منتدى المواطنة والأمازيغية
الأمازيغية بين الوطنية والتغريب
إشكالية حرف الكتابة بالنسبة للجمعيات الثقافية الأمازيغية محسوم في الحرف اللاتيني "الكوني" (!)
أو فى حرف "تيفناغ"، فيما يؤكد الباحثون والمتخصصون نجاعة استعمال الحرف العربي. وبين هؤلاء وأولئك تبقى الأمازيغية كشأن وطني، قاسما مشتركا بين جميع مكونات المجتمع، وبالتالي فإن النقاش حول إشكالية الحرف ينبغي أن يوضع في إطاره الوطني
طرحت الورقة التقديمية للمنتدى أن الأمازيغية تشكل ثابتا من مقومات الهوية المغربية، إلى جانب كل من الإسلام واللغة العربية. وفي تكامل هذه المقومات، يرى منتدى المواطنة أن ذلك قد ساهم على مدى قرون طويلة في رسم معالم أمة اختارت الإسلام دينا لها، بإرادة حرة وواعية، وتبنت لغة القرآن لتعميق معرفتها بأمور دينها ودنياها، لكن في إطار الاعتزاز بانتمائها الأمازيغي.
كما أكد المنظمون على وجود عدد من الأصوات تسخر نفسها لبث عناصر الفرقة داخل الأمة، وذلك برفعها لشعارات تصب في خانة التغريب. كما ذهبت الورقة التقديمية إلى أن تعليم الأمازيغية والعمل على تطويرها والتعريف بإسهامها داخل الحضارة العربية الإسلامية هو مطلب لكل المغاربة.
وقد أشار المنظمون إلى أن ما يثير الاستغراب هو إصرار بعض الأصوات التي تقول الورقة، بأنهم يدعون تمثيل الأمازيغ، إصرارها على استئصال جذور الحضور الأمازيغي من قلب الحضارة العربية الإسلامية، إضافة إلى دعوتهم إلى القطيعة مع هذه الحضارة عبر تبنى الدعوة إلى اعتماد الحرف اللاتيني.
وحول الموضوع "الإشكالية"المتعلق بحرف الكتابة بالنسبة للأمازيغية، أكد إبراهيم الخطابي، أستاذ باحث في معهد التعريب، أن إشكالية حرف الكتابة في اللغة الأمازيغية تؤول منذ القديم، مضيفا بأن هناك اتجاهات كثيرة بحيث هناك من يدعو إلى استعمال الحرف اللاتيني، وهناك من يطالب بل وبضرورة استعمال حرف "تيفيناغ". واتجاه آخر يدعو إلى استعمال الحرف العربي. ودعا إلى ضرورة وجوب القيام بدراسة مقارنة خاصة بالحرف الذي يجب أن تكتب به الأمازيغية، مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار المصلحة العامة ومصلحة المتلقي، مؤكدا أن الحرف "تيفيناغ" ليس هو الخط الخاص بالأمازيغية.
في حين أن إبراهيم أخياط رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، قال إن إشكالية الكتابة ليست حديثة العهد، ورأى بأنها مصحوبة بالقضية الأمازيغية وبأن المواقف المتعلقة بحرف الكتابة تتأثر بالمواقف الإيديولوجية، مضيفا بأنه عندما أصبحت الأمازيغية أمرا ملحا صار الحديث من ناحية اللغة عن اللهجات.
وقد شدد أخياط على ضرورة استعمال "تيفيناغ" في كتابة الأمازيغية، مضيفا بأن هذا الحرف هو الكفيل بإعطاء الأمازيغية هويتها الحقيقية، ولكن لا ننزع حسب أخياط عن الأمازيغية طابعها.
أما عمر أمكاسو عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، فقد أكد على أن النقاش ينبغي أن يوضع في إطاره الوطني، وعن إشكالية حرف الكتابة ذهب أمكاسو إلى اعتبار اختيار الحرف بأنه ليس مسألة تقنية أو حتى لسنية، بل هو اختيار حضاري. كما أكد عمر أمكاسو أن لكل كتابة طبيعتها ومصاعبها، وبأن ادعاء كون الحروف اللاتينية لها بعد كوني فهذا أمر يستوجب مراجعة كلية.
