الاثنين، 17 مارس 2003

برلماني بريطاني يصف مهرجان فاس للموسيقى الروحية ب "مصدر إلهام"

وكالة المغرب العربي : 17 - 03 - 2003
أكد عضو بمجلس العموم البريطاني، السيد محمد ساروار ( الحزب العمالي) ان مهرجان فاس للموسيقى الروحية يشكل "مصدر إلهام" بالنسبة لتظاهرات مماثلة تروم النهوض بقيم التسامح والتفاهم بين الشعوب والديانات العالمية.
وقال السيد ساروار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش لقاء عقد مساء أمس الثلاثاء بمقر البرلمان البريطاني خصص لمناقشة تنظيم الدورة الأولى لمهرجان فاس - لندن-لاهور للموسيقى الروحية إن مهرجان فاس يعد "مصدر إلهام".
وأعرب السيد ساروار عن أمله في أن تكلل هذه التظاهرة المستهلة من مهرجان فاس بالنجاح وتصبح فضاء مثاليا كفيلا للنهوض بقيم التسامح والتفاهم والتعدد الثقافي.
وأضاف البرلماني البريطاني أن "الأمر يتعلق بحدث جد طموح ونأمل أن نرقى لمستوى تنظيم تظاهرة من هذا القبيل في عواصم اخرى من العالم"، معتبرا أن مهرجان فاس "يشكل بالنسبة له أفضل منتدى للتقارب بين الجاليات من ديانات وثقافات مختلفة".
ومن جهة أخرى، شدد البرلماني العمالي على أهمية ان يكون المهرجان المغربي وسيلة ل"تجاوز سوء التفاهم بين الشعوب والأديان من خلال الموسيقى".
وأشاد بمنظمي مهرجان فاس الذين قرروا إضفاء بعد جديد على هذا الموعد عبر تنظيم ندوات ونقاشات بين سياسيين وجامعيين وفنانين وفاعلين بالمجتمع المدني عبر العالم حول مواضيع مختلفة تهم التعايش والحوار والسلام.
من جانبه، أشاد السيناتور البريطاني السيد سيمون بروثن بالمستوى الراقي لمهرجان فاس وجودة الموسيقى التي يقدمها.
وبدوره ، أبرز مخرج شريط "صوفي صول" الذي تم تصويره بالمغرب وباكستان بالاستراتيجية الثقافية المتطورة بالمغرب، والتي تضفي على المشهد السينمائي عددا من الألوان الفنية.

الجمعة، 14 مارس 2003

فعاليات الملتقى الطلابي الوطني الثامن

شهدت جامعة المولى إسماعيل بمكناس في الفترة الممتدة ما بين 24 فبراير و 1 مارس الجاري، فعاليات الملتقى الوطني الثامن تحت شعار، "كرامة، تعليم، حرية، حقوق تؤطر نضالنا". الملتقى الذي تنظمه الكتابة العامة للتنسيق الوطني بتنسيق مع باقي فروع الاتحاد الوطني لطلب المغرب في مختلف المواقع الجامعية. وقد عاشت أيام الملتقى على إيقاع العديد من اللقاءات والعروض التي همت بالأساس مشاكل التعليم العالي والبحث العلمي، والميثاق الوطني للتربية والتكوين، والواقع السياسي ومداخل الإصلاح، والعمل الشبيبي في المغرب، والاتحاد الوطني لطلبة المغرب والرهانات المستقبلية، وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى قد عرف نجاحا ملحوظا، وذلك بحكم العدد الكمي للحضور الطلابي، وبفعل الحضور النوعي للدكاترة والأساتذة المحاضرين

في حفل افتتاح الملتقى
في البداية تناول الكلمة الموقع المحتضن، موقع مكناس، حيث تلا الكلمة كلي عبد الرحيم الكاتب العام لمكتب الفرع جامع المولى إسماعيل الذي رحب فيها بكل الوفود المشاركة في الملتقى.
بعد ذلك تناول الكلمة حسن بناجح الكاتب العام للجنة التنسيق الوطني، الذي ناقش باقتضاب الوضع الخاص الذي يعيشه التعليم العالي، وذلك كذلك بأهمية التنظيم قصد توحيد نضال الطلاب المغاربة داخل المغرب وخارجه، كما ذرك بالتضحيات الجسام التي تم تقديمها من أجل إرساء هياكل أو ط م كما جدد الدعوة إلى مقاطعة كل الأشكال التي تروم تحجيم نضال الجماهير الطلابية والتعامل معهم بمنطق التحجير والدونية كما حصل مؤخرا مع ما سمي بانتخابات المجالس الجامعية حيث لم يتجاوز فيها عدد الأصوات الأربعين في أحسن الأحوال. كما ناقش حالة مجموعة من الفصائل وأطروحاتها. وبالمناسبة تحدث بناجح عن سياق تعليق المؤتمر والذي نادت به مجموعة من الفصائل ليتبين بعد ذلك أن هذه الأخيرة كانت تراهن على الدفع نحو خطوة المؤتمر قصد اتخاذها مبررا لتأسيس إطارات نقابية خاصة بها، والذي جعلها في حجر من أمرها.
وخلص الكاتب العام للجنة التنسيق الوطني في النهاية لعدم تمكن الفصائل من الدخول في الهياكل الأوطامية بسبب أزماتها الذاتية، كما جدد الدعوة لكل الفصائل والمكونات الطلابية لتأسيس جبهة لإنقاذ الجامعة.
كما تناول الكلمة ممثل عن شببية المؤتمر الوطني الاتحادي، هذا الأخير الذي افتتح كلمته بشكر الجهة المنظمة على الدعوة، وقد ركزت الكلمة على بيان أزمة الحركة الطلابية وأهمية الحل التنظيمي، كما كما أكدت على أن فصيل المؤتمر الوطني الاتحادي فصيل قائم بذاته.
أما كلمات باقي المواقع الجامعية، فقد نوهت بهذه المبادرات الطلابية الوفية لنضال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وأكدت التفاهم حول لجنة التنسيق الوطني، كما باركت خطوة تعليق المؤتمر، وحديت كل المواقع الجامعية صمود الطلبة المعتقلين الذين ضحوا بزهرات أعمارهم وفاء لأوطم ومبادئها.

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والرهانات المستقبلية
شدد الطالب أحمد الكتاني عضو لجنة التنسيق الوطني، على أهمية النظرة المقاصدية في تحليل الحركة الطلابية بالمغرب، وأضاف خلال حلقة مركزية في كلية الآداب في مكناس تحت عنوان : الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والرهانات المستقبلية، أن العمل النقابي توحده وحدة المطالب وقوة المطالب، وبالعودة إلى النظرة المقاصدية أكد الكتاني على ضرورة الوقوف في الحديث عن الحركة الطلابية في ارتباطها بالمحيط السياسي والاجتماعي العام على المقاصد الكبرى، والغايات الأسمى وعدم الانجرار وراء المطالب الصغرى التي لن يتوقف النضال من أجل تحقيقها وتلبيتها.
فالمطلوب هو تكوين طليعة طلابية قوية ومتحصنة من إغراءات ما بعد المرحلة الجامعية، وفي نفس السياق طالب الكتاني جموع الطلبة الحاضرين بعدم طرح قضية الحركة الطلابية ومناقشة الملفات المطلبية الجزئية لأنها تلهي عن تكوين شخصية طلابية وازنة مدركة تمام الإدراك لحقوقها وواجباتها اتجاه نفسها والمجتمع. ومن جهة أخرى ندد الكتاني بالميثاق الوطني للتربية والتكوين معتبرا إياه تحديا وطنيا من التحديات المطروحة على فصائل وتيارات الحركة الطلابية، والتي تقتضي منها توحيد الصفوف وتنسيق الجهود للوقوف في وجه كل ما يحاك ضد الإرادة الطلابية.
وحول الواقع الحالي للوضع الطلابي دعا الكتاني إلى وضع حد لحالة التشدرم في الصف الطلابي، مذكرا بمبادرة الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني فيما يخص تعليق المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب. هذه المبادرة التي لم تلغ بل علقت حتى تنضج شروطها الذاتية والموضوعية، وكذلك لإعطاء فرصة أخرى للفصائل والمكونات الطلابية للتحاور فيما بينها والخروج بمواقف من شأنها الدفع بالحركة الطلابية إلى الإمام، إلا أنه يسجل على بعض هذه التيارات نحوها منحى التأسيس لإطارات وجمعيات طلابية في سياق ما أصحبت تنادي به من تعددية نقابية. وتساءل عن كيفية بناء حركة طلابية قوية في ظل الظروف الداخلية (المقاربة الأمنية للوضع الطلابي والجامعي عموما) والخارجية (التأثيرات والتفاعلات الدولية ما بعد 11 سبتمبر وتشديد الخناق على كل الحركات الاحتجاجية) كما أن هناك ظروفا ذاتية تتعلق بالجسم الطلابي العليل.

ندوة العمل الشببي بالمغرب : الواقع والآفاق
أجمع المتدخلون خلال ندوة العمل الشببي بالمغرب، الواقع والآفاق على عدم اعتبار الشباب خزانا انتخابيا بل قوة طليعية للتأثير والتغيير المنشود.
وقد حضر الندوة عن شبيبة العدالة والتنمية الدكتور عبد العالي حامي الدين، وعن شبيبة العدل والإحسان الأستاذ لحسن المباركي، فيما مثل الأستاذ رفيق بلقرشي الشبيبة الاستقلالية.
لابد من بيئة سليمة للعمل السياسي الشبيبي
أكد لحسن المباركي، عن شبيبة العدل والإحسان على ضرورة تكوين قوة احتجاجية شبيبة تتبنى وتطرح مشاكل الشعب الحقيقية، فالشباب جزء لا يتجزأ عن الشعب وقضاياه العادلة، وأضاف خلال هذه الندوة أن الشباب لا يشارك في العمل السياسي لأنه يرى أن نفس التجارب تتكرر وتثبت على مر الزمان فشلها. فهو لا يريد تزكية الوضع الحالي بمآسيه ومشاكله. وقال الأخ لمباركي، أن عزوف الشباب عن السياسة مرده إلى عدة أسباب منها المشاكل الكبرى التي تحيط به من كل جانب : البطالة، الفقر، المخدرات، الهجرة السرية... كما أن ظروف العمل السياسي داخل الأحزاب غير مواتية رغم رفع بعضها لشعارات التشبيب، فالتهميش والقمع اللامبالاة سمات جامعة في بعض أحزابنا المغربية، وكذلك تفتقر الفضاءات الشبيبية لآليات العمل، وهناك مبرر آخر لهذا العزوف هو تدهور واقع حقوق الإنسان والذي ينال الطلبة والمعطلون النصيب الأكبر من القمع. وللخروج من هذه الأزمة طالب ممثل شبيبة العدل والإحسان بتبني قضايا الشباب وطرحها للشباب بكل حرية ومسؤولية، وتوفير بيئة سياسية وحقوقية لعلم سياسي شبيبي، وكذا توفير الحد الأدنى من العيش الكريم ومحاربة الأمية، والتعاقد لتأسيس ثقافة جديدة بين الفاعلين في المجال السياسي قوامها التنافس الشريف. وحول تخفيض سن التصويت إلى 18 سنة تساءل لمباركي عن ظرفية هذا التعديل الذي يأتي قبيل الانتخابات الجماعية، ولماذا لم يتم قبل الانتخابات التشريعية، معتبرا أن مشاركة الشباب في الانتخابات والسياسية عموما غير مرتبطة بالسن بل بمبدأ اقتناع فئة عمرية هامة من المجتمع بأساليب لعبة سياسية ونتائجها ومدى تأثيرها على الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويضيف لمباركي أن هذا التخفيض مع الاحتفاظ بسن الترشيح يمكن قراءته من خلال 3 قراءات :
§ اقتناع مسبق لدى بعض الجهات بأن الشباب المغربي قاصر وغير قادر على تحمل المسؤوليات.
§ استمرار عقلية اعتبار الشباب خزانا انتخابيا للمشاركة وعدم الترشيح.
§ استمرار عقلية اعتبار الرهينة بالجهات العليا للمطالب الجزئية.
وفي الأخير، دعا لمباركي إلى ضرورة تبني مطالب إصلاح دستوري حقيقي يحدد مهام كل المؤسسات الرسمية كمدخل للخروج من الوضع الراهن الكارثي مركزا على أن الشباب هم قوة الأمة وأملها.

العمل الشبيبي جزء من العمل السياسي العام
تساءل رفيق بلقرشي، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاستقلالية، عن أية شروط يعمل فيها الشباب داخل أحزابه ومنظماته الشبيبية، مبديا ملاحظاته في هذا السياق حول مدى تجاوب الشباب مع الاستحقاقات السياسية التي تعرفها بلادنا، فهناك من ينظر إلى الشباب ككتلة انتخابية ينتهي دورها بانتهاء الإعلان عن النتائج الانتحابية، في حين أن الشباب هو قوة حاملة لمشعل التغيير نحو الأحسن ومرتبط أشد ارتباط بقضايا بلاده وأمته، : وحول عزوف الشباب عن العمل السياسي أوضح الأستاذ بلقرشي أن هناك ظروف ذاتية وموضوعية تحول دون تحمل الشباب لمسؤولياته في الانخراط السياسي والحزبي، منها ضعف الكفاءة والقدرة والمبادرة في الصف الشبيبي، وكذا عدم وجود هياكل سياسية تؤمن بحضور الشباب كفئة عمرية داخل أجهزتها التقريرية، وبخصوص الرهانات والتحديات المطروحة على الشباب، أكد ممثل شبيبة حزب الاستقلال على النظر إلى العمل السياسي نظرة شمولية، وعدم الاقتصار على الرهان الشببي، فهناك بعض الجهات التي تراهن على الشباب لضرب مبادئ الديمقراطية، مع أن المطلوب هو توسيع المشروع الديمقراطي وفتح الباب لكل فعاليات المجتمع بما فيها الشباب حتى لا يبقى بعيدا عن التقرير في مصيره. واعتبر بلقرشي أن ظاهرة عزوف الشباب عن السياسة هو أمر قديم بتراكم الهزائم والإحباط وسيكولوجية القهر المسلطة على الشباب، داعيا إلى العمل على مسارات تكوين المواطن الشاب المدرك لكل مقومات المواطنة الحق من خلال التعلم والعمل الجمعي والحقوقي.

الشباب هم أول المتضررين من الاختيارات العامة
اعتبر عبد العالي حامي الدين، عن شبيبة العدالة والتنمية، أن الانتخابات الأخيرة كانت الأحسن تزويرا في تاريخ المغرب مؤكدا على ضعف المشاركة السياسية للشباب من خلال النسبة المتدنية للانخراط في الأحزاب السياسية والتزوير والفساد... وفصل حامي الدين في أن الحركات الإسلامية تستقطب أكبر عدد من الشباب عكس الأحزاب السياسية الأخرى التي تعرف شيخوخة مسيطرة، داعيا إلى فتح المجال للشباب ليعبر عن آماله وآلامه وطموحاته في إطار من الديمقراطية كأداة لتفعيل العمل الجماهيري، وبدوره طالب ممثل العدالة والتنمية بإصلاح الدستور، وتفويض الصلاحيات للبرلمان، وبإعادة الاعتبار للعمل السياسي التأطيري للشباب.
المناظرة الوطنية حول التعليم العالي والبحث العلمي
أكد أحمد الكتاني عضو الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطنية على وجوب القيام بقراءة نقدية وموضوعية وواقعية للميثاق الوطنية للتربية والتكوين بعيدا عن كل الأشكال السطحية كما دعت إلى اعتماد دراسة تستند إلى معطيات وإحصائيات علمية ترتكز على ثوابت رصينة وهوية إسلامية.
بعد ذلك تم طرح ورقتين تتعلق الأولى بالإصلاح البيداغوجي وأهدافه، والثانية بالقوانين المنظمة للجامعة.
وهكذا أكدت الورقة الأولى أن المنظومة التعليمية تشارك فيها ثلاث مكونات أساسية: الأساتذة، الطلبة، الإدارة. ويلاحظ أن الإصلاح البيداغوجي يقصي الطالب كعنصر أساسي داخل هذه المنظومة، وركزت الورقة على الإكراهات والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وأبرزها صعوبة إدماج الخريجين في سوق الشغل وعدم استقراره، كما ركزت على ضعف البنيات التحتية التي لا تتماشى مع القيم العلمية للجامعة. وشددت الورقة على أنه لا يمكن تحقيق التنمية بدون تعليم بناء يحترم الهوية العربية والإسلامية، ولا قيمة لإصلاح لا يهدف إلى تحسين النظام البيداغوجي والسعي لتأهيل الطالب لولوج عالم الشغل.
أما الورقة الثانية المتعلقة بالقوانين المنظمة للجامعة فقد ركزت على قانون 00/01 ووصفته بعدم الوضوح واللامسؤولية وتحكم الهاجس الأمني فيه حيث جاء نتيجة سياسة ارتجالية أملتها تبعية المغرب لسياسة البنك الدولي، فعلى صعيد الهيكلة الجامعية يهدف القانون المذكور إلى تكوين المجالس الإدارية وتغييب دور الطلاب.
ندوة:يت الورقتان نقاشا عميقا استفاض فيه ممثلو الفروع الجامعية الذين أجمعوا على ضرورة الوعي التام بهذه القوانين وتوحيد الجهود وتنسيقها مع باقي المكونات السياسية والفعاليات المدنية من أجل مواجهة آثاره السلبية على الطالب والجامعة.
ندوة : "التعليم العالي من خلال الميثاق الوطني للتربية والتكوين"
وصف الأستاذ عبد الحكيم الحجوجي مفتش التعليم الابتدائي مسلسل إصلاح التعليم "بالتخبط والارتجالية فالمغرب إلى حدود الآن عرف 25 وزيرا تنابوا على وزارة التعليم وهناك أكثر من 10 إصلاحات"، متسائلا هل هناك إرادة حقيقية للإصلاح ؟ ثم ما هي فلسفة هذا الإصلاح ..؟
وركز الأستاذ المحاضر على أهمية فلسفة الإصلاح لأنها لا تتغير، بل مؤطرة بثوابت المجتمع ومراميه "فكل مجتمع قيمه وتصوراته ومجتمعنا له قيم إسلامية، هذه القيم التي نفتقدها في ما يسمى مواثيق إصلاح منظومتنا التربوية، والداعين لهذا المنهج الأصيل بإعادة الدين واللغة العربية لسياسة التعليم هو وطنيون غيورون على مصلحة البلاد في مواجهة دعاة التغريب الذين ينقضون على كل محاولة للإصلاح مما جعل الأزمة تتفاقم باعتراف كل الجهات بما فيها العليا".
وبخصوص "الميثاق الوطني للتربية والتكوين قال الأستاذ الحجوجي أن اللجنة التي أشرفت عليه غير دستورية ولا تمثل الشعب المغربي وما أقرته من إملاءات البنك الدولي التي تقضي بإتباع سياسة تقليص النفقات في المصالح الاجتماعية وإقرار الخوصصة والنخبوية فيما يخص التعليم العالي من جهته أكد محمد بنمسعود عضو الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني أن هناك إجماعا على كارثية الوضعية التعليمية بمختلف الأسلاك ليطرح السؤال عن مدى فعالية الميثاق الوطني للتربية والتكوين حتى يكون جوابا لأسئلة الواقع.
بعد ذلك تطرق المحاضر إلى شروط الإصلاح من خلال بناء مشروع مجتمعي متكامل وسن سياسة تعليمية واضحة الأهداف والمرامي وتوفر إرادة حقيقي للتغيير، ودعا بنمسعود جميع مكونات التعليم الجامعي إلى التفكير في ميثاق جامعي يستجيب لآمال وتطلعات جميع المهتمين.
بعد ذلك فتح المجال لمداخلات وأسئلة الطلبة الحاضرين مركزين على ضرورة الوعي الطلابي بهذا الميثاق من خلال التفكير الجماعي في وضع مقترحات وبدائل له.

ندوة الواقع السياسي ومداخل الإصلاح
أجمع الأساتذة فتح الله أرسلان ومحمد ضريف ومحمد الحبيب الفرقاني وأحمد ساسي على أهمية الحوار وتضافر الجهود بين مختلف المكونات للخروج من الوضع المتأزم للبلاد.
أكد الدكتور محمد ضريف أستاذ القانون الدستوري على أن المشهد السياسي بالمغرب تحكمه آليتين : قانونية وسياسية وهو ما يجعل المغرب يعيش ديناميكية لا ترقى إلى مستوى التحول التام، فالآلية القانونية مرتبطة بطبيعة النظام ومشروعيته من خلال مجموعة من الآليات كالانتخابات، أما الآلية السياسية فتتمثل في الأحزاب التي تراجعت عن مطالب الإصلاح والتغيير مما يقتضي إعادة تفعيل دورها وعقلنة تعددها، كما أن الوضعية الحقوقية مؤشر من مؤشرات مشهدنا السياسي خصوصا في ظل ما نعيشه من محاولة الإقرار "قانون مكافحة الإرهاب" الذي سيجهض قانون الحريات العامة. وبالنسبة لمداخل الإصلاح شدد ضريف على أهمية الحوار والاتفاق على حد أدنى من التوافق كمدخل سياسي مميزا بين تجليات الإصلاح ومداخله.
من جهته اعتبر محمد الحبيب الفرقاني عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي سابقا، أن للشباب والطلبة دور كبير في عملية التغيير وهم من حرر البلاد من نير المستعمر وهم المعول عليهم في الوقت الحالي، ووصف الأزمة التي يعيشها المغرب بالشاملة وعلى جميع الأصعدة فهي أولا أزمة علاقات وقيم تشمل نظامنا السياسي ونخبنا المثقفة وفي مقدمتها أحزابنا السياسية بعد ترجعها عن دورها في تأطير الشعب المغربي، وتراجع مطالبها الإصلاحية وأيضا فساد وضعنا الاقتصادي وتفشي الأمية المطبقة في صفوف الشعب المغربي، مما يقتضي منا ضرورة توحيد الجهود وإعطاء أولوية للحوار بين مختلف المكونات.
بدوره قال الأستاذ أحمد ساسي، عضو الأمانة العامة للحركة من أجل الأمة، أن المشهد السياسي المغربي أسن وراكد ويتجلى ذلك في مظاهر فساد نظامه السياسي الذي يفتقد للشرعية ويغيب فيه صيغة تعاقد الحاكمين مع المحكومين، مما يجعل المواطنة كحف تصبح معه منة ومنحة وامتيازا، وانتقل ساسي إلى انتخابات 27/9 وما تمخض عنها من نتائج وحكومة غير منسجمة ووصف الانتخابات بأنها غير مطعون فيها لكنها تفتقد لشروط النزاهة، أما مداخل الإصلاح فيرى المحاضر أنها ترتكز على نظرية ثلاثية الأضلاع فالواقع يحتاج إلى إصلاح وتصحيح وتغيير، يشمل ذلك الحكم والمجتمع والعلماء، وعماد ذلك هم أبناء الحركة الإسلامية بعد تراجع دور الأحزاب، داعيا إلى إعلان المقاومة المدنية والكف عن المراهنة على الآليات الفاسدة.
وطرح الأستاذ فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان تصور الجماعة للواقع السياسي المغربي وبأن واقعنا لا ينفصل عن الوضع المتردي لعالمنا العربي والإسلامي نتيجة الهجمات الاستكبارية عليه، وبالحديث عن سمات مشهدنا السياسي وصفه الأستاذ أرسلان بأربع خصائص هي نخبوية مكوناته وإقصاء باقي الفاعلين وغموض واقعه ومستقبله واحتكار الدولة لكل آليات العمل السياسي، مما يقتضي إيجاد مدخل / مخرج الإصلاح بعد أن تبين أن المدخل الانتخابي والتناوب على السلطة أمرا غير كاف داعيا إلى تغيير يمس الوضع الدستوري على أن تسبقه مرحلة الاتفاق على ميثاق واضح الأهداف والمرامي وعلى بيئة من الشعب.
العدد 47 / 13-3-2003

الخميس، 13 مارس 2003

مسيرة مليونية نددت بتخاذل المواقف الرسمية العربية

تضامنا مع الشعب العراقي في الدار البيضاء
مسيرة مليونية نددت بتخاذل المواقف الرسمية العربية

حسن اليوسفي
نظمت السكرتارية الوطنية لمساندة الشعب العراقي يوم الأحد 2 مارس الجاري، مسيرة في مدينة الدار البيضاء تضامنا مع الشعب العراقي وضدا على الحرب المرتقبة على العراق، والمعلن عنها من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها انجلترا.
الملاحظ أن هذه المسيرة التي يمكن أن يطلق عليها المسيرة المليونية، قد جمعت كل ألوان الطيف السياسي، وحسب العديد من الملاحظين، فإن نسبة تفوق 70 في المائة من المشاركين كانت مشكلة في الحركات الإسلامية، وبالمقارنة مع العديد من المسيرات الأخرى التي نظمت في باقي ربوع العالم العربي، فقد اعتبرت مسيرة البيضاء من أضخم المسيرات التي أقيمت في كل الوطن العربي لحد الآن. وتجدر الإشارة إلى أن والي مدينة البيضاء، بالإضافة إلى أقطاب المسؤولين الأمنيين، كانوا موجودين في عين المكان لتتبع مسار المسيرة الذي امتد على طول زهاء عشرة كيلومترات. ومن خلال ارتسامات المشاركين، فقد تم التأكيد على ضرورة تقديم الدعم للشعب العراقي الصامد الذي يعاني من الحصار المفروض عليه من أزيد من عشر سنوات، كما تم التأكيد أن الشعب المغربي مستعد لتقديم كل التضحيات من أجل كرامة المواطن في كل قطر عربي وإسلامي، وبالتالي الرفض المطلق لأي تدخل أمريكي في العراق. و فيما يتعلق بالبيان الختامي الصادر عن مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في شرم الشيخ، كان الإجماع على أن البيان ظل محتشما ولا يعبر عن نبض الشارع العربي. وفي ما يلي تصريحات بعض أعضاء الهيئات المشاركة في المسيرة.

جودت العاني، القائم بالأعمال في السفارة العراقية في المغرب
هذه المسيرة الكبيرة الحاشدة في الدار البيضاء، هي في حقيقتها سلسلة من التظاهرات التي عمت العالم العربي من مشرقه إلى مغربه، ومن شماله إلى جنوبه.
وهذه المسيرات التضامنية مع العراق ومع الشعب الفلسطيني لن تتوقف مادام الأمر مستمرا في التهديد بشن العدوان على العراق، وذبح الشعب الفلسطيني قائمان من قبل إدارة الشر الأمريكية، ومن قبل إدارة السفاح شارون. وأن هذه المسيرة الشعبية العارمة تعبر بصدق وبشفافية عالية عن رفض الأطر الرسمية التي توصلت إليها نتيجة عدم القدرة على إدراك الموقف الحقيقي والصحيح إزاء المخاطر التي يتعرض لها الوطن العربي.
إذا، هذه الحشود الغفيرة المعبرة بصدق تبعث برسالة إلى الإدارة الأمريكية، وتقول لها بالحرف الواحد أن تكف عن تهديد العراق بالعدوان، وتبعث برسالة أخرى إلى المجرم شارون بأن يكف عن تقتيل الفلسطينيين، وبأن المنطقة العربية وعموم العالم الإسلامي لن يكون لقمة سائغة لمخططات العدوان الأمريكي والصهيوني على الأمتين العربية والإسلامية.

خالد السفياني، عن الهيئة الوطنية لمساندة الشعب العراقي
مرة أخرى يؤكد الشعب المغربي اليوم على أنه في مستوى التضامن، والاعتزاز كل الاعتزاز بأبناء هذا الوطن الذين لم يخلفوا الوعد أبدا. فكما كانت كل المسيرات السابقات، تأتي هذه المسيرة اليوم لتؤكد على أن شعبنا في المستوى. لقد جاء اليوم كل المغاربة بكل الحساسيات السياسية والجمعوية والنقابية، إننا نجد أحزاب اليمين وأحزاب اليسار، والتنظيمات الإسلامية.. الجميع حمل إشارة كلنا عراقيون لنعلن من جديد انتمائنا للعراق القضية، ولنؤكد للإرهابي بوش أن عليه أن يواجه كل هذه الجماهير إن هو فكر في ارتكاب حماقته ضد شعبنا في العراق.. فكل المغاربة يؤكدون على أنهم منخرطون اليوم في المعركة ضد الإدارة الأمريكية والبريطانية والصهيونية فيما تريد أن تنفذه في المنطقة سواء ضد العراق أو غيره، وكل المغاربة يعلنون الآن لأبنائنا في العراق بأن صمودهم لم يذهب سدى، بل لقد أعطانا ويعطينا الزاد في أن تكون دوما إلى جانبهم في معركة الكرامة التي يخوضونها.
أما بخصوص بيان القمة فإن ما ينقصه هو العمل وليس المطالبة فقط بجلاء قوة العدو من منطقة الخليج العري حتى يقع تنفيذ قرار منع أي دولة عربية من المشاركة في العدوان على العراق.
يمكن اعتبار هذا البيان أنه خطوة متقدمة نوعا ما بالنسبة لما كانت عليه المواقف في السابق، ولكن تنقصه الآليات لمنع مشاركة بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج في الخطر المحدق بشعبنا في العراق. وما على هذه الدول إلا المطالبة بجلاء القوات الأمريكية والبريطانية من أراضيها من كل المنطقة العربية، وبذلك سوف نحول فعلا ضد ارتكاب الحماقة الأمريكية.

فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي لجماعة العدل والإحسان
هذه المسيرة وهي الأولى في العالم العربي بعد انعقاد القمة، أول رسالة موجهة للحكام العرب وللعالم، وهي تقول لهم إن الشعوب العربية والإسلامية هي أكبر من هذه القرارات المقزمة التي اتخذها حكامها. لذلك، فإننا نعتقد بأن هذه المسيرة سيكون لها هذا الصدى في قلب العالم العربي و الإسلامي، وسيكون لها هذه الدلالة خصوصا وأن حجم المسيرة وقوتها يظهر بجلاء أن للشعوب كلمتها.
فالمسيرات شكل من أشكال الدعم الذي يمكن القول بأنه يؤثر مباشرة على الرأي العام الوطني والدولي، الذي يقوي من شوكة إخواننا الصامدين في العراق وفي فلسطين، وعلمهم بوجود مثل هذه الحشود الكبيرة من الجماهير في أقصى الوطن العربي، لا محالة سيزيد من حشد همهم وسيقوي من موقفهم وسيجعهم على مزيد من الصمود ولمزيد من الثبات، ولعل هذه المسيرة ستحقق على الأقل هذا المبتغى.

محمد الفقيه البصري
إننا الآن في مسيرة وسط مدينة تاريخ المقاومة، ونحن في هذه المرحلة وبهذه المسيرة نقدم موقفا يربط التاريخ بمرحلة الاستعمار الفرنسي. ففي الوقت الذي اجتمع فيه الحكام العرب بحيث أذنهم اليمنى عند أمريكا والآذن الأخرى متجهة نحو شعوبهم، فإني أعتقد بأن هذه الوقفة ستجعل هؤلاء الحكام يقفون مع أنفسهم ليختاروا أين يجب أن يضعوا خطواتهم، وأن يستمعوا بكلتي أذنيهم إلى شعوبهم، ويجب أن يعلموا أيضا بأنه ليس هناك أي اختيار بين الاستعمار وبين الشعوب، وبأن ليس هناك أي اختيار بين قضية تهم الشعوب وتهمهم هم أيضا.
فالتاريخ أظهر أنه عندما تكاملت قضية الحكم مع الشعوب، حسمت المعركة لصالح الاستقلال والآن عندما تتكامل أيضا هذه الإمكانيات يجب أن يحسم تردد الحكام لصالح شعوبهم.

سعد الدين العثماني نائب الأمين العام للعدالة والتنمية.
هذه المسيرة تبين الرفض الشعبي القوي لأي عدوان تعده الإدارة الأمريكية والبريطانية ضد الشعب العراقي الذي هو محاصر أصلا منذ أكثر من عقد من الزمن... إنه تعبير شعبي يبين كون الشعوب جميعها، العربية والإسلامية والدولية، ترفض مثل هذا التعامل وهذا النوع من الهيمنة ومن الظلم ومن الطغيان.
نحن نتمنى أن يؤدي هذا الرفض وهذا التعبير إلى أن يلغى هذا العدوان على الشعب العراقي، وإلى أن تحل كل الأزمات والخلافات على المستوى الدولي بالطرق السلمية، وبالشرعية الدولية التي ترضاها الشعوب.
إن اتفراد قوة واحدة بالهيمنة في العالم خطر على الإنسان وعلى العالم كله. وكل مساهمة أو عمل من أي دولة عربية ضد العراق فهو مدان، ويجب على الشعوب العربية أن تقوم بدورها بالضغط على أنظمتها حتى لا تساهم في أي عدوان على الشعب العراقي الشقيق.
أما بخصوص مؤتمر القمة الأخير، فهو مؤتمر لأنظمة عربية هي في الأصل تعاني من مشاكل مع نفسها وداخل بلدانها، ومن الطبيعي أن يكون موقفها دون مستوى التحدي الذي تعيشه الأمة.

الجماهير المغربية لمسيرة الدار البيضاء تؤكد
لقد أكد البيان أنه أمام مرحلة الجنون التي وصلت إليها القيادة الأمريكية والبريطانية والتي من شأنها أن تدمر العالم، وأمام المفارقة الصارخة في عالم يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب. فقد ارتفعت صرخات ملايين الحناجر ضد العدوان وارتفعت أصوات طبول الإبادة والدمار، فإن الجماهير المغربية تنتفض دفاعا عن الحق ومواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على العراق.
وإذ تعلن الجماهير المغربية المشاركة في مسيرة 2 مارس 2003 بالدار البيضاء انتماء الشعب المغربي للعراق القضية، فإنها توجه رسالتها الواضحة إلى قيادة الإرهاب الأمريكي، لتؤكد له بأن الشعب المغربي مجمع على اعتبار أن عدوان على العراق عنوانا عليه، على تصميمه على مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية وعلى انخراطه الكامل في معركة الكرامة.
وتناشد الجماهير المغربية المشاركة في مسيرة البيضاء كل أبناء المغرب، الاستمرار في تصعيد مبادرات الرفض للعدوان على العراق، وتعميم مقاطعة المنتوجات والمؤسسات والبضائع الأمريكية، كما تهيب بكل أبناء الأمة العربية والإسلامية أن يقوموا بواجبهم التاريخي والقومي والديني والإنساني في صد العدوان ومقاومة المعتدين، كما تناشد كل الشرفاء من أبناء المعمور الاستمرار في التعبئة والضغط للحيلولة دون وقوع الكارثة.
وإذ تعلن الجماهير المغربية المشاركة في مسيرة الدار البيضاء بصمود العراق وبالروح العالية للشعب العراقي، فإنها تدين بشدة استمرار التواجد العسكري الأمريكي على الأرض العربية والإسلامية واستمرار بعض الأنظمة العربية في اجترار موقف التواطؤ مع العدو وتطالب بالجلاء الفوري لجيوش العدو من كل الأراضي العربية الإسلامي. وبإيقاف كل
أشكال التواطؤ والإعلان الفعلي عن اعتبار العدوان على العراق عدوانا على أمتنا يستوجب تفعيل بنوذ اتفاقية الدفاع المشترك والانخراط في المواجهة.