العيد في المجتمعات الإسلامية مناسبة متميزة لكونه فرصة للفرح والسرور والتواصل الاجتماعي. ومن مظاهر تميز الأعياد في الإسلام أنها تأتي بعد الانتهاء من عبادتين مهمتين وركنين من أركان الإسلام، شهر رمضان والحج، وعلى الرغم من الجدية السلوكية المرتبطة بهاتين المناسبتين العباديتين فقد تميز العيدان بالسرور والفرح والأكل والشرب وممارسة المناشط الاحتفالية والترفيهية
ولهذا كان العيد أحد الموضوعات التي سجَّلها الأدب العربي خطابة ونثراً وشعراً،
ففي باب الخطابة نجد كثيراً من الخطب البليغة التي ألقيت بمناسبة العيد أو أثناء أيام العيد. ولاشك أن خطبة الرسول الشهيرة التي ألقاها صلى الله عليه وسلم في يوم النحر في حجة الوداع هي أشهر الخطب وأهمها في هذا المجال. وهي من جوامع الكلم التي أرست كثيراً من المفاهيم الإسلامية المهمة واستمع إليها أكثر من مئة ألف شخص تفرقوا في مشارق الأرض ومغاربها مبلغين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم خطب خلفاؤه وخلفاء الدولة الأموية والعباسية وغيرهم من حكام الدول الإسلامية طوال التاريخ.
تحري رؤية الهلال والاستبشار بظهوره:من ذلك قول ابن الرومي:
ولما انقضى شهـر الصيـام بفضله *** تجلَّى هـلالُ العيـدِ من جانبِ الغربِ كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه *** يشيرُ لنا بالرمـز للأكْـلِ والشُّـرْبِ
وقول ابن المعتز:
أهـلاً بفِطْـرٍ قـد أضاء هـلالُـه **** فـالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّـرِ وانظـرْ إليـه كزورقٍ من فِضَّــةٍ *** قـد أثقلتْـهُ حمـولـةٌ من عَنْبَـرِ
2- حقيقة معنى العيد: وقد يغفل كثير من المسلمين عن المعنى الحقيقي للعيد فيظنوه في لبس الجديد واللهو واللعب فقط، وإن كان ذلك من سمات العيد ولكن هناك أمورًا أخرى ينبه إليها أبو إسحاق الألبيري حول حقيقة معنى العيد؛ فيقول:
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السما والأرض حين هلك
وهو قول ينم عن عمق معرفة بحقيقة العيد، وكونه طاعة لله وليس مدعاة للغرور والتكبر. ويستغل الشاعر محمد الأسمر فرصة العيد ليذكر بالخير و الحث على الصدقة فيه تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد؛ فيقول:
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعــا الإله لهذا والرسول معا واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا
وهذا الشاعر الجمبلاطي يستبشر خيراً بقدوم العيد، ويأمل أن يكون فرصة لمساعدة الفقراء والمكروبين حين يقول:
طاف البشير بنا مذ أقبل العيد *** فالبشر مرتقب والبذل محمود يا عيد كل فقير هز راحته *** شوقاً وكل غني هزه الجود
وللشاعر يحيى حسن توفيق قصيدة بعنوان «ليلة العيد» يستبشر في مطلعها بقوله:
بشائر العيد تترا غنية الصور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً *** في عين وامقة أو قلب منتظر
ويستمر في وصفه حتى يختمها بقوله:
ياليلة العيد كم في العيد من عبر *** لمن أراد رشاد العقل والبشر
والعيد ما هو إلا تعبير عن السعادة التي تغمر الصائمين بنعمة الله التي أنعمها عليهم باكتمال صيام الشهر الفضيل يقول محمد بن سعد المشعان:
والعيد أقبل مـزهوًا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفـلا والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا فليهنأ الصائم المنهي تعـبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا
3- تهاني الشعراء للملوك بالعيد: ويلاحظ المتتبع لموضوع العيد في الأدب العربي أن المدائح بمناسبة العيد قد شغلت حيزاً كبيراً من أشعار العيد، وأن بعضها يعتبر من غرر الشعر العربي. ومن هذه القصائد رائية البحتري التي يهنىء بها الخليفة العباسي (المتوكل) بصومه وعيده ويصف فيها خروجه للصلاة :
بالبر صمت وأنت أفضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر فانعم بعيد الفطر عيداً إنه *** يوم أغر من الزمان مشهر
وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان:
الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر *** منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ
وفي قصيدة أخرى مطلعها:
لكلِّ امرىءٍ من دهره ما تعوّدا *** وعادةُ سيفِ الدولةِ الطَّعْنُ في العِدا
ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول:
هنيئاً لكَ العيدُ الذي أنت عيدُه *** وعيدُ ُ لكل من ضحى وعيدا ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقاً وتعطي مجددا فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى *** كما كنت فيهم أوحداً كان أوحدا هو الجد حتى تفضل العين أختها *** وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
ولهذا كان العيد أحد الموضوعات التي سجَّلها الأدب العربي خطابة ونثراً وشعراً،
ففي باب الخطابة نجد كثيراً من الخطب البليغة التي ألقيت بمناسبة العيد أو أثناء أيام العيد. ولاشك أن خطبة الرسول الشهيرة التي ألقاها صلى الله عليه وسلم في يوم النحر في حجة الوداع هي أشهر الخطب وأهمها في هذا المجال. وهي من جوامع الكلم التي أرست كثيراً من المفاهيم الإسلامية المهمة واستمع إليها أكثر من مئة ألف شخص تفرقوا في مشارق الأرض ومغاربها مبلغين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم خطب خلفاؤه وخلفاء الدولة الأموية والعباسية وغيرهم من حكام الدول الإسلامية طوال التاريخ.
تحري رؤية الهلال والاستبشار بظهوره:من ذلك قول ابن الرومي:
ولما انقضى شهـر الصيـام بفضله *** تجلَّى هـلالُ العيـدِ من جانبِ الغربِ كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه *** يشيرُ لنا بالرمـز للأكْـلِ والشُّـرْبِ
وقول ابن المعتز:
أهـلاً بفِطْـرٍ قـد أضاء هـلالُـه **** فـالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّـرِ وانظـرْ إليـه كزورقٍ من فِضَّــةٍ *** قـد أثقلتْـهُ حمـولـةٌ من عَنْبَـرِ
2- حقيقة معنى العيد: وقد يغفل كثير من المسلمين عن المعنى الحقيقي للعيد فيظنوه في لبس الجديد واللهو واللعب فقط، وإن كان ذلك من سمات العيد ولكن هناك أمورًا أخرى ينبه إليها أبو إسحاق الألبيري حول حقيقة معنى العيد؛ فيقول:
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السما والأرض حين هلك
وهو قول ينم عن عمق معرفة بحقيقة العيد، وكونه طاعة لله وليس مدعاة للغرور والتكبر. ويستغل الشاعر محمد الأسمر فرصة العيد ليذكر بالخير و الحث على الصدقة فيه تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد؛ فيقول:
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعــا الإله لهذا والرسول معا واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا
وهذا الشاعر الجمبلاطي يستبشر خيراً بقدوم العيد، ويأمل أن يكون فرصة لمساعدة الفقراء والمكروبين حين يقول:
طاف البشير بنا مذ أقبل العيد *** فالبشر مرتقب والبذل محمود يا عيد كل فقير هز راحته *** شوقاً وكل غني هزه الجود
وللشاعر يحيى حسن توفيق قصيدة بعنوان «ليلة العيد» يستبشر في مطلعها بقوله:
بشائر العيد تترا غنية الصور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً *** في عين وامقة أو قلب منتظر
ويستمر في وصفه حتى يختمها بقوله:
ياليلة العيد كم في العيد من عبر *** لمن أراد رشاد العقل والبشر
والعيد ما هو إلا تعبير عن السعادة التي تغمر الصائمين بنعمة الله التي أنعمها عليهم باكتمال صيام الشهر الفضيل يقول محمد بن سعد المشعان:
والعيد أقبل مـزهوًا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفـلا والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا فليهنأ الصائم المنهي تعـبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا
3- تهاني الشعراء للملوك بالعيد: ويلاحظ المتتبع لموضوع العيد في الأدب العربي أن المدائح بمناسبة العيد قد شغلت حيزاً كبيراً من أشعار العيد، وأن بعضها يعتبر من غرر الشعر العربي. ومن هذه القصائد رائية البحتري التي يهنىء بها الخليفة العباسي (المتوكل) بصومه وعيده ويصف فيها خروجه للصلاة :
بالبر صمت وأنت أفضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر فانعم بعيد الفطر عيداً إنه *** يوم أغر من الزمان مشهر
وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان:
الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر *** منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ
وفي قصيدة أخرى مطلعها:
لكلِّ امرىءٍ من دهره ما تعوّدا *** وعادةُ سيفِ الدولةِ الطَّعْنُ في العِدا
ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول:
هنيئاً لكَ العيدُ الذي أنت عيدُه *** وعيدُ ُ لكل من ضحى وعيدا ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقاً وتعطي مجددا فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى *** كما كنت فيهم أوحداً كان أوحدا هو الجد حتى تفضل العين أختها *** وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق