الثلاثاء، 13 أبريل 2004

العدالة والتنمية يصوت على الدكتور سعد الدين العثماني أمينا عاما بنسبة 80.5 % من المصوتين

في مؤتمره الخامس المنعقد في الرباط


صوت مؤتمر حزب العدالة والتنمية المنعقد في الرباط يومي 10 و 11 أبريل الجاري على الدكتور سعد الدين العثماني أمينا عاما للحزب، وذلك بعد أن حصل على 1268 صوتا من بين الـ 1595 من المصوتين، فيما احتل الأستاذ عبد الإله بن كيران على المرتبة الثانية بـ 255 صوتا، والأستاذ لحسن الداودي في المرتبة الثالثة بـ 250 صوتا. هذا في الوقت الذي طالب فيه الأستاذ الرميد من المؤتمرين عدم التصويت عليه لأنه غير معني بمسألة الترشح لمنصب الأمين العام، بحيث أرجع ذلك إلى استمرار وجود الأسباب ذاتها التي وقفت ضد استمراره على رأس الفريق النيابي.

تحت شعار الديمقراطية.. التزام ومسؤولية، عقد حزب العدالة والتنمية طيلة يومي السبت والأحد 10 و 11 أبريل الجاري بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، مؤتمره الخامس الذي تميز بالشفافية والوضوح. وبذلك، تكون الحركة الإسلامية، كما أكد على ذلك العديد من الملاحظين، قد أبانت للجميع أنها أكثر شفافية وأكثر ممارسة للديمقراطية من باقي الأحزاب.وقد افتتح المؤتمر أشغاله بالآية الكريمة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، فمن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين.. }. ولعل في ذلك إشارة واضحة لما يجري اليوم على الساحة السياسية العربية والوضع الذي صارت عليه الأنظمة التي باتت لا تأتمر إلا بما تراه الولايات المتحدة الأمريكية.. من خلال إلقاء نظرة على لافتات قاعة المؤتمر، يتبين للجميع أن العدالة والتنمية قد لامس مختلف القضايا التي يعتبرها أساسية في برنامجه السياسي، بل أضاف إلى ذلك مساندته ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم سنة 2010.في حين أن الشعارات المرفوعة قبل وأثناء انعقاد المؤتمر، كانت لا تخلوا من إدانة للغطرسة الأمريكية والصهيونية عل حد السواء.وفي كلمته أكد الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي أحدث له منصب الرئيس المؤسس، أن الحزب قد برهن على أنه حزب إسلامي معتدل، وبأنه متشبث بثوابت البلاد الأساسية المتمثلة في إمارة المؤمنين وفي الملكية الدستورية، كما أنه متشبث بمبدأ البيعة، مشيرا إلى أن مؤسسة إمارة المؤمنين هي ما تميز المغرب عن باقي الشعوب الإسلامية. كما أكد الدكتور الخطيب في كلمته أن كل مساس بمؤسسة الإمامة تكون بمثابة خطوة في طريق الدولة العلمانية. مضيفا أنه إذا كان المغاربة لا يهتمون بالدستور، فإنهم يهتمون بالبيعة. وقد فهم الكثير من متتبعي أشغال المؤتمر أن كلمة الدكتور الخطيب كانت بمثابة رد واضح على طروحات الأستاذ الرميد المتضمنة في خروجه الإعلامي الذي سبق انعقاد المؤتمر ، وذلك من خلال نشره لورقة وحوار صحافي دعا فيهما إلى الملكية البرلمانية وإلى ضرورة ابتعاد الملك عن التدبير اليومي لتحقيق الديمقراطية.بعد ذلك قدم الدكتور سعد الدين العثماني، نائب الأمين العام للحزب، التقرير السياسي للعدالة والتنمية الذي تطرق جملة وتفصيلا من خلال مشاريع الأوراق التي هيأها المؤتمر إلى: الاستمرار في الدفاع عن الثوابت الوطنية، ( ... إن حزب العدالة والتنمية يتمسك بإسلامية الدولة التي على رأسها أمير المؤمنين باعتباره حاميا لحمى الملة والدين، وساهرا أمينا على وحدة المغرب وضامنا للحقوق والحريات العامة. ويتمسك بالاختيار الديمقراطي في إطار الملكية الدستورية الديمقراطية والاجتماعية، والتعددية السياسية باعتبار ذلك كله هو الضامن لوحدة المغرب واستقراره وهو الكفيل بذلك في الحاضر والمستقبل، وباعتباره أيضا ضمانة لوقاية بلادنا من مختلف أشكال التطرف والإقصاء.. ويعتز حزب العدالة والتنمية بالانطلاق من المرجعية الإسلامية التي هي المرجعية الرسمية للدولة المغربية والتي هي مبدئيا مرجعية جميع الأحزاب المغربية.. ).الوحدة الترابية، إنه من الضروري في هذا الجمع أن نتوقف عند التحديات التي تعرفها وحدتنا الترابية، وخاصة منذ اعتماد القرار في نهاية شهر يوليوز من السنة الماضية عندما برزت احتمالات الدفع في فرض مشروع حل يناهض السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. ويزيد من مخاطر المس بسيادة المغرب وتهديد وحدته الترابية وزرع عدم الاستقرار في المنطقة... لكل هذا فقد عبر الحزب –مثل مكونات الشعب المغربي السياسية والمجتمعية- عن رفضه لهذا المشروع. ونعتبر أن الموقف الديبلوماسي المغربي محتاج لانتفاضة شاملة تستثمر التحولات الحاصلة في المحيط الجهوي والإقليمي، وتفويت الفرصة على خصوم وحدتنا الترابية.. )كما تطرق التقرير السياسي إلى الجرائم الإرهابية ليوم 16 ماي، حيث أكد (.. وإن حزب العدالة والتنمية إذ يحدد إدانته لها ويعتبر أنها أعمال مدانة شرعا وعقلا، ولا تنسجم مع هوية الشعب المغربي ولا من عزيمته، ... يذكر من جديد بمواقفه المبدئية والسياسية الرافضة لكل أشكال التطرف الديني واللاديني، والتزامه بمبادئ الوسطية والاعتدال والعمل على نشرها داخل المجتمع..)أما فيما يتعلق بالحزب وتجربة حكومة التناوب، فقد أشار الدكتور سعد الين العثماني إلى أنه ( .. لما تم تعيين الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي وزيرا أول وأعلنت حكومة التناوب، بادر حزبنا إلى إعلان مساندتها باعتبارها خطوة في تطوير المسلسل الديمقراطي وانطلاقا مما وعدت به من إصلاح وتغيير. كما احتفظ لنفسه بحق نقد أي سياسة أو إجراء يراه منافيا للمرجعية الإسلامية أو للمصلحة العليا للبلاد. وهو ما أصبح يعرف فيما بعد بالمساندة النقدية... غير أن حكومة التناوب التوافقي لم تستطع الحفاظ على الدعم الواسع الذي كانت تحظى به من النخب السياسية ومن المجتمع المغربي... وقد تصاعدت بعد ذلك حدة الاختلالات في الأداء الحكومي.. وبناء على هذا الأداء الذي لم يرق إلى مستوى ما قدمته الحكومة من وعود في التصريح الحكومي، قرر حزب العدالة والتنمية الانتقال إلى المعارضة بقرار من المجلس الوطني في أكتوبر 2000.كما تطرق التقرير السياسي إلى الاستحقاقات الانتخابية، و انتقاله إلى معارضة فعالة وبناءة، ومسألة خطة إدماج المرأة في التنمية ومدونة الأسرة..وعلى المستوى الخارجي تحدث الدكتور العثماني عن النظام الدولي الجديد الذي لازال يعرف استمرار هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية عليه. وأكد التقرير نصرة حزب العدالة والتنمية للقضايا العربية والإسلامية.وأعلن العثماني عن التوجهات الكبرى للعمل السياسي للحزب المتمثلة أساسا في التصدي لكل أنواع الفساد الإداري والمالي واختلاسات المال العام وانتهاكات حقوق الإنسان، والحد من ظاهرة الامتيازات ودعم الفئات المهمشة. والاستمرار في خيار المشاركة الداعم للتماسك والاستقرار السياسي والاجتماعي.كما أعلن في كلمته عن أولويات الحزب في المرحلة المقبلة، تلك التي حددها في الإسهام في إخراج البلاد من حالة الجمود السياسي، والتجند من أجل الدفاع عن الإسهام في تعزيز موقف بلادنا في قضية وحدتنا الترابية، والعمل على تخليق الحياة العامة ومواجهة جميع أشكال الفساد ومختلف أنواع الامتيازات.حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعض الوزراء، وزعماء أحزاب سياسية وممثلين برلمانيين، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى وممثلين عن هيئات المجتمع المدني. كما كان من بين الوفود الحاضرة جماعة العدل والإحسان ممثلة في الأستاذ فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم الجماعة، والأستاذ عبد الواحد متوكل الأمين العام للدائرة السياسية.كما كان من بين المدعوين شخصيات إسلامية عالمية كان من أبرزهم الأستاذ أحمد سيف الإسلام الــبـنا عن الإخوان المسلمين، والشيخ حمزة منصور رئيس حزب العمل الإسلامي في الأردن، و الأمير قاضي حسين رئيس كتلة العمل الإسلامي الموحد في باكستان، والدكتور عصام العريان من جماعة الإخوان المسلمون.ومن بين الكلمات التي كان لها الأثر البليغ، كلمة الأستاذ أبو بكر القادري عن حزب الاستقلال الذي أكد أن الظروف التي نعيشها حاليا، ظروف تنمرت فيها قوى الشر لمحاربة وللقضاء على كل ما يمت إلى القيم الإسلامية وإلى الوجود الإسلامي. إذ أن المقصود مما يسمونه العولمة الجديدة – يقول ذ. أبوبكر- هو إزاحة القوة والأمة الإسلامية من الطريق.. ورأى الأستاذ القادري بأن المبكي هو أننا صرنا غثاء كغثاء السيل كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. وأضاف بأن الظرف الآن ظرف نقد للذات وظرف مراجعة للنفس بالنسبة للعالم العربي والإسلامي.. مراجعة يجب أن تكون صادقة مع الله، وأضاف بأن شعارنا يجب أن يكون هو العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.كما أعطيت الكلمة لكل من"أبو مروان" سفير فلسطين، والسيد حسين قاضي عن الجماعة الإسلامية في باكستان، و "جورج كلاوي" عن الحزب العمالي البريطاني الذي انتقد السياسة الأمريكية والبريطانية الممارسة ضد العرب، داعيا الحكام والأنظمة العربية إلى الاستقالة.بعد اختتام أشغال اللجان و الورشات وعرض التقارير والمصادقة عليها، عرف اليوم الثاني للمؤتمر انتخاب المجلس الوطني للمرشحين في المؤتمر لمنصب الأمين العام. وكانت بعض اللحظات التي احتد فيها النقاش حول مسألة الطلب الذي تقدم به الأستاذ مصطفى الرميد والقاضي بعدم ترشحه لمنصب الأمين العام، وقد أرجع ذلك لاستمرار وجود نفس الأسباب التي أدت إلى عدم استمراره رئيسا للفريق النيابي ( ويعني بذلك تدخل وزارة الداخلية ضده ). وبعد إلحاحه على الأمر، اضطرت رئاسة المؤتمر إحالة القضية على المجلس الوطني الذي حسم فيها بقبول طلب ذ.الرميد، وذلك بعد التصويت الذي كان لفائدة المؤيدين بـ 126 عضو، و 43 ضد الانسحاب، وامتناع 11 عضوا عن التصويت. بعد ذلك بدأ المجلس الوطني عملية التصويت على المترشحين لمنصب الأمين العام، وقد حصل د.سعد الين العثماني في مرحلة الاقتراح 199 صوتا، أما ذ.عبد الإله بنكيران فقد حصل على 127 صوتا، في حين حصل ذ. لحسن الداودي على 120 صوتا، بينما حصل ذ.الرميد على 70 صوتا.وبعد إقصاء كل من عبد الله باها و محمد يتيم و عبد العزيز رباح و جامع المعتصم، حيث ينص القانون على اختيار ثلاثة مرشحين على الأكثر واثنان على الأقل في المرحلة الثانية، حصل العثماني ما مجموعه 205 صوتا مقابل 121 صوتا لبنكيران، و 92 صوتا للداودي. وبذلك يدخل المؤتمرون للتصويت على الأمين العام خلال المرحلة الثالثة التي أسفرت نتائجها على احتلال الدكتور العثماني على الأغلبية المطلقة بـ 1268 صوتا، النتيجة التي تمثل 80.5% من عدد المصوتين. بينما حصل الأستاذ بنكيران على 255 صوتا و الأستاذ الداودي على 250 صوتا.وفي كلمته الختامية، أكد الدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب مثل الزجاجة الصافية، مضيفا " نحن لا نريد حزبا نمطيا يفكر بالطريقة الواحدة ويقول بالكلمة الواحدة". وأكد على أن الحزب سيبقى وفيا ومستمرا على الخط الذي سار عليه مؤسسه الدكتور الخطيب: تثبيت الإسلام والوحدة الوطنية والملكية الدستورية.

تاريخ النشر : 13/04/2004

الأربعاء، 7 أبريل 2004

القمة التي لم تقم ولن تقوم لها قائمة

قبل البدء..

منذ مدة والشارع العربي والإسلامي ينتظر من أنظمته الرجوع إلى جادة الصواب والإقلاع عن محاباة الاستعمار القديم والجديد.. ومنذ مدة والشعوب العربية والإسلامية تتمنى استنهاض همم حكامها القابعين وراء أسوار الرفاهية، الجالسين على عروش خاوية إلا من وهن الدنيا..

طال الأمد، وتجددت خيبات الأمل، وظلت الأنظمة راكدة جامدة لا تتحرك إلا لقمع أبنائها.. وطال الانتظار وتكاثرت خيبات الأمل، ولم يستفيقوا من سباتهم العميق رغم تعاظم الأحداث وتفاقمها، حتى بات من المستحيل التعويل على من قضى نحبه وإن كان حيا يرزق.

و بعد..

لقاءات واجتماعات ومؤتمرات وقمم.. كلمات وخطب وقرارات لم تفعل.. هرج ومرج عند العرب، وبرامج للتقسيم تدبج، وقول وعمل عند أعداء العرب !. قمم عربية، وأخرى إسـلامية وشعوب تقتل.. تذبح.. على مرأى ومسمع كل العرب وكل المسلمين، وليس هناك من يحرك ساكنا. وحتى التنديد باللفظ الخجول، كان حوله كلام وكلام.. ومن أجل حفظ ما تبقى من ماء الوجه، تمت الدعوة لعقد مؤتمر جديد سرعان ما انهار قبل بدايته، لتتأكد مرة أخرى قولة إن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا .

الفشل تلو الفشل..

لقد تتبعنا مهزلة تونس الأخيرة، وإن كانت في واقع الأمر صفعة موجهة من جهات معينة لكل الأنظمة العربية، فهي من جهة أخرى، صفعة قد تكون إيجابية إذا ما تم الأخذ بالأسباب والتفكير بجدية أكثر في واقع بات يهدد الجميع. منذ أربعين عاما والعرب والمسلمون يجتمعون، من قمة 1946 في مصر إلى القمة "التونمصرية" لسنة 2004 التي لم تنعقد بعد .. لم تكن النتائج إلا كلاما معسولا وقرارات لو تحدثت رفوف جامعة الدول العربية عنها لقالت الشيء الكثير.قمم عادية وأخرى طارئة، جلها كانت تمثل العجز الرسمي العربي والإسلامي، أمام أحداث وتحديات جسام كان الالتحام فيها سيشكل الجسد الواحد و الوحيد. الكل صار يتحدث عن الفشل إلا الأنظمة ! والكل بات يعرف حقيقة الفشل تلو الفشل الذي يلاحق كل المؤتمرات، بل ويتنبأ بالفشل بمجرد ذكر كلمة "قمة" أو "مؤتمر"..فبعد أربعين سنة مضت والشعوب تتابع مهازل اللقاءات العربية الإسلامية التي لا تنتهي في أحسن الأحوال إلا بكلمات الشجب، و ببعض الوعود التي يتم التنازل عنها بمجرد الخروج من قاعات المؤتمرات !بل وصرنا نسمع في السر والعلن عن إملاءات ومراجعات ومذكرات أمريكية كانت توجه للقمم العربية، وكانت تملي إملاءاتها التي ستُدبج على بيانات تلك المؤتمرات العربية.. ومنذ اللاءات الثلاث المشهورة الصادرة في بيان الخرطوم سنة 1967: لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل، اللاءات التي كانت بمثابة سابقة تاريخية في البيانات العربية التي جاءت على إثر العدوان الإسرائيلي، لم نعد نسمع بعد ذلك سوى ما يرضي ويثلج صدور الأعداء، ويزيد من تعميق الإحباط في نفس كل مسلم وعربي، كان أبرزها التنازل عن ذكر كلمة و مشروعية الجهاد ضمن القرارات العربية !.لقد تم التوقيع على معاهدات تلو المعاهدات مع الطرف الصهيوني، وعقدت لقاءات عربية إسرائيلية، وتم الاعتراف بالكيان الصهيوني من خلال كامب ديفيد الشهيرة.. ثم مدريد، و أوسلو، و وادي عربة ( وآي ريــفر ). وتوجت اللقاءات الثنائية العربية الإسرائيلية أثناء كل هذه المعاهدات، بمبادرات سميت لـ" التسوية" كانت آخرها مبادرة خارطة الطريق. كما صرنا نسمع بفتح مكاتب الاتصال والمكاتب التجارية والسفارات الإسرائيلية في العواصم العربية "الإسلامية"، في مصر و المغرب وتونس وموريتانيا والأردن وقطر، - وما خفي كان أعظم - ضدا على إرادة الشعوب..وتأكد الفشل بتقديم العرب التنازلات تلو التنازلات للطرف الصهيوني، دون أي دعم للشعب الفلسطيني. فكانت النتائج المعلومة منذ 1948 وحرب 1967 مرورا بـ1973 والنكبات تلو النكبات، وصولا إلى الاجتياحات والمجازر الإسرائيلية التي يذهب ضحيتها يوميا شهداء يؤدون ثمن العجز الرسمي العربي.وانضاف الفشل إلى الفشل حين تم اجتياح العراق من طرف قوات استعمارية غربية بدعوى امتلاكه للسلاح النووي.. فتآمر العرب على العرب عندما أجازوا العدوان الأجنبي على العراق خلال قمة مصر لسنة 1990، وحينما شاركوا رسميا بشتى أنواع الدعم في الاجتياح الثاني الذي يعيش الشعب العراقي مآسيه اليوم.وتأكد الفشل أخيرا حينما عجز النظام الرسمي العربي والإسلامي أمام التصدي للغطرسة الصهيونية التي تسلب الأراضي، وتهود المقدسات، وتغتال الزعماء، وتسيج أرض الإسراء والمعراج بسور الفصل الصهيوني.. لعل قائمة الفشل تطول إذا ما أضفنا خيبات الأمل العربية والإسلامية أمام فيتوهات ( الفيـتو ) الولايات المتحدة الأمريكية، كلما تعلق الأمر بطلب استصدار قرار أممي يدين إجرام الصهاينة..لكن تبقى الخيبة العظمى بالنسبة للعرب وللمسلمين هي الاستمرار في التشتت والتشرذم والمزيد من التشبث بالزعامة الخالدة لهذه الأنظمة ولو على حساب الشعوب، بل والمساهمة في صنع "سايس بيكو" ثانية في المنطقة العربية، أمام تكتل الغرب في تجمعات و أحلاف إقليمية ودولية ( الاتحاد الأوربي، حلف الناتو )، وأمام محاولات بناء عالم جديد مبني على مكافحة الإسلام المغلفة بغلاف مكافحة الإرهاب ! { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

تونس، الاستثناء..

قمة تونس تأجلت، والسبب أدرجته تونس ضمن مسائل " السيادة " ! وبالتالي صار النقاش حول الأسباب من الأمور السيادية التي يحرم القانون الدولي التدخل فيها.. إلا أن الوقائع ما فتئت تؤكد أن تونس سبق أن أعلنت منذ شهرين عدم استعدادها لعقد قمة عربية على أراضيها، ورجعت بعد ذلك لتؤكد استعدادها..بعد ذلك زار الرئيس التونسي الولايات المتحدة الأمريكية وتباحث مع رئيسها بـوش، والحديث بالطبع لا يمكن أن يتجاوز القمة العربية والقرارات – وإن كانت مجرد شعارات– التي من الممكن أن تخرج عن المؤتمر، ويمكن أن تشوش على الفترة الانتخابية الأمريكية والتي يسعى فيها بـوش للظفر بولاية ثانية.. فهلا يحق لنا أن نتساءل عن أن طلب تأجيل الاجتماع العربي، ولو من باب الإرباك، كان أمريكيا ؟ خصوصا وأن الأسباب الحقيقية لتأجيل القمة كانت تتمثل أساسا في جديد القضية الفلسطينية ودخول إسرائيل إلى المزيد من العمق الفلسطيني، ببنائها للجدار الفاصل، واغتيالها الشيخ الشهيد أحمد ياسين.. وقضية العراق واحتلاله من طرف الولايات المتحدة وحليفتها المملكة المتحدة.. ثم مشروع الشرق الأوسط الكبير والإصلاحات المفروضة على الأنظمة العربية من طرف السيد الأمريكي..إنه الواقع الذي يفضح عجز النظام العربي الرسمي.

الخنوع والخضوع للسيد الأمريكي..

لقد بدا جليا أن الأنظمة العربية كانت لا تأتمر إلا بأوامر سيد العالم الآن، وتأكد في الآونة الأخيرة بأن جل المؤتمرات العربية تكون الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة فيها بآرائها واقتراحاتها وبمذكراتها السرية والعلنية.. كما ظهر أن تعامل أنظمتنا مع هذا السيد، بالطريقة المعروفة وعلى حساب شعوبها، ما هو في الأساس إلا تأكيد على التشبث بدفتي الحكم لهم وللأنجال الكرام. و لقد عودتنا القمم العربية على أن لا تكون سوى مكان تجمع للنظام العربي الرسمي، للشجب والتنديد أحيانا، و أحيانا أخرى للخروج بقرارات من مثل مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الشعب الفلسطيني ! .ولذلك، فإن مثل هذا الوضع لا يمكنه أن يفسح المجال لاتخاذ أي قرار فعلي لصالح الشعوب العربية والإسلامية إلا إذا أخذ الله بيد هذه الأمة.. ويبقى الأمل كل الأمل معقود على الشعوب بالدرجة الأولى، إذ لا خير يرجى من تغيير يأتي من الخارج.

تاريخ النشر : 05/04/2004

الثلاثاء، 6 أبريل 2004

مؤتمرات القمة العربية.. التأريخ


قمة أنشاص غير العادية: عقدت في 28 مايو 1946 في مصر وركزت على قضية فلسطين وعروبتها

قمة بيروت العادية عقدت في 13و14 نونبر 1956 في لبنان ودعت في بيانها الختامي إلى مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي وسيادتها على قناة السويس، وتأييد نضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي.

مؤتمر القاهرة الأول العادي: عقد من 13 إلى 17 يناير 1964 في مصر، ودعا البيان الختامي إلى أهمية الإجماع على إنهاء الخلافات، وتصفية الجو العربي.

قمة الإسكندرية العادية: عقدت في مصر من 5 إلى 11 شتنبر 1964 ودعت إلى دعم التضامن العربي وتحديد الهدف القومي ومواجهة التحديات .

قمة الدار البيضاء العادية: وعقدت في المغرب من 13 إلى 17 شتنبر 1965، وقررت الالتزام بميثاق التضامن العربي

قمة الخرطوم العادية: وعقدت في السودان أيام 29/8 ـ 1/9/1967 ودعت إلى إزالة آثار العدوان الإسرائيلي، وأقرت اللاءات الثلاث : لا صلح، لا تفاوض مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل...7- قمة الرباط العادية: وعقدت في المغرب يوم 23 دجنبر 1969، ودعت إلى إنهاء العمليات العسكرية في الأردن بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات المسلحة الأردنية، ودعم الثورة الفلسطينية.

قمة القاهرة غير العادية: وقد عقدت في مصر بتاريخ 27/9/1970 على إثر الاشتباكات العنيفة في الأردن بين الأردنيين والفلسطينيين.وقاطعته سوريا والعراق، والجزائر، والمغرب. وانتهت مشاورات المؤتمر إلى مصالحة كل من ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية والملك حسين عاهل الأردن.

قمة الجزائر العادية: وعقدت من 26 إلى 28 نونبر 1973 وقالت باستحالة فرض حل على العرب، في أعقاب حرب أكتوبر التي اعتبرتها القمة نتيجة حتمية لسياسة إسرائيل العدوانية.

قمة الرباط العادية: عقدت في المغرب من 26 إلى 29 نونبر 1974 ووضعت أسس العمل العربي المشترك، والالتزام باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.

قمة الرياض السداسية غير العادية: وعقدت في المملكة العربية السعودية أيام 16-18 أكتوبر 1974 ودعت إلى وقف إطلاق النار في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليه واحترام سيادته ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره، وتشكيل لجنة عربية لتنفيذ اتفاقية القاهر.

قمة القاهرة العادية: وعقدت مصر أيام 25- 26 أكتوبر 1976 وصدقت على قرارات قمة الرياض السداسية، وعقدت بعد أسبوع من قمة الرياض وضمت 14 دولة عربية لبحث الأزمة اللبنانية..

قمة بغداد العادية: وعقدت في العراق أيام 2-5 نونبر 1978 ورفضت اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع إسرائيل.. وحظرت القمة على أي دولة عربية عقد صلح منفرد مع إسرائيل

قمة تونس العادية: وعقدت في 20-22 نونبر 1979 وأكدت على تطبيق المقاطعة على مصر، ومنع تزويد إسرائيل بمياه النيل

قمة عمان العادية: وعقدت في الأردن أيام 25-27 نونبر 1980 وقالت إن قرار مجلس الأمن 242 لا يشكل أساسا صالحا للحل في المنطقة، ودعت إلى تسوية الخلافات العربية. ووافقت على استمرار مقاطعة مصر ودعم العراق في حربه ضد إيران...

قمة فاس العادية: وعقدت في المغرب يوم 25 نونبر 1981 وبحثت في مشروع السلام العربي، والموقف العربي من الحرب العراقية الإيرانية... وكانت أقصر قمة عربية بحيث لم تستغرق أكثر من خمس ساعات

مؤتمر فاس: عقد في 6 سبتمبر 1982 واعترفت فيه الدول العربية ضمنيا بوجود إسرائيل.وصدر عنه بيان ختامي تضمن مجموعة من القرارات أهمها: ـ إقرار مشروع السلام العربي مع إسرائيل...18- قمة الدار البيضاء غير العادية: وعقدت أيام 7-9 غشت 1985 وبحثت القضية الفلسطينية، وتدهور الأوضاع في لبنان، وكانت قمة غير عادية نددت لأول مرة بالإرهاب بجميع.

قمة عمان غير العادية: وعقدت في الأردن أيام 8-11 نونبر 1987 وبحثت موضوع الحرب العراقية الإيرانية والتضامن مع العراق، والنزاع العربي الإسرائيلي، وموضوع عودة مصر إلى الصف العربي ...20- قمة الجزائر غير العادية: وعقدت أيام 7-9 يونيو 1988 ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبحثت موضوع المؤتمر الدولي حول السلام، والسياسة الأمريكية وقضية فلسطين

قمة الدار البيضاء غير العادية: وعقدت أيام 23-26 ماي 1989 وأعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية، .. واعترفت ضمنياً ولأول مرة بحق إسرائيل في الوجود

قمة بغداد غير العادية: وعقدت في العراق أيام 28-30 مايو 1990 حيث أدانت قرار الكونجرس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل

قمة القاهرة غير العادية: وعقدت في 9-10 غشت 1990 وأدانت الغزو العراقي للكويت، وأكدت سيادة الكويت، وشجب التهديدات العراقية للدول الخليجية..

قمة القاهرة غير العادية: التي انعقدت أيام 21-23 يونيو 1996 ، دعمت جهود السلام على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.. .و كان هدف هذه القمة هو لم الشمل العربي

قمة القاهرة غير العادية: في 22 /10/ 2000 ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية، وتقرر فيها إنشاء صندوق لدعم القدس وانتفاضة الأقصى

قمة عمان الدورية الأولى: 27 مارس 2001 أدانت العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وانتهاكات إسرائيل الجسيمة لحقوق الإنسان... وعبرت عن الاستياء البالغ لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار حول حماية الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية وإنشاء قوة الأمم المتحدة للمراقبة في فلسطين

قمة بيروت 27 – 28 مارس التي بحثت ملف ـ القضية الفلسطينية والصراع العربي «الإسرائيلي» والمبادرة السعودية في هذا الشأن. وفشلت في تطويق أزمة

قمة تونس: مارس 2004 .. لم تنعقد في موعدها المحدد واتخذت تونس قرار التأجيل انفراديا و اعتبرته قرارا " سياديا انعقدت بعد تطويق الأزمة، وصدرت عنها وثيقة "عهد ووفاق وتضامن بين قادة الدول العربية" وبيان سياسي بشان "مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي".

قمة الجزائر: مارس 2005

تاريخ النشر: 06 أبريل 2004