الأربعاء، 19 أبريل 2006

الصحافة الأسبوعية بين الحرية والقضاء



الاستئناف يؤكد الحكم الابتدائي بالنسبة لأسبوعية "لوجورنال" ويضاعف الحكم بالنسبة لـ الأيام
صدر صباح يوم الثلاثاء 18 أبريل الجاري حكم صادر عن استئنافية الرباط يقضي بتأكيد الحكم الابتدائي الصادر في حق أسبوعية لوجورنال بتاريخ 16 فبراير 2006، وذلك بتغريم الأسبوعية مبلغ 300 مليون سنتيم لصالح مركز الدراسات الاستراتيجية والأمن لصاحبه - كلود مونيكي
وكان هذا الأخير قد رفع دعوى قضائية اتهم فيها الأسبوعية المذكورة بالسب والقذف على خلفية التقرير الصادر عن المركز والذي انتقدته لوجورنال.
وفي سياق آخر، ضاعفت استئنافية البيضاء الحكم الصادر في حق أسبوعية الأيام والقاضي بتغريم مدير نشر الأسبوعية نورالدين مفتاح مبلغ 240 ألف درهم للمشتكية ثريا الجعيدي رئيسة الجمعية المغربية للأطفال الموجودين في وضعية غير مستقرة، وذلك على خلفية ما اعتبرته المشتكية سب وقذف في حقها..
-

الاثنين، 17 أبريل 2006

توصيات اللقاء الإعلامي حول أثر الإعلام الإسلامي في تحقيق وحدة المسلمين

حسن اليوسفي المغاري

elyousfi@gmail.com

بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، وبمناسبة عقد الملتقى العالمي للعلماء المسلمين، عقد في مقر الرابطة في مكة المكرمة مؤتمر للإعلاميين خصص للبحث في أثر الإعلام في تحقيق الوحدة الإسلامية. وقد شارك فيه ثلة من الإعلاميين والمختصين في شؤون الإعلام.

وناقش اللقاء ثلاثة محاور رئيسة هي:

المحور الأول: مهمة العلماء المسلمين في الدعوة إلى تحقيق الوحدة الإسلامية والتحذير من مخاطر الانقسام والتفرق.

المحور الثاني: واجب الإعلام الإسلامي في الدفاع عن الثقافة الإسلامية ومواجهة التحديات التي تروّج لها العولمة.

المحور الثالث: أهمية الخطاب الإسلامي الإعلامي في التصدي لتداعيات أحداث 11 سبتمبر وتصحيح الصور السلبية عن الإسلام والمسلمين.

وقد قدمت أوراق عمل في كل من هذه المحاور الثلاثة، تم عرضها ومناقشتها على مدى يوم كامل.

وخلص اللقاء إلى التوصيات الآتية:

أولاً: التأكيد في الأعمال الإعلامية والدعوية على تمسك الأمة الإسلامية بثوابتها الدينية وبتراثها الفكري والثقافي والتربوي وبمنظومة، القيم التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء.

ثانياً: العمل على تقارب الخطاب الإسلامي الإعلامي والدعوي في المنتديات والمحافل الدولية المختلفة مع مراعاة ثقافة المخاطب وكيفية توصيل الرسالة إليه.

ثالثاً: تكوين لجنة رفيعة المستوى في الرابطة من ذوي الاختصاص يشارك فيها علماء وإعلاميون متضلعون في شؤون العلاقات العامة تجتمع دورياً بدعوة من الرابطة تضع أُسُساً علمية وثقافية، تمكِّن المسلمين من الاستفادة من مجتمع المعرفة، وتتولى وضع منهج حديث ومتطور للعمل المشترك بين مؤسسات الإعلام الإسلامية المتعددة من جهة، والعلماء المسلمين هيئات وأفراداً من جهة ثانية.

رابعاً: توظيف المناهج الإعلامية الحديثة في خدمة القضايا الإسلامية، وتنظيم الحملات الإعلامية المدروسة والمبرمجة المستندة إلى أسس عملية حديثة،لصد محاولات الإساءة إلى الإسلام والافتئات على حقائقه الإيمانية.

خامساً: تطوير وتحديث الإعلام الديني المرئي والمسموع والمكتوب وإعداد الإعلاميين ليكونوا خير داع إلى الله عن طريق إبراز القيم الإسلامية، التي تؤكد على الحرية والسلام والعدالة والحوار بالحسنى مع الآخرين.

سادساً: تنظيم ندوات متخصصة في الإعلام الاجتماعي والدعوي بما يمكِّن الدعاة من توظيف الإعلام وأدواته لنشر الدعوة والرد على الافتراءات، التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون.

سابعاً: الارتقاء بالإعلام الإسلامي من مستوى إقليمي وقطري ليكون على مساحة العالم الإسلامي كله وقضاياه جميعها، والتي تتجاوز التقسيمات الإقليمية وتسمو فوق الانقسامات القطرية. فالإسلام واحد، والأمة الإسلامية واحدة ومن واجب علمائها وإعلامييها أن يكونوا دعاة للوحدة وحفظة لها.

ثامناً: السعي لاتخاذ حلول عملية تساعد على احتواء تداعيات 11 سبتمبر بما يقطع الطريق أمام استغلال ذلك الحادث ويبرز أثر الإسلام البناء في خدمة القضايا الإنسانية والحضارية.

تاسعاً: دراسة إعداد مشروع رقمي يطلق عليه اسم «الحاسوب الإسلامي» يهدف إلى نشر القيم الإسلامية التي تبرز الإسلام بأنه دين رحمة وسلام للعالمين وأن يكلَّف فريق عمل من الاختصاصيين بوضع التصور والأسس التي يقوم عليها هذا المشروع.

عاشراً: الإعلان عن جائزة تقديرية دورية تقدمها رابطة العالم الإسلامي إلى صاحب أفضل عمل إعلامي يعرف بالإسلام ويخدم قضايا الوحدة الإسلامية، ويسهم في تقديم صورة حقيقية عن الإسلام في العالم.

حادي عشر: العمل من خلال خطط إعلامية مكثفة على ترسيخ أواصر التضامن الإسلامي ومفاهيمه في مختلف المجالات والمستويات وإبراز الموقف الإسلامي من القضايا الدولية وآفات العصر.

ثاني عشر: الدفاع عن الإسلام ومواجهة الحملات الظالمة التي تشنها مؤسسات إعلامية مدعومة من جهات معادية، وتصحيح الصورة المغلوطة التي يروجها الأعداء عن دين الله العظيم، ودفع تهمة الإرهاب عن الإسلام والمسلمين.

ثالث عشر: تقديم أنموذج عملي يبرهن على أهمية جعل الإعلام أداة للتفاهم بين الشعوب وتعميق العلاقات الودية القائمة على التعاون والمحبة والتعاون بين البشر جميعاً، الذين خلقهم الله من نفس واحدة وكرمهم. بهدف تكوين مجتمع إنساني متكاتف ومتماسك ومتآلف.

رابع عشر: توعية المسلم بحقوقه المشروعة في ظل التعاليم الإسلامية، ودفعه لأن يكون شخصية إيجابية في بناء المجتمع الإنساني وإعمار الكون.

خامس عشر: ترشيد الوعي الإسلامي العام بمنطلقات السياسة الشرعية في النظرة إلى الأحداث والقضايا السياسية والإستراتيجية الإقليمية والعالمية حتى يتمكن المسلمون من التعامل مع ذلك كله ببصيرة واتزان ورشد وحكمة.

سادس عشر: التعامل الإعلامي مع التراث الإسلامي باعتباره حاضن الهوية الإسلامية، والتعريف بروائعه من خلال الترجمة والوسائل الإعلامية المناسبة، مع تخليصه من شوائبه والمساعدة على فتح أبواب الاجتهاد في مجالاته المتعددة.

سابع عشر: الاستفادة في الخطاب الإعلامي الحديث من الآراء والأفكار الإصلاحية النيرة للعلماء المسلمين والأئمة الصالحين على امتداد العصور في مجال العلوم الإسلامية والفتاوى.

ثامن عشر: إبراز القيم الإسلامية السمحة المتمثلة في الصدق والطهارة والكرم والمحبة ونصرة الحق، وأن تكون هذه القيم أساس إنتاجنا الثقافي والإعلامي إلى جانب مقاومة مظاهر الأنانية والكذب والبهتان، وكذلك مواجهة المادية البحتة للعولمة.

وفي ختام اللقاء وجه المشاركون الشكر والتقدير لرابطة العالم الإسلامي ولأمينها العام الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي على اهتمامها بالإعلام الإسلامي، وحرصها على تمتين أواصر التعاون بين الإعلاميين ومؤسسات الدعوة الإسلامية.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تاريخ النشر: الإثنين 17 أبريل/نيسان 2006

توصيات اللقاء الإعلامي حول أثر الإعلام الإسلامي في تحقيق وحدة المسلمين


بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، وبمناسبة عقد الملتقى العالمي للعلماء المسلمين، عقد في مقر الرابطة في مكة المكرمة مؤتمر للإعلاميين خصص للبحث في أثر الإعلام في تحقيق الوحدة الإسلامية. وقد شارك فيه ثلة من الإعلاميين والمختصين في شؤون الإعلام.

وناقش اللقاء ثلاثة محاور رئيسة هي:

المحور الأول: مهمة العلماء المسلمين في الدعوة إلى تحقيق الوحدة الإسلامية والتحذير من مخاطر الانقسام والتفرق.

المحور الثاني: واجب الإعلام الإسلامي في الدفاع عن الثقافة الإسلامية ومواجهة التحديات التي تروّج لها العولمة.

المحور الثالث: أهمية الخطاب الإسلامي الإعلامي في التصدي لتداعيات أحداث 11 سبتمبر وتصحيح الصور السلبية عن الإسلام والمسلمين.

وقد قدمت أوراق عمل في كل من هذه المحاور الثلاثة، تم عرضها ومناقشتها على مدى يوم كامل.

وخلص اللقاء إلى التوصيات الآتية:

أولاً: التأكيد في الأعمال الإعلامية والدعوية على تمسك الأمة الإسلامية بثوابتها الدينية وبتراثها الفكري والثقافي والتربوي وبمنظومة، القيم التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء.

ثانياً: العمل على تقارب الخطاب الإسلامي الإعلامي والدعوي في المنتديات والمحافل الدولية المختلفة مع مراعاة ثقافة المخاطب وكيفية توصيل الرسالة إليه.

ثالثاً: تكوين لجنة رفيعة المستوى في الرابطة من ذوي الاختصاص يشارك فيها علماء وإعلاميون متضلعون في شؤون العلاقات العامة تجتمع دورياً بدعوة من الرابطة تضع أُسُساً علمية وثقافية، تمكِّن المسلمين من الاستفادة من مجتمع المعرفة، وتتولى وضع منهج حديث ومتطور للعمل المشترك بين مؤسسات الإعلام الإسلامية المتعددة من جهة، والعلماء المسلمين هيئات وأفراداً من جهة ثانية.

رابعاً: توظيف المناهج الإعلامية الحديثة في خدمة القضايا الإسلامية، وتنظيم الحملات الإعلامية المدروسة والمبرمجة المستندة إلى أسس عملية حديثة،لصد محاولات الإساءة إلى الإسلام والافتئات على حقائقه الإيمانية.

خامساً: تطوير وتحديث الإعلام الديني المرئي والمسموع والمكتوب وإعداد الإعلاميين ليكونوا خير داع إلى الله عن طريق إبراز القيم الإسلامية، التي تؤكد على الحرية والسلام والعدالة والحوار بالحسنى مع الآخرين.

سادساً: تنظيم ندوات متخصصة في الإعلام الاجتماعي والدعوي بما يمكِّن الدعاة من توظيف الإعلام وأدواته لنشر الدعوة والرد على الافتراءات، التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون.

سابعاً: الارتقاء بالإعلام الإسلامي من مستوى إقليمي وقطري ليكون على مساحة العالم الإسلامي كله وقضاياه جميعها، والتي تتجاوز التقسيمات الإقليمية وتسمو فوق الانقسامات القطرية. فالإسلام واحد، والأمة الإسلامية واحدة ومن واجب علمائها وإعلامييها أن يكونوا دعاة للوحدة وحفظة لها.

ثامناً: السعي لاتخاذ حلول عملية تساعد على احتواء تداعيات 11 سبتمبر بما يقطع الطريق أمام استغلال ذلك الحادث ويبرز أثر الإسلام البناء في خدمة القضايا الإنسانية والحضارية.

تاسعاً: دراسة إعداد مشروع رقمي يطلق عليه اسم «الحاسوب الإسلامي» يهدف إلى نشر القيم الإسلامية التي تبرز الإسلام بأنه دين رحمة وسلام للعالمين وأن يكلَّف فريق عمل من الاختصاصيين بوضع التصور والأسس التي يقوم عليها هذا المشروع.

عاشراً: الإعلان عن جائزة تقديرية دورية تقدمها رابطة العالم الإسلامي إلى صاحب أفضل عمل إعلامي يعرف بالإسلام ويخدم قضايا الوحدة الإسلامية، ويسهم في تقديم صورة حقيقية عن الإسلام في العالم.

حادي عشر: العمل من خلال خطط إعلامية مكثفة على ترسيخ أواصر التضامن الإسلامي ومفاهيمه في مختلف المجالات والمستويات وإبراز الموقف الإسلامي من القضايا الدولية وآفات العصر.

ثاني عشر: الدفاع عن الإسلام ومواجهة الحملات الظالمة التي تشنها مؤسسات إعلامية مدعومة من جهات معادية، وتصحيح الصورة المغلوطة التي يروجها الأعداء عن دين الله العظيم، ودفع تهمة الإرهاب عن الإسلام والمسلمين.

ثالث عشر: تقديم أنموذج عملي يبرهن على أهمية جعل الإعلام أداة للتفاهم بين الشعوب وتعميق العلاقات الودية القائمة على التعاون والمحبة والتعاون بين البشر جميعاً، الذين خلقهم الله من نفس واحدة وكرمهم. بهدف تكوين مجتمع إنساني متكاتف ومتماسك ومتآلف.

رابع عشر: توعية المسلم بحقوقه المشروعة في ظل التعاليم الإسلامية، ودفعه لأن يكون شخصية إيجابية في بناء المجتمع الإنساني وإعمار الكون.

خامس عشر: ترشيد الوعي الإسلامي العام بمنطلقات السياسة الشرعية في النظرة إلى الأحداث والقضايا السياسية والإستراتيجية الإقليمية والعالمية حتى يتمكن المسلمون من التعامل مع ذلك كله ببصيرة واتزان ورشد وحكمة.

سادس عشر: التعامل الإعلامي مع التراث الإسلامي باعتباره حاضن الهوية الإسلامية، والتعريف بروائعه من خلال الترجمة والوسائل الإعلامية المناسبة، مع تخليصه من شوائبه والمساعدة على فتح أبواب الاجتهاد في مجالاته المتعددة.

سابع عشر: الاستفادة في الخطاب الإعلامي الحديث من الآراء والأفكار الإصلاحية النيرة للعلماء المسلمين والأئمة الصالحين على امتداد العصور في مجال العلوم الإسلامية والفتاوى.

ثامن عشر: إبراز القيم الإسلامية السمحة المتمثلة في الصدق والطهارة والكرم والمحبة ونصرة الحق، وأن تكون هذه القيم أساس إنتاجنا الثقافي والإعلامي إلى جانب مقاومة مظاهر الأنانية والكذب والبهتان، وكذلك مواجهة المادية البحتة للعولمة.

وفي ختام اللقاء وجه المشاركون الشكر والتقدير لرابطة العالم الإسلامي ولأمينها العام الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي على اهتمامها بالإعلام الإسلامي، وحرصها على تمتين أواصر التعاون بين الإعلاميين ومؤسسات الدعوة الإسلامية.


الأحد، 16 أبريل 2006

الأزمة متواصلة بين الجزائر والمغرب

أشار رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، إلى عدم وجود نية لفتح الحدود مع المغرب خلال الصيف المقبل، مؤكدًا أن فتح الحدود لن يكون إلا بعد تسوية العديد من الملفات العالقة مع المغرب.ونفى المسئول الجزائري ـ طبقًا لصحيفة البلاد ـ أن تكون لزيارة كوندوليزا رايس للجزائر علاقة بملف فتح الحدود مع المغرب
وشدّد على أن الجزائر لا تقبل الرضوخ لسياسة الإملاءات مهما كانت طبيعتها ومصدرها, على حد قوله

السبت، 15 أبريل 2006

من أجل تأصيل رسالة الإعلام الإسلامي

حسن اليوسفي المغاري
elyousfi@gmail.com

يمر العالم الإسلامي اليوم بمرحلة عصيبة، سواء كان ذلك سياسيا أم اجتماعيا، أم اقتصاديا أم إعلاميا.. وبما أن الإعلام الإسلامي، وأمام تلك التحديات التي تواجهه، لم يستطع بعد إثبات وجوده، بل ولنقلها بكل صراحة، لم يتحقق بعد وجود إعلام إسلامي أصيل، له رسالة واضحة وهدف منشود.

إننا عندما نتحدث عن إعلام إسلامي، فلابد أن نستحضر معنى الرسالة الإعلامية الإسلامية التي تتغيى أولا التعريف بمبادئ ديننا الحنيف، ولابد أيضا أن تكون لنا استراتيجية واضحة المعالم، نحدد من خلالها ما نتوخاه من إعلامنا على المدى المتوسط والبعيد.

إن الدعوة الراشدة في الوقت الراهن يجب أن تتوفر حتما على إعلام واع بكل مسؤولياته، إعلام يحمل على عاتقه التعريف أولا بمبادئ الإسلام، التي لا يمكن أن تكون صحيحة إلا باتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "تركت فيكم ما إن اتبعتموه لن تظلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي"، إعلام يكون نافذة على المجتمع المفروض أن يكون إسلاميا، إعلام يقوم بدور تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب الذي بات يكيل للإسلام وللمسلمين الحقد والكراهية...

وقبل هذا وذاك، وحتى تتحقق مبادئ الوحدة، فلابد لإعلامنا الإسلامي أن يسعى إلى التقريب بين الشعوب الإسلامية "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" صدق الله العظيم، لأن في ذلك مساهمة جلية في دعم اتجاهات الوحدة الإسلامية أولا، ومساندة لكل المشروعات الهادفة التي يكون من شأنها توحيد الصف الإسلامي.

إن الحديث عن تأصيل رسالة الإعلام الإسلامي، هذه الرسالة النبيلة، باتت ولاشك، من أولويات العاملين في مجال الدعوة المرتبطين والمهتمين بالإعلام، ولاشك أيضا أن هناك تحديات جمة وجب العمل على تخطيها كي تكون لتلك الرسالة أهدافا وجب تحديدها والعمل من أجل تحقيقها على مراحل: منها ما هو آني (التربية على مبادئ الإسلام؛ التكوين في المجال الإعلامي؛ تصحيح صورة الإسلام والتعريف به لدى الغرب؛ نشر قيم التسامح؛ بناء وعي إسلامي لدى المجتمعات الإسلامية)، ومنها ما هو على المدى المتوسط: (العمل على إعداد طاقات بشرية إعلامية مؤمنة برسالتها الإسلامية تكون مزدوجة التكوين؛ إيجاد استثمارات اقتصادية من شأنها دعم المنابر الإعلامية الإسلامية بمختلف أصنافها حتى تضمن لها الاستقلالية؛ إعداد برامج هادفة بعيدة عن التعصب والغلو، مؤمنة بحق الاختلاف، تقوم بنشر ثقافة وحضارة الإسلام بمختلف اللغات...). أما على المدى البعيد، فيكون الهدف الأسمى هو تحقيق وحدة إسلامية يساهم فيها الإعلام الإسلامي بالحظ الأوفر، وذلك بإيجاد قنوات وفضاءات إعلامية مواكبة للتطورات العلمية والرقمية، تتحدث بلغة تعبر عن أمة واحدة "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" صدق الله العظيم.

لاشك إذا أنه على إعلامنا الإسلامي تحديات وجب التخطيط لتجاوزها وإن كنا متأخرين جدا في ذلك- وهو، أي الإعلام الإسلامي، يحتاج في ذلك حتما إلى وسائل لتحقيق تلك الأهداف السامية، وسائل لا تقل شأنا عما يتوفر عليه الغرب الآن، وما سيتوفر عليه مستقبلا. ولعل أكبر تحدٍّ هو تشخيص واقعنا الإعلامي والإقرار بدونيته، والعمل على تظافر الجهود من الناحيتين، السياسية والاقتصادية، لأجل تخطي العقبات وتحقيق الآمال.

* دور العلماء والدعاة:

هل يمكن الحديث عن إعلام إسلامي دون التطرق لدور العلماء والدعاة في هذا المجال؟

سؤال يتكرر كثيرا، والأصل في الأمر هو إلزامية وجود مكان رئيسي للعلماء في رحاب وسائل الإعلام، لا بل ومن الضروري أن تكون هناك علاقة وطيدة بين علمائنا والشباب الإعلامي المسلم المتخصص حتى ينهل من علمهم وفضلهم. بل والأكيد أكثر، هو أن يكون للإعلاميين الإسلاميين تكوين شرعي (ما يجب أن يعلم من الدين بالضرورة) حتى تكون رؤيتهم لعملهم الإعلامي واضحة.

لا يمكن لأحد أن يتنكر لدور العلماء والدعاة في نشر قيم ومبادئ الإسلام السمحة. وبحكم التطور الحاصل، فكريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا، وجب على وسائل الإعلام الإسلامية أن تنهل من تطور وتغير الأحكام الشرعية المواكبة لكل ذلك؛ والأمر يتطلب بالضرورة مواكبة علمائنا لهذا التطور.

إن العلماء المواكبين المجتهدين المجددين، بتربيتهم وإرشادهم، لمن شأنهم أن ينبهوا الأمة ويوجهوها نحو طريق الفلاح، ولا يمكن أن يحصل ذلك بالطبع إلا إذا توفرت الإرادات الذاتية لعلمائنا من أجل التطور والتعرف على مختلف علوم العصر الحديثة، سياسة واجتماعا وإدارة واقتصادا وإعلاما... وكل فئة من العلماء وجب تخصصها في مجال من هذه المجالات حتى تُركَّز الجهود المبذولة، وحتى يواكب الإفتاء التطور الذي يفرضه العصر.

ومن ثمة، فإن الدور الذي يمكن أن يقوم به العلماء في تطوير عمل الإعلام الإسلامي دور حيوي للغاية. إن الاجتهاد لا يعني تغيير أصول الدين، وإنما المقصود به أن يرتكز أساسا على العلوم الحديثة، تلك التي تدخل في إطار فروض الكفايات ... وإن تعذر وجود علماء من هذه الشاكلة، فالأجدر الاستعانة بعلماء الأمة المتخصصين في باقي مجالات العلم الحديث.

لأجل النهوض بإعلامنا الإسلامي، ولأجل مواكبة عصر الفضائيات الرقمية وتكنولوجيا الإعلام، وجب أن يكون من بين أولى أولوياتنا تكوين الأطر الإسلامية الكفأة للمضي قدما بإعلام إسلامي متطور، ثم إيجاد آليات العمل الصحيحة والمساعِدة على خلق فضاء إعلامي مسلم ملتزم ومنفتح على كل المستجدات ... وحتى تتحقق الوحدة المنشودة، لابد من فسح المجال أيضا لكل الطاقات كي تساهم في صناعة القرار.



الثلاثاء، 11 أبريل 2006

في ورقة رابطة العالم الإسلامي .. ترقية الخطاب الإعلامي في أفق الوحدة الإسلامية

حسن اليوسفي المغاري

elyousfi@gmail.com

قدمت رابطة العالم الإسلامي للمؤتمر العالمي للإعلام الإسلامي، ورقة عمل ضمنتها تصور الرابطة لما يمكن أن يؤديه الإعلام والإعلاميون خدمة لأمتهم الإسلامية، وقد شملت الورقة مجموعة أفكار حول العمل الإعلامي الإسلامي رأت فيها الرابطة أنها الكفيلة بتوحيد صفوف الأمة وكلمتها في مواجهة الظروف الراهنة التي يمر منها العالم الإسلامي على وجه الخصوص.

فقد أكدت رابطة العالم الإسلامي أنه إيمانا منها بضرورة توحيد صفوف الأمة، واستشعارا منها بدور الإعلام في التأثير على سياسات مؤسسات اتخاذ القرار في أنحاء العالم، وتقديرا منها لمتطلبات الظرف الراهن والمرحلة التاريخية الدقيقة التي تعيشها الأمة الإسلامية، ومن أجل تكوين رأي إسلامي صحيح، ومن واقع مسؤولياتها تجاه قضايا الأمة، فإنها تطرح رسالة موجهة للعالم أجمع تتضمن ما يلي:

أولا- حتمية الوحدة الإسلامية

ومن خلالها أكدت رابطة العالم الإسلامي على تعاون المسلمين ووحدة كلمتهم في الظرف الراهن، وذلك كما جاء في الورقة- "بتجاوز خلافاتنا، وتأكيدا لقيم التسامح والأخوة الإسلامية". كما التنصيص على دور العلماء المسلمين في تحذير الأمة من خطر التشرذم وشق الصف الإسلامي في ظل الاستهداف والحصار الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وبفتح قنوات للتواصل والتعاون بين العلماء ورجال الإعلام، وذلك بهدف تأصيل رسالة الإعلام الإسلامي.

كما تم التنبيه إلى دور الإعلام وأجهزته في الحفاظ على أهمية العلم والعلماء في الإسلام.

ثانيا- واجب الدفاع عن حضارة الأمة وثقافتها

وقد تم التأكيد في هذا المحور على مهمة الإعلام الإسلامي في الدفاع عن حضارة المسلمين وثقافتهم ووحدتهم في عصر أصبح الإعلام فيه أداة للترويج لأسس العولمة وثقافتها. كما أشارت إلى ضرورة الاستفادة من تقنيات الاتصال الحديثة، ونشر القيم الأخلاقية الفاضلة من خلال أجهزة الإعلام مع الامتناع عن نشر كل ما يمكن أن يمس ثوابت الأمة ومقدساتها.

ثالثا- ترقية الخطاب الإعلامي

وفي ذلك دعت رابطة العالم الإسلامي أجهزة الإعلام الإسلامية، العامة منها والخاصة لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، ومحاولات تشويه صورة المسلمين من الأحداث العالمية المؤسفة.

كما أكدت رؤية الرابطة في مسألة ترقية الخطاب الإعلامي الإسلامي، وذلك بتبني مبدإ الحوار مع الآخر عملا بالتوجيه الإلهي "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" النحل 125.

وأشارت الورقة إلى ضرورة رفض كل أنواع الهيمنة والابتزاز ومحاولات الحصار الإعلامي بذريعة الحرب على الإرهاب أو دعمه، مع تنبيه الإعلام الإسلامي ورجاله لضرورة الدفاع عن الأقليات والجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، والتأكيد على رفض الإسلام للتشدد والغلو الديني، مع توجيه أجهزة الإعلام إلى إشاعة قيم التعايش السلمي دون إقصاء لأحد. هذا مع العمل على مناقشة قضايا المجتمعات المسلمة في جو من الشفافية والصراحة والموضوعية، وعرضها على المسؤولين وصنّاع القرار لتبنيها وإيجاد الحلول المناسبة لها.

وبخصوص موجات التطرف التي باتت تتسع دائرتها في الغرب، أكدت رابطة العالم الإسلامي على ضرورة السعي الدؤوب لفتح قنوات للحوار والتفاهم الموضوعي مع أجهزة الإعلام الغربية، وبالتالي الضغط في اتجاه عدم تعميم الأحكام الجائرة نتيجة ردود فعل آنية وعاطفية عابرة. كما استنكرت الورقة المقدمة الحملة الإعلامية الهادفة إلى الإساءة للرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختلف أجهزة الإعلام الغربية، واعتبار المس بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بذريعة حرية الرأي والتعبير، إساءة لكل المؤمنين وتطاولا يجب عدم السكوت عليه.


الخميس، 6 أبريل 2006

من أجل تأصيل رسالة الإعلام الإسلامي

حسن اليوسفي المغاري

elyousfi@gmail.com

مر العالم الإسلامي اليوم بمرحلة عصيبة، سواء كان ذلك سياسيا أم اجتماعيا، أم اقتصاديا أم إعلاميا.. وبما أن الإعلام الإسلامي، وأمام تلك التحديات التي تواجهه، لم يستطع بعد إثبات وجوده، بل ولنقلها بكل صراحة، لم يتحقق بعد وجود إعلام إسلامي أصيل، له رسالة واضحة وهدف منشود.

إننا عندما نتحدث عن إعلام إسلامي، فلابد أن نستحضر معنى الرسالة الإعلامية الإسلامية التي تتغيى أولا التعريف بمبادئ ديننا الحنيف، ولابد أيضا أن تكون لنا استراتيجية واضحة المعالم، نحدد من خلالها ما نتوخاه من إعلامنا على المدى المتوسط والبعيد.
إن الدعوة الراشدة في الوقت الراهن يجب أن تتوفر حتما على إعلام واع بكل مسؤولياته، إعلام يحمل على عاتقه التعريف أولا بمبادئ الإسلام، التي لا يمكن أن تكون صحيحة إلا باتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "تركت فيكم ما إن اتبعتموه لن تظلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي"، إعلام يكون نافذة على المجتمع المفروض أن يكون إسلاميا، إعلام يقوم بدور تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب الذي بات يكيل للإسلام وللمسلمين الحقد والكراهية...
وقبل هذا وذاك، وحتى تتحقق مبادئ الوحدة، فلابد لإعلامنا الإسلامي أن يسعى إلى التقريب بين الشعوب الإسلامية "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" صدق الله العظيم، لأن في ذلك مساهمة جلية في دعم اتجاهات الوحدة الإسلامية أولا، ومساندة لكل المشروعات الهادفة التي يكون من شأنها توحيد الصف الإسلامي.
إن الحديث عن تأصيل رسالة الإعلام الإسلامي، هذه الرسالة النبيلة، باتت ولاشك، من أولويات العاملين في مجال الدعوة المرتبطين والمهتمين بالإعلام، ولاشك أيضا أن هناك تحديات جمة وجب العمل على تخطيها كي تكون لتلك الرسالة أهدافا وجب تحديدها والعمل من أجل تحقيقها على مراحل: منها ما هو آني (التربية على مبادئ الإسلام؛ التكوين في المجال الإعلامي؛ تصحيح صورة الإسلام والتعريف به لدى الغرب؛ نشر قيم التسامح؛ بناء وعي إسلامي لدى المجتمعات الإسلامية)، ومنها ما هو على المدى المتوسط: (العمل على إعداد طاقات بشرية إعلامية مؤمنة برسالتها الإسلامية تكون مزدوجة التكوين؛ إيجاد استثمارات اقتصادية من شأنها دعم المنابر الإعلامية الإسلامية بمختلف أصنافها حتى تضمن لها الاستقلالية؛ إعداد برامج هادفة بعيدة عن التعصب والغلو، مؤمنة بحق الاختلاف، تقوم بنشر ثقافة وحضارة الإسلام بمختلف اللغات...). أما على المدى البعيد، فيكون الهدف الأسمى هو تحقيق وحدة إسلامية يساهم فيها الإعلام الإسلامي بالحظ الأوفر، وذلك بإيجاد قنوات وفضاءات إعلامية مواكبة للتطورات العلمية والرقمية، تتحدث بلغة تعبر عن أمة واحدة "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" صدق الله العظيم.
لاشك إذا أنه على إعلامنا الإسلامي تحديات وجب التخطيط لتجاوزها –وإن كنا متأخرين جدا في ذلك- وهو، أي الإعلام الإسلامي، يحتاج في ذلك حتما إلى وسائل لتحقيق تلك الأهداف السامية، وسائل لا تقل شأنا عما يتوفر عليه الغرب الآن، وما سيتوفر عليه مستقبلا. ولعل أكبر تحدٍّ هو تشخيص واقعنا الإعلامي والإقرار بدونيته، والعمل على تظافر الجهود من الناحيتين، السياسية والاقتصادية، لأجل تخطي العقبات وتحقيق الآمال.

دور العلماء والدعاة:
هل يمكن الحديث عن إعلام إسلامي دون التطرق لدور العلماء والدعاة في هذا المجال؟
سؤال يتكرر كثيرا، والأصل في الأمر هو إلزامية وجود مكان رئيسي للعلماء في رحاب وسائل الإعلام، لا بل ومن الضروري أن تكون هناك علاقة وطيدة بين علمائنا والشباب الإعلامي المسلم المتخصص حتى ينهل من علمهم وفضلهم. بل والأكيد أكثر، هو أن يكون للإعلاميين الإسلاميين تكوين شرعي (ما يجب أن يعلم من الدين بالضرورة) حتى تكون رؤيتهم لعملهم الإعلامي واضحة.
لا يمكن لأحد أن يتنكر لدور العلماء والدعاة في نشر قيم ومبادئ الإسلام السمحة. وبحكم التطور الحاصل، فكريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا، وجب على وسائل الإعلام الإسلامية أن تنهل من تطور وتغير الأحكام الشرعية المواكبة لكل ذلك؛ والأمر يتطلب بالضرورة مواكبة علمائنا لهذا التطور.
إن العلماء المواكبين المجتهدين المجددين، بتربيتهم وإرشادهم، لمن شأنهم أن ينبهوا الأمة ويوجهوها نحو طريق الفلاح، ولا يمكن أن يحصل ذلك بالطبع إلا إذا توفرت الإرادات الذاتية لعلمائنا من أجل التطور والتعرف على مختلف علوم العصر الحديثة، سياسة واجتماعا وإدارة واقتصادا وإعلاما... وكل فئة من العلماء وجب تخصصها في مجال من هذه المجالات حتى تُركَّز الجهود المبذولة، وحتى يواكب الإفتاء التطور الذي يفرضه العصر.
ومن ثمة، فإن الدور الذي يمكن أن يقوم به العلماء في تطوير عمل الإعلام الإسلامي دور حيوي للغاية. إن الاجتهاد لا يعني تغيير أصول الدين، وإنما المقصود به أن يرتكز أساسا على العلوم الحديثة، تلك التي تدخل في إطار فروض الكفايات ... وإن تعذر وجود علماء من هذه الشاكلة، فالأجدر الاستعانة بعلماء الأمة المتخصصين في باقي مجالات العلم الحديث.
لأجل النهوض بإعلامنا الإسلامي، ولأجل مواكبة عصر الفضائيات الرقمية وتكنولوجيا الإعلام، وجب أن يكون من بين أولى أولوياتنا تكوين الأطر الإسلامية الكفأة للمضي قدما بإعلام إسلامي متطور، ثم إيجاد آليات العمل الصحيحة والمساعِدة على خلق فضاء إعلامي مسلم ملتزم ومنفتح على كل المستجدات ... وحتى تتحقق الوحدة المنشودة، لابد من فسح المجال أيضا لكل الطاقات كي تساهم في صناعة القرار.

الاثنين، 3 أبريل 2006

أثر الإعلام في تحقيق الوحدة الإسلامية

حسن اليوسفي المغاري
elyousfi@gmail.com

عقدت رابطة العالم الإسلامي، يوم الخميس 30 مارس 2006 بمكة المكرمة، المؤتمر العالمي للإعلام الإسلامي، وذلك على هامش الملتقى العالمي للعلماء المسلمين.

وقد تدارس المشاركون في المؤتمر موضوع أثر الإعلام في تحقيق الوحدة الإسلامية. نتطرق في هذه الورقة التقديمية، ومن خلال موضوع مقتضب، لمسألة الإعلام الإسلامي ودوره في التعريف والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية.

لاشك أن للإعلام تأثيرا ملحوظا على سياسات مؤسسات اتخاذ القرار السياسي في مختلف بلدان العالم، ولاشك أيضا أن الإعلام بات من الأدوات الرئيسية لتشكيل رأي عام يتماشى وتلك السياسات، مدافعا ومساندا تارة، وموجها تارة أخرى. كما أنه صار لا يخفى على أي متتبع ذلك الترشذم والتفكك الذي أصاب الأمة الإسلامية من جراء فرقتها وعدم توحدها، الأمر الذي جعل الفرصة مواتية للغرب كي يتمادى في هجومه على قيمنا ومبادئنا الإسلامية، مسخرا في ذلك جلّ وسائل إعلامه التي تنفث السم في الجسم العربي الإسلامي.

من هنا يأتي الدور الريادي الذي يجب أن يقوم به الإعلام والإعلاميون الإسلاميون، في الدفاع أولا على ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية، وثانيا في توضيح وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام لا كما يصوره الغرب في وسائل إعلامه- وثالثا في تكوين رأي عام إسلامي متشبث بهويته وبمبادئه وبحضارته الإسلامية، وقبل هذا وذاك، رأي عام إسلامي مؤمن برسالته السمحة: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107).

أفلا يحق لنا أن نتساءل أولا عن مدى حقيقة وجود إعلام إسلامي ضمن مجموع هذا اللغط الإعلامي؟ وهل نتوفر فعلا على كفاءات إعلامية إسلامية، باستطاعتها المضي قدما في المجال؟ بل وهل لدى مسؤولينا الإرادة السياسية لإيجاد فعل إعلامي إسلامي بكل ما في الكلمة من معنى؟

إنها مجرد تساؤلات طرحتُها أمام المشاركين، والأكيد هو أننا لا نتوفر إلا على مؤسسات معدودة على رؤوس الأصابع، أمام فضاء صار يستوجب حضور دركي ينظم سير هذا الكم الهائل من الفضائيات المائعة التي تعمل تحت يافطة الحرية والحداثة والعصرنة، غير مبالية بالقيم الأخلاقية التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، ولعل الغريب هو أن هذا الفضاء الإعلامي الحداثي ينطلق من على أراض إسلامية كلها تقول بكلمة التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

ولعل ثالثة الأثافي هي انعدام الإرادة السياسية لدى الحكام والمسؤولين من أجل إيجاد إعلام إسلامي حقيقي، إعلام يدافع عن حرمة المسلمين، ويصون كرامتهم...

إن انعقاد مثل هذه اللقاءات، لمن شأنه أن يضع الأصبع على عين الداء، لكن المهم هو الخروج بقرارات عملية لا بمقررات مثل المقررات التي تصدر عن المؤتمرات والملتقيات الرسمية، حيث يكون مآلها الرفوف ويطولها النسيان.

إن عالمنا الإسلامي لفي أمس الحاجة الآن إلى وجود فضاءات إعلامية إسلامية، فضاءات تنهج من النبع المحمدي، فضاءات تجسد بالفعل على أن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (آل عمران: 110).