزيادة في الأجور العليا، والرفع من مستوى التعويضات، ومنح المزيد من الامتيازات للفئات العليا فقط، خير دليل على أن السياسة الاجتماعية التي تنهجها "حكومتنا الموقرة"، سياسة واضحة المعالم!.. سياسة قوامها المزيد من التحقير والتبضيع لكل المحرومين.. وبالنظر إلى تكاليف المعيشة التي لا تتوقف عن الارتفاع، وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الموظف والعامل البسيط الذي لا يزيد دخله عن الحد الأدنى للأجور، هو في صراع يومي من أجل البقاء! ويعيش واقعا أقل ما يمكن أن يوصف به، واقع كارثي.. أما من هم في أسفل سلم " السلم الاجتماعي"، نسأل الله لنا ولهم الثبات وحسن الختام.

منذ مدة ونحن نسمع الدوائر الرسمية تتحدث عن مراجعة منظومة الأجور، وعن إحداث لجان للتدقيق، وأخرى للبحث والتقصي ورفع التقارير.. لكن؛ ومع توالي المسؤولين سواء في الحكومات أو في التشريع، يزيد التأكيد على أن الاستغلال ومناصب النفوذ، لا يمكن لها إلا أن تكرس واقعا سماته الأساسية الجشع والدفاع عن المصالح الشخصية لا غير، الأمر الذي لمسناه في المقترح القاضي بضرورة الزيادة في أجور "كبار" القوم من الموظفين والبرلمانيين..إن السياسات الطبقية التي تعمل على تحديد الأجور، سياسة لن تزيد بلادنا إلا انحدارا وتهميشا للمواطن البئيس، ولن تعمل أبدا على تحقيق العدالة الاجتماعية التي يحلو للبعض التغني بها؛ بل ولن تزيد الوضع إلا تأزما وانفجارا في واقع صار مهيئا للانفجار في أي وقت وحين.هذه السياسة الطبقية التي ترسمها لوبيات الاحتكار، أدت في مجملها إلى جعل سياسة الأجور تعرف فحشا فاق كل الحدود، بحيث تجاوز في كثير من الأحيان المتعامل به في البلدان الغربية. وهكذا نرى أن الفارق بين دخل الموظف البسيط والموظف السامي يتجاوز الـ40 مرة، هذا دون احتساب التعويضات والحوافز التي تكون خارج إطار الراتب الشهري الأساسي.

وقد أكدت المعطيات أن هناك اختلالات وتمييزا بين مختلف هيئات الموظفين، وبأن هناك تضخما كبيرا على مستوى التعويضات، وفارقا شارخا بين أجور موظفي الدرجات العليا والدرجات الدنيا.. إضافة إلى استفحال ظاهرة الامتيازات التي تفوق في أحيان كثيرة الراتب الأساسي بـ10 مرات! إلى جانب ذلك، نجد أن وزير المالية الذي تقدم، أمام لجنة المالية في مجلس النواب يوم الثلاثاء 11 ماي الجاري، بعرض في الموضوع، كان عرضه ملتبسا ويكتنفه الكثير من الغموض. ولم يتناول قضية الأجور العليا إلا من باب العموميات عوض التفاصيل، ورفض الكشف عن المستور.. ولعل المستور الكامن في التعويضات الخاصة بوزارة المالية والتي تعتبر من أكبر التعويضات، هي التي جعلت وزير المالية يبقى في دائرة الغموض.

من الملاحظ أن بعض الأحزاب السياسية صارت تطالب بوضع سياسة جديدة للأجور العليا، وهناك أصوات أخرى تنادي بوضع قانون يكون بمثابة "دستور" يجعل راتب الوزير الأول أعلى أجر في الدولة.. وأصوات تنادي بإلغاء التعويضات والامتيازات.. بل هناك من ذهب إلى تبني عريضة تحتوي على مليون توقيع ضد الزيادة في أجور علية القوم..وأمام كل هذه الأصوات، وجب التذكير بأن أكثر من 10 ملايين مغربي يعيشون فقرا مدقعا، بمعنى أن هذا العدد الذي يساوي ثلث ساكنة المغرب لا يتجاوز دخله اليومي الـ10 دراهم! وبأن أكثر من ثلاثة أرباع المغاربة العاملين أجورهم دون الحد الأدنى! وبأن جيوشا من المتخرجين سنويا ينضافون إلى لوائح العاطلين، وعددا من الدكاترة والمهندسين معطلون.. إن نهج سياسة عادلة في مجال الأجور، هي الكفيلة بجعل الموظف والعامل أكثر تحفيزا على الانخراط في التنمية. ولا يمكن بناء مستقبل مجتمعي يسوده الرخاء والطمأنينة، دون ضمان عيش كريم لكل فئات المجتمع.ولعل طلب العيش الكريم لا يتطلب اعتماد أجور خيالية، بل بالتخلي عن الأجور والتعويضات والامتيازات الخيالية التي تمنحها الدولة لفئة قليلة، وبالالتزام بعدم نهب أموال الشعب، وبالرجوع إلى روح التربية التي تعتمد مبدأ القناعة.. يمكن تحقيق العدل والرخاء الاجتماعي .

تاريخ النشر : 21/05/2004

الثلاثاء، 13 أبريل 2004

العدالة والتنمية يصوت على الدكتور سعد الدين العثماني أمينا عاما بنسبة 80.5 % من المصوتين

في مؤتمره الخامس المنعقد في الرباط


صوت مؤتمر حزب العدالة والتنمية المنعقد في الرباط يومي 10 و 11 أبريل الجاري على الدكتور سعد الدين العثماني أمينا عاما للحزب، وذلك بعد أن حصل على 1268 صوتا من بين الـ 1595 من المصوتين، فيما احتل الأستاذ عبد الإله بن كيران على المرتبة الثانية بـ 255 صوتا، والأستاذ لحسن الداودي في المرتبة الثالثة بـ 250 صوتا. هذا في الوقت الذي طالب فيه الأستاذ الرميد من المؤتمرين عدم التصويت عليه لأنه غير معني بمسألة الترشح لمنصب الأمين العام، بحيث أرجع ذلك إلى استمرار وجود الأسباب ذاتها التي وقفت ضد استمراره على رأس الفريق النيابي.

تحت شعار الديمقراطية.. التزام ومسؤولية، عقد حزب العدالة والتنمية طيلة يومي السبت والأحد 10 و 11 أبريل الجاري بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، مؤتمره الخامس الذي تميز بالشفافية والوضوح. وبذلك، تكون الحركة الإسلامية، كما أكد على ذلك العديد من الملاحظين، قد أبانت للجميع أنها أكثر شفافية وأكثر ممارسة للديمقراطية من باقي الأحزاب.وقد افتتح المؤتمر أشغاله بالآية الكريمة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، فمن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين.. }. ولعل في ذلك إشارة واضحة لما يجري اليوم على الساحة السياسية العربية والوضع الذي صارت عليه الأنظمة التي باتت لا تأتمر إلا بما تراه الولايات المتحدة الأمريكية.. من خلال إلقاء نظرة على لافتات قاعة المؤتمر، يتبين للجميع أن العدالة والتنمية قد لامس مختلف القضايا التي يعتبرها أساسية في برنامجه السياسي، بل أضاف إلى ذلك مساندته ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم سنة 2010.في حين أن الشعارات المرفوعة قبل وأثناء انعقاد المؤتمر، كانت لا تخلوا من إدانة للغطرسة الأمريكية والصهيونية عل حد السواء.وفي كلمته أكد الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي أحدث له منصب الرئيس المؤسس، أن الحزب قد برهن على أنه حزب إسلامي معتدل، وبأنه متشبث بثوابت البلاد الأساسية المتمثلة في إمارة المؤمنين وفي الملكية الدستورية، كما أنه متشبث بمبدأ البيعة، مشيرا إلى أن مؤسسة إمارة المؤمنين هي ما تميز المغرب عن باقي الشعوب الإسلامية. كما أكد الدكتور الخطيب في كلمته أن كل مساس بمؤسسة الإمامة تكون بمثابة خطوة في طريق الدولة العلمانية. مضيفا أنه إذا كان المغاربة لا يهتمون بالدستور، فإنهم يهتمون بالبيعة. وقد فهم الكثير من متتبعي أشغال المؤتمر أن كلمة الدكتور الخطيب كانت بمثابة رد واضح على طروحات الأستاذ الرميد المتضمنة في خروجه الإعلامي الذي سبق انعقاد المؤتمر ، وذلك من خلال نشره لورقة وحوار صحافي دعا فيهما إلى الملكية البرلمانية وإلى ضرورة ابتعاد الملك عن التدبير اليومي لتحقيق الديمقراطية.بعد ذلك قدم الدكتور سعد الدين العثماني، نائب الأمين العام للحزب، التقرير السياسي للعدالة والتنمية الذي تطرق جملة وتفصيلا من خلال مشاريع الأوراق التي هيأها المؤتمر إلى: الاستمرار في الدفاع عن الثوابت الوطنية، ( ... إن حزب العدالة والتنمية يتمسك بإسلامية الدولة التي على رأسها أمير المؤمنين باعتباره حاميا لحمى الملة والدين، وساهرا أمينا على وحدة المغرب وضامنا للحقوق والحريات العامة. ويتمسك بالاختيار الديمقراطي في إطار الملكية الدستورية الديمقراطية والاجتماعية، والتعددية السياسية باعتبار ذلك كله هو الضامن لوحدة المغرب واستقراره وهو الكفيل بذلك في الحاضر والمستقبل، وباعتباره أيضا ضمانة لوقاية بلادنا من مختلف أشكال التطرف والإقصاء.. ويعتز حزب العدالة والتنمية بالانطلاق من المرجعية الإسلامية التي هي المرجعية الرسمية للدولة المغربية والتي هي مبدئيا مرجعية جميع الأحزاب المغربية.. ).الوحدة الترابية، إنه من الضروري في هذا الجمع أن نتوقف عند التحديات التي تعرفها وحدتنا الترابية، وخاصة منذ اعتماد القرار في نهاية شهر يوليوز من السنة الماضية عندما برزت احتمالات الدفع في فرض مشروع حل يناهض السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. ويزيد من مخاطر المس بسيادة المغرب وتهديد وحدته الترابية وزرع عدم الاستقرار في المنطقة... لكل هذا فقد عبر الحزب –مثل مكونات الشعب المغربي السياسية والمجتمعية- عن رفضه لهذا المشروع. ونعتبر أن الموقف الديبلوماسي المغربي محتاج لانتفاضة شاملة تستثمر التحولات الحاصلة في المحيط الجهوي والإقليمي، وتفويت الفرصة على خصوم وحدتنا الترابية.. )كما تطرق التقرير السياسي إلى الجرائم الإرهابية ليوم 16 ماي، حيث أكد (.. وإن حزب العدالة والتنمية إذ يحدد إدانته لها ويعتبر أنها أعمال مدانة شرعا وعقلا، ولا تنسجم مع هوية الشعب المغربي ولا من عزيمته، ... يذكر من جديد بمواقفه المبدئية والسياسية الرافضة لكل أشكال التطرف الديني واللاديني، والتزامه بمبادئ الوسطية والاعتدال والعمل على نشرها داخل المجتمع..)أما فيما يتعلق بالحزب وتجربة حكومة التناوب، فقد أشار الدكتور سعد الين العثماني إلى أنه ( .. لما تم تعيين الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي وزيرا أول وأعلنت حكومة التناوب، بادر حزبنا إلى إعلان مساندتها باعتبارها خطوة في تطوير المسلسل الديمقراطي وانطلاقا مما وعدت به من إصلاح وتغيير. كما احتفظ لنفسه بحق نقد أي سياسة أو إجراء يراه منافيا للمرجعية الإسلامية أو للمصلحة العليا للبلاد. وهو ما أصبح يعرف فيما بعد بالمساندة النقدية... غير أن حكومة التناوب التوافقي لم تستطع الحفاظ على الدعم الواسع الذي كانت تحظى به من النخب السياسية ومن المجتمع المغربي... وقد تصاعدت بعد ذلك حدة الاختلالات في الأداء الحكومي.. وبناء على هذا الأداء الذي لم يرق إلى مستوى ما قدمته الحكومة من وعود في التصريح الحكومي، قرر حزب العدالة والتنمية الانتقال إلى المعارضة بقرار من المجلس الوطني في أكتوبر 2000.كما تطرق التقرير السياسي إلى الاستحقاقات الانتخابية، و انتقاله إلى معارضة فعالة وبناءة، ومسألة خطة إدماج المرأة في التنمية ومدونة الأسرة..وعلى المستوى الخارجي تحدث الدكتور العثماني عن النظام الدولي الجديد الذي لازال يعرف استمرار هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية عليه. وأكد التقرير نصرة حزب العدالة والتنمية للقضايا العربية والإسلامية.وأعلن العثماني عن التوجهات الكبرى للعمل السياسي للحزب المتمثلة أساسا في التصدي لكل أنواع الفساد الإداري والمالي واختلاسات المال العام وانتهاكات حقوق الإنسان، والحد من ظاهرة الامتيازات ودعم الفئات المهمشة. والاستمرار في خيار المشاركة الداعم للتماسك والاستقرار السياسي والاجتماعي.كما أعلن في كلمته عن أولويات الحزب في المرحلة المقبلة، تلك التي حددها في الإسهام في إخراج البلاد من حالة الجمود السياسي، والتجند من أجل الدفاع عن الإسهام في تعزيز موقف بلادنا في قضية وحدتنا الترابية، والعمل على تخليق الحياة العامة ومواجهة جميع أشكال الفساد ومختلف أنواع الامتيازات.حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعض الوزراء، وزعماء أحزاب سياسية وممثلين برلمانيين، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى وممثلين عن هيئات المجتمع المدني. كما كان من بين الوفود الحاضرة جماعة العدل والإحسان ممثلة في الأستاذ فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم الجماعة، والأستاذ عبد الواحد متوكل الأمين العام للدائرة السياسية.كما كان من بين المدعوين شخصيات إسلامية عالمية كان من أبرزهم الأستاذ أحمد سيف الإسلام الــبـنا عن الإخوان المسلمين، والشيخ حمزة منصور رئيس حزب العمل الإسلامي في الأردن، و الأمير قاضي حسين رئيس كتلة العمل الإسلامي الموحد في باكستان، والدكتور عصام العريان من جماعة الإخوان المسلمون.ومن بين الكلمات التي كان لها الأثر البليغ، كلمة الأستاذ أبو بكر القادري عن حزب الاستقلال الذي أكد أن الظروف التي نعيشها حاليا، ظروف تنمرت فيها قوى الشر لمحاربة وللقضاء على كل ما يمت إلى القيم الإسلامية وإلى الوجود الإسلامي. إذ أن المقصود مما يسمونه العولمة الجديدة – يقول ذ. أبوبكر- هو إزاحة القوة والأمة الإسلامية من الطريق.. ورأى الأستاذ القادري بأن المبكي هو أننا صرنا غثاء كغثاء السيل كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. وأضاف بأن الظرف الآن ظرف نقد للذات وظرف مراجعة للنفس بالنسبة للعالم العربي والإسلامي.. مراجعة يجب أن تكون صادقة مع الله، وأضاف بأن شعارنا يجب أن يكون هو العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.كما أعطيت الكلمة لكل من"أبو مروان" سفير فلسطين، والسيد حسين قاضي عن الجماعة الإسلامية في باكستان، و "جورج كلاوي" عن الحزب العمالي البريطاني الذي انتقد السياسة الأمريكية والبريطانية الممارسة ضد العرب، داعيا الحكام والأنظمة العربية إلى الاستقالة.بعد اختتام أشغال اللجان و الورشات وعرض التقارير والمصادقة عليها، عرف اليوم الثاني للمؤتمر انتخاب المجلس الوطني للمرشحين في المؤتمر لمنصب الأمين العام. وكانت بعض اللحظات التي احتد فيها النقاش حول مسألة الطلب الذي تقدم به الأستاذ مصطفى الرميد والقاضي بعدم ترشحه لمنصب الأمين العام، وقد أرجع ذلك لاستمرار وجود نفس الأسباب التي أدت إلى عدم استمراره رئيسا للفريق النيابي ( ويعني بذلك تدخل وزارة الداخلية ضده ). وبعد إلحاحه على الأمر، اضطرت رئاسة المؤتمر إحالة القضية على المجلس الوطني الذي حسم فيها بقبول طلب ذ.الرميد، وذلك بعد التصويت الذي كان لفائدة المؤيدين بـ 126 عضو، و 43 ضد الانسحاب، وامتناع 11 عضوا عن التصويت. بعد ذلك بدأ المجلس الوطني عملية التصويت على المترشحين لمنصب الأمين العام، وقد حصل د.سعد الين العثماني في مرحلة الاقتراح 199 صوتا، أما ذ.عبد الإله بنكيران فقد حصل على 127 صوتا، في حين حصل ذ. لحسن الداودي على 120 صوتا، بينما حصل ذ.الرميد على 70 صوتا.وبعد إقصاء كل من عبد الله باها و محمد يتيم و عبد العزيز رباح و جامع المعتصم، حيث ينص القانون على اختيار ثلاثة مرشحين على الأكثر واثنان على الأقل في المرحلة الثانية، حصل العثماني ما مجموعه 205 صوتا مقابل 121 صوتا لبنكيران، و 92 صوتا للداودي. وبذلك يدخل المؤتمرون للتصويت على الأمين العام خلال المرحلة الثالثة التي أسفرت نتائجها على احتلال الدكتور العثماني على الأغلبية المطلقة بـ 1268 صوتا، النتيجة التي تمثل 80.5% من عدد المصوتين. بينما حصل الأستاذ بنكيران على 255 صوتا و الأستاذ الداودي على 250 صوتا.وفي كلمته الختامية، أكد الدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب مثل الزجاجة الصافية، مضيفا " نحن لا نريد حزبا نمطيا يفكر بالطريقة الواحدة ويقول بالكلمة الواحدة". وأكد على أن الحزب سيبقى وفيا ومستمرا على الخط الذي سار عليه مؤسسه الدكتور الخطيب: تثبيت الإسلام والوحدة الوطنية والملكية الدستورية.

تاريخ النشر : 13/04/2004

الأربعاء، 7 أبريل 2004

القمة التي لم تقم ولن تقوم لها قائمة

قبل البدء..

منذ مدة والشارع العربي والإسلامي ينتظر من أنظمته الرجوع إلى جادة الصواب والإقلاع عن محاباة الاستعمار القديم والجديد.. ومنذ مدة والشعوب العربية والإسلامية تتمنى استنهاض همم حكامها القابعين وراء أسوار الرفاهية، الجالسين على عروش خاوية إلا من وهن الدنيا..

طال الأمد، وتجددت خيبات الأمل، وظلت الأنظمة راكدة جامدة لا تتحرك إلا لقمع أبنائها.. وطال الانتظار وتكاثرت خيبات الأمل، ولم يستفيقوا من سباتهم العميق رغم تعاظم الأحداث وتفاقمها، حتى بات من المستحيل التعويل على من قضى نحبه وإن كان حيا يرزق.

و بعد..

لقاءات واجتماعات ومؤتمرات وقمم.. كلمات وخطب وقرارات لم تفعل.. هرج ومرج عند العرب، وبرامج للتقسيم تدبج، وقول وعمل عند أعداء العرب !. قمم عربية، وأخرى إسـلامية وشعوب تقتل.. تذبح.. على مرأى ومسمع كل العرب وكل المسلمين، وليس هناك من يحرك ساكنا. وحتى التنديد باللفظ الخجول، كان حوله كلام وكلام.. ومن أجل حفظ ما تبقى من ماء الوجه، تمت الدعوة لعقد مؤتمر جديد سرعان ما انهار قبل بدايته، لتتأكد مرة أخرى قولة إن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا .

الفشل تلو الفشل..

لقد تتبعنا مهزلة تونس الأخيرة، وإن كانت في واقع الأمر صفعة موجهة من جهات معينة لكل الأنظمة العربية، فهي من جهة أخرى، صفعة قد تكون إيجابية إذا ما تم الأخذ بالأسباب والتفكير بجدية أكثر في واقع بات يهدد الجميع. منذ أربعين عاما والعرب والمسلمون يجتمعون، من قمة 1946 في مصر إلى القمة "التونمصرية" لسنة 2004 التي لم تنعقد بعد .. لم تكن النتائج إلا كلاما معسولا وقرارات لو تحدثت رفوف جامعة الدول العربية عنها لقالت الشيء الكثير.قمم عادية وأخرى طارئة، جلها كانت تمثل العجز الرسمي العربي والإسلامي، أمام أحداث وتحديات جسام كان الالتحام فيها سيشكل الجسد الواحد و الوحيد. الكل صار يتحدث عن الفشل إلا الأنظمة ! والكل بات يعرف حقيقة الفشل تلو الفشل الذي يلاحق كل المؤتمرات، بل ويتنبأ بالفشل بمجرد ذكر كلمة "قمة" أو "مؤتمر"..فبعد أربعين سنة مضت والشعوب تتابع مهازل اللقاءات العربية الإسلامية التي لا تنتهي في أحسن الأحوال إلا بكلمات الشجب، و ببعض الوعود التي يتم التنازل عنها بمجرد الخروج من قاعات المؤتمرات !بل وصرنا نسمع في السر والعلن عن إملاءات ومراجعات ومذكرات أمريكية كانت توجه للقمم العربية، وكانت تملي إملاءاتها التي ستُدبج على بيانات تلك المؤتمرات العربية.. ومنذ اللاءات الثلاث المشهورة الصادرة في بيان الخرطوم سنة 1967: لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل، اللاءات التي كانت بمثابة سابقة تاريخية في البيانات العربية التي جاءت على إثر العدوان الإسرائيلي، لم نعد نسمع بعد ذلك سوى ما يرضي ويثلج صدور الأعداء، ويزيد من تعميق الإحباط في نفس كل مسلم وعربي، كان أبرزها التنازل عن ذكر كلمة و مشروعية الجهاد ضمن القرارات العربية !.لقد تم التوقيع على معاهدات تلو المعاهدات مع الطرف الصهيوني، وعقدت لقاءات عربية إسرائيلية، وتم الاعتراف بالكيان الصهيوني من خلال كامب ديفيد الشهيرة.. ثم مدريد، و أوسلو، و وادي عربة ( وآي ريــفر ). وتوجت اللقاءات الثنائية العربية الإسرائيلية أثناء كل هذه المعاهدات، بمبادرات سميت لـ" التسوية" كانت آخرها مبادرة خارطة الطريق. كما صرنا نسمع بفتح مكاتب الاتصال والمكاتب التجارية والسفارات الإسرائيلية في العواصم العربية "الإسلامية"، في مصر و المغرب وتونس وموريتانيا والأردن وقطر، - وما خفي كان أعظم - ضدا على إرادة الشعوب..وتأكد الفشل بتقديم العرب التنازلات تلو التنازلات للطرف الصهيوني، دون أي دعم للشعب الفلسطيني. فكانت النتائج المعلومة منذ 1948 وحرب 1967 مرورا بـ1973 والنكبات تلو النكبات، وصولا إلى الاجتياحات والمجازر الإسرائيلية التي يذهب ضحيتها يوميا شهداء يؤدون ثمن العجز الرسمي العربي.وانضاف الفشل إلى الفشل حين تم اجتياح العراق من طرف قوات استعمارية غربية بدعوى امتلاكه للسلاح النووي.. فتآمر العرب على العرب عندما أجازوا العدوان الأجنبي على العراق خلال قمة مصر لسنة 1990، وحينما شاركوا رسميا بشتى أنواع الدعم في الاجتياح الثاني الذي يعيش الشعب العراقي مآسيه اليوم.وتأكد الفشل أخيرا حينما عجز النظام الرسمي العربي والإسلامي أمام التصدي للغطرسة الصهيونية التي تسلب الأراضي، وتهود المقدسات، وتغتال الزعماء، وتسيج أرض الإسراء والمعراج بسور الفصل الصهيوني.. لعل قائمة الفشل تطول إذا ما أضفنا خيبات الأمل العربية والإسلامية أمام فيتوهات ( الفيـتو ) الولايات المتحدة الأمريكية، كلما تعلق الأمر بطلب استصدار قرار أممي يدين إجرام الصهاينة..لكن تبقى الخيبة العظمى بالنسبة للعرب وللمسلمين هي الاستمرار في التشتت والتشرذم والمزيد من التشبث بالزعامة الخالدة لهذه الأنظمة ولو على حساب الشعوب، بل والمساهمة في صنع "سايس بيكو" ثانية في المنطقة العربية، أمام تكتل الغرب في تجمعات و أحلاف إقليمية ودولية ( الاتحاد الأوربي، حلف الناتو )، وأمام محاولات بناء عالم جديد مبني على مكافحة الإسلام المغلفة بغلاف مكافحة الإرهاب ! { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

تونس، الاستثناء..

قمة تونس تأجلت، والسبب أدرجته تونس ضمن مسائل " السيادة " ! وبالتالي صار النقاش حول الأسباب من الأمور السيادية التي يحرم القانون الدولي التدخل فيها.. إلا أن الوقائع ما فتئت تؤكد أن تونس سبق أن أعلنت منذ شهرين عدم استعدادها لعقد قمة عربية على أراضيها، ورجعت بعد ذلك لتؤكد استعدادها..بعد ذلك زار الرئيس التونسي الولايات المتحدة الأمريكية وتباحث مع رئيسها بـوش، والحديث بالطبع لا يمكن أن يتجاوز القمة العربية والقرارات – وإن كانت مجرد شعارات– التي من الممكن أن تخرج عن المؤتمر، ويمكن أن تشوش على الفترة الانتخابية الأمريكية والتي يسعى فيها بـوش للظفر بولاية ثانية.. فهلا يحق لنا أن نتساءل عن أن طلب تأجيل الاجتماع العربي، ولو من باب الإرباك، كان أمريكيا ؟ خصوصا وأن الأسباب الحقيقية لتأجيل القمة كانت تتمثل أساسا في جديد القضية الفلسطينية ودخول إسرائيل إلى المزيد من العمق الفلسطيني، ببنائها للجدار الفاصل، واغتيالها الشيخ الشهيد أحمد ياسين.. وقضية العراق واحتلاله من طرف الولايات المتحدة وحليفتها المملكة المتحدة.. ثم مشروع الشرق الأوسط الكبير والإصلاحات المفروضة على الأنظمة العربية من طرف السيد الأمريكي..إنه الواقع الذي يفضح عجز النظام العربي الرسمي.

الخنوع والخضوع للسيد الأمريكي..

لقد بدا جليا أن الأنظمة العربية كانت لا تأتمر إلا بأوامر سيد العالم الآن، وتأكد في الآونة الأخيرة بأن جل المؤتمرات العربية تكون الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة فيها بآرائها واقتراحاتها وبمذكراتها السرية والعلنية.. كما ظهر أن تعامل أنظمتنا مع هذا السيد، بالطريقة المعروفة وعلى حساب شعوبها، ما هو في الأساس إلا تأكيد على التشبث بدفتي الحكم لهم وللأنجال الكرام. و لقد عودتنا القمم العربية على أن لا تكون سوى مكان تجمع للنظام العربي الرسمي، للشجب والتنديد أحيانا، و أحيانا أخرى للخروج بقرارات من مثل مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الشعب الفلسطيني ! .ولذلك، فإن مثل هذا الوضع لا يمكنه أن يفسح المجال لاتخاذ أي قرار فعلي لصالح الشعوب العربية والإسلامية إلا إذا أخذ الله بيد هذه الأمة.. ويبقى الأمل كل الأمل معقود على الشعوب بالدرجة الأولى، إذ لا خير يرجى من تغيير يأتي من الخارج.

تاريخ النشر : 05/04/2004