وشدد عمر أمكاسو علة أن قوة اللغة ومكانتها رهين بقوة الأمة وليس بقرار سياسي، وبأن اختيار الحرف هو مراجعة لاختيار أمة ولجذورها.
الأمازيغية قضية وطنية أساسية وهي قضية المغاربة قاطبة، هذا ما أكد عليه حسن الصميلي الباحث في اللسانيات، مضيفا أن الأمازيغية موجودة على أرض الواقع من خلال مجموعة لهجات (الريفية، تاشليحيت، السوسية..) كما أكد الصميلي على ضرورة مراعاة الخصوصية والأهمية فيما يخص عملية اختيار الحرف وقال "إن الاختيار الأنسب هو الحرف العربي".
في حين ذهب ذ. بوراس إلى القول بأن ليس هناك لغة عالمية لها حرفها وتتبنى حرفا مغايرا، مضيفا بأنه أمام تكافؤ الفرص يمكن لأي لغة صغيرة أن تنتشر.
وفي معرض حديثه ذهب بوراس إلى اعتبار أن هناك اتجاها نحو شن حرب حول صرف تيفناغ، وبأنه يجب الاعتزاز باللغة الأمازيغية وبحرفها معتبرا بأنه لا يجب أن نطبع على الحرف القرآني بالقدسية..
هذا وقد ذهب مجموعة من الباحثين إلى اعتبار أن الحرف العربي لا يطرح أي إشكالية في استعمالاته للغة الأمازيغية : بينما طرحت مجموعة أخرى ضرورة عدم الخروج عن حرف تيفيناغ، في حين أكدت بعض الجهات على استعمال ما أسمته بـ "الحرف الكوني" أي الحرف اللاتيني.
20 دجنبر 2002
الأمازيغية بين الوطنية والتغريب
إشكالية حرف الكتابة بالنسبة للجمعيات الثقافية الأمازيغية محسوم في الحرف اللاتيني "الكوني" (!)
أو فى حرف "تيفناغ"، فيما يؤكد الباحثون والمتخصصون نجاعة استعمال الحرف العربي. وبين هؤلاء وأولئك تبقى الأمازيغية كشأن وطني، قاسما مشتركا بين جميع مكونات المجتمع، وبالتالي فإن النقاش حول إشكالية الحرف ينبغي أن يوضع في إطاره الوطني
طرحت الورقة التقديمية للمنتدى أن الأمازيغية تشكل ثابتا من مقومات الهوية المغربية، إلى جانب كل من الإسلام واللغة العربية. وفي تكامل هذه المقومات، يرى منتدى المواطنة أن ذلك قد ساهم على مدى قرون طويلة في رسم معالم أمة اختارت الإسلام دينا لها، بإرادة حرة وواعية، وتبنت لغة القرآن لتعميق معرفتها بأمور دينها ودنياها، لكن في إطار الاعتزاز بانتمائها الأمازيغي.
كما أكد المنظمون على وجود عدد من الأصوات تسخر نفسها لبث عناصر الفرقة داخل الأمة، وذلك برفعها لشعارات تصب في خانة التغريب. كما ذهبت الورقة التقديمية إلى أن تعليم الأمازيغية والعمل على تطويرها والتعريف بإسهامها داخل الحضارة العربية الإسلامية هو مطلب لكل المغاربة.
وقد أشار المنظمون إلى أن ما يثير الاستغراب هو إصرار بعض الأصوات التي تقول الورقة، بأنهم يدعون تمثيل الأمازيغ، إصرارها على استئصال جذور الحضور الأمازيغي من قلب الحضارة العربية الإسلامية، إضافة إلى دعوتهم إلى القطيعة مع هذه الحضارة عبر تبنى الدعوة إلى اعتماد الحرف اللاتيني.
وحول الموضوع "الإشكالية"المتعلق بحرف الكتابة بالنسبة للأمازيغية، أكد إبراهيم الخطابي، أستاذ باحث في معهد التعريب، أن إشكالية حرف الكتابة في اللغة الأمازيغية تؤول منذ القديم، مضيفا بأن هناك اتجاهات كثيرة بحيث هناك من يدعو إلى استعمال الحرف اللاتيني، وهناك من يطالب بل وبضرورة استعمال حرف "تيفيناغ". واتجاه آخر يدعو إلى استعمال الحرف العربي. ودعا إلى ضرورة وجوب القيام بدراسة مقارنة خاصة بالحرف الذي يجب أن تكتب به الأمازيغية، مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار المصلحة العامة ومصلحة المتلقي، مؤكدا أن الحرف "تيفيناغ" ليس هو الخط الخاص بالأمازيغية.
في حين أن إبراهيم أخياط رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، قال إن إشكالية الكتابة ليست حديثة العهد، ورأى بأنها مصحوبة بالقضية الأمازيغية وبأن المواقف المتعلقة بحرف الكتابة تتأثر بالمواقف الإيديولوجية، مضيفا بأنه عندما أصبحت الأمازيغية أمرا ملحا صار الحديث من ناحية اللغة عن اللهجات.
وقد شدد أخياط على ضرورة استعمال "تيفيناغ" في كتابة الأمازيغية، مضيفا بأن هذا الحرف هو الكفيل بإعطاء الأمازيغية هويتها الحقيقية، ولكن لا ننزع حسب أخياط عن الأمازيغية طابعها.
أما عمر أمكاسو عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، فقد أكد على أن النقاش ينبغي أن يوضع في إطاره الوطني، وعن إشكالية حرف الكتابة ذهب أمكاسو إلى اعتبار اختيار الحرف بأنه ليس مسألة تقنية أو حتى لسنية، بل هو اختيار حضاري. كما أكد عمر أمكاسو أن لكل كتابة طبيعتها ومصاعبها، وبأن ادعاء كون الحروف اللاتينية لها بعد كوني فهذا أمر يستوجب مراجعة كلية.
وشدد عمر أمكاسو علة أن قوة اللغة ومكانتها رهين بقوة الأمة وليس بقرار سياسي، وبأن اختيار الحرف هو مراجعة لاختيار أمة ولجذورها.
الأمازيغية قضية وطنية أساسية وهي قضية المغاربة قاطبة، هذا ما أكد عليه حسن الصميلي الباحث في اللسانيات، مضيفا أن الأمازيغية موجودة على أرض الواقع من خلال مجموعة لهجات (الريفية، تاشليحيت، السوسية..) كما أكد الصميلي على ضرورة مراعاة الخصوصية والأهمية فيما يخص عملية اختيار الحرف وقال "إن الاختيار الأنسب هو الحرف العربي".
في حين ذهب ذ. بوراس إلى القول بأن ليس هناك لغة عالمية لها حرفها وتتبنى حرفا مغايرا، مضيفا بأنه أمام تكافؤ الفرص يمكن لأي لغة صغيرة أن تنتشر.
وفي معرض حديثه ذهب بوراس إلى اعتبار أن هناك اتجاها نحو شن حرب حول صرف تيفناغ، وبأنه يجب الاعتزاز باللغة الأمازيغية وبحرفها معتبرا بأنه لا يجب أن نطبع على الحرف القرآني بالقدسية..
هذا وقد ذهب مجموعة من الباحثين إلى اعتبار أن الحرف العربي لا يطرح أي إشكالية في استعمالاته للغة الأمازيغية : بينما طرحت مجموعة أخرى ضرورة عدم الخروج عن حرف تيفيناغ، في حين أكدت بعض الجهات على استعمال ما أسمته بـ "الحرف الكوني" أي الحرف اللاتيني.
20 دجنبر 2002
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق