الجمعة، 17 مايو 2002

الحجوجي رئيسا للقوات المواطنة واحتجاجات حول لوائح انتخاب المجلس الوطني

بدون حضور أي زعيم حزبي أو عضو حكومي

عقد حزب القوات المواطنة أيام 10 و 11 ماي الجاري بمركب مكتب الصرف بالبيضاء, مؤتمره الوطني الأول الذي انتخب عبد الرحيم الحجوجي المرشح الوحيد, رئيسا لولاية تدوم اربع سنوات. وبانتخابب أعضاء المجلس الوطني الممثلين لمختلف الجهات عبر تمثيلية الأقاليم والعمالات.
هذا ولم يخل المؤتمر من احتجاجات سيما في مسألة تقديم لوائح الترشيح لانتخابات أعضاء المجلس الوطني.



· إدماج المرأة إدماجا ذكيا
في مستهل كلمته في افتتاح المؤتمر, أكد الحجوجي أن تأسيس حزب القوات المواطنة "قد بني على مقاربة سياسية جديدة وفريدة" وذلك من خلال الفصل بين الجمع التأسيسي للحزب, وبين المؤتمر الوطني الأول حيث كانت الفترة الفاصلة, ستة أشهر
المساعدة على استكمال هيكلة الأجهزة المتمثلة في إنشاء 76 فرعا على صعيد تراب المملكة, تغطية 15 جهة من أصل 16, انخراط 11 ألف مناضل حتى تاريخ 31 أبريل 2002 ومنهم قرابة 1000 مؤتمر.
وفي حديثه في مشاركة المرأة الموضوع الذي صار حديث كل الأحزاب. ذهب الحجوجي إلى القول بأنه يجب إنشاء لجنة مشتركة بين الرجال والنساء من أجل الدفاع عن قضايا المرأة, مضيفا أنه "يجب أن نساهم في إدماج المرأة إدماجا ذكيا" وعلى صعيد الفكر والمنهج, فإن الحزب –حسب الحجوجي- قد استكمل وضع الأرضيات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والتربوية, الأرضيات التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر والتي تمت المصادقة على صياغتها النهائية.
وبخصوص دور حزب القوات المواطنة في مرحلة ما بعد البناء, أكد رئيس الحزب ان ذلك يتمثل أولا في بلورة الأفكار المتجانسة والخطط الهادفة والحلول الناجعة, قصد التغلب على الرهانات الضخمة والخطيرة التي تخيم بظلالها على مستقبل المغرب, ثم في كيفية ترجمة هذه الأفكار من خلال الممارسة.
· القيمة المضافة للحزب
غالبا ما يطرح سؤال خصوصية أي حزب جديد يطرح نفسه على الساحة السياسية سيما إذا كان الظرف ظرفا انتخابيا, وللجواب على السؤال, أكد الحجوجي أن خصوصية القوات المواطنة هي العمل أول على تسييس الكفاءات التي بقيت طوال عقود مضت بعيدة عن الفعل السياسي, والتمسك بمبدأ الانتقاء في استقطاب الأعضاء خاصة في أفق الاستحققات المقبلة, والتشبت بمعايير الديمقراطية الداخلية للحزب, وتحديد الطبيعة الحقيقية للرهانات الحالية التي تواجه الشعب المغربي (اقتصادية, اجتماعية) والابتعاد عن سياسة اتخاذ الحلول الترقيعية
والوعود المسكنة, ثم رد الاعتبار لمفهوم الليبرالية الاجتماعية.
· ليبرالية, لكن ليست متوحشة
في تعريفه لمفهوم الليبرالية التي ينهجها حزب القوات المواطنة’ أكد الحجوجي أن ليبرالية حزبه ليبرالية متضامنة, وهي غير الليبرالية المبنية على الحرية المطلقة من أجل الانتفاع الشخصي على حساب الآخرين وحساب المجتمع. وهو بذلك يؤكد تعارضه مع الاقتصاد الريعي, والزبونية, والاحتكار, والتعتيم ويقول لا للامتيازات اللامشروعة, ونعم للمناقشة الشريفة ولروح المبادرة التي تؤدي إلى إنتاجية أفضل وجودة أعلى وكلفة أقل. أما على الصعيد الاقتصادي فقد أكد الحجوجي أنه لا خلظ بين الليبرالية وهضم حقوق الشغيلة حيث دعا إلى ضرورة تواجد نقابات قوية تدافع عن المصالح العامة للشغيلة, لا النقابات التي تدافع عن المصالح الشخصية.
وفي المجال السياسي, اعتبر رئيس القوات المواطنة أن الليبرالية هي قوام الديمقراطية, وارشاد بمسلسل إقرار دولة الحق والقانون في المغرب. تثبيت الحريات العامة والخاصة, وحيا كذلك ماأسماه ب "فتح المجال لنطوير الآليات السياسية والحقوقية والمؤسساتية التي من شأنها تعزيز مسيرة الديمقراطية".
· الحكومة غائبة
"الحكومة غائبة وتخلت عن مسؤولياتها.." بهذه العبارة انتقد الحجوجي العمل الحكومي في شقه الاقتصادي والاجتماعي, حيث أكد على أن هذه الأخيرة لم تصل لحد الآن إلى حل مشكلة الاستثمارات, ولم تنجح في تدبير ملف الشغل خاصة الشباب الحاصلين على الشواهد العليا. ووصف الحكومة بانها تخنق المبادرات وتتهربب من المسؤولية وتتخذ الحلول الترقيعية والمسكنة, وتروج الدوغمائية والإيديولوجيات البراقة, عوض أن تعمل على تنظيم وتقنين اللعبة الاقتصادية والسياسية, ومراقبة التوازنات الكبرى وضمانها, وتحقيق العدالة في النزاعات, وتوفير البنى التحتية والخدمات المشتركة.

على هامش المؤتمر
· غموض في العملية الانتخابية
شابت عملية انتخاب المجلس الوطني مجموعة من الشوائب, كان أكبرها احتجاج جهة طنجة على الطريقة التي تم بها اختبار اللائحة المقدمة من أجل انتخاب أعضاء المجلس الوطني من ممثلي طنجة. فقد لوحظ وسط ساحة مكتب الصرف الذي احتضن أشغال المؤتمر, إحدى عضوات مدينة طنجة (جميلة موالدي) وهي تنقد بشدة تصرفات المشرف على تقديم لوائح الجهات المقدمة من أجل انتخاب أعضاء المجلس الوطني, الذي غير اللائحة الأصلية التي قدمها السي الصفريوي, منسق الجهة الشمالية حيث تم إقصاء المسماة جميلة موالدي ومجموعة أخرى من الأسماء من اللائحة الأصلية.
· مسألة الدورة الأولى والثانية لم تكن معروفة
لقد تقرر أن تكون طريقة التصويت على الشكل التالي : 160 عضو ينتخبون من طرف المؤتمر عن طريق التمثيلية الإقليمية, و89 مرشح في الدور الثاني من أجل اختيار اللائحة الوطنية. لكن مجموعة من المؤتمرين اجتمعوا في ساحة المؤتمر ليناقشوا هذا الأمرحيث اعترض عليه العديد من المؤتمرين (الجهة الشمالية طنجة – العرائش – تطوان, وجهة مراكش), ولوحظ نقاش بين حسن الصميلي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وعدد من المؤتمرين من مراكش بخصوص هذه المسألة, وانسحب الصميلي متكفيا بالتذكير بأن أمر طريقة الانتخاب مذكورة في القانون.

ليست هناك تعليقات: