الجمعة، 26 أكتوبر 2007

الباعة المتجولون

إن ظاهرة الباعة المتجولين ظاهرة حقيقية وواقع ماثل، وطريقة التعاطي الإداري الحكومي معها أثبتت عدم نجاعتها لحد الآن .. إذن فالأمر بين السلطات الإدارية وقواتها المكلفة بضبط الأسواق من جهة، والباعة المتجولين من جهة أخرى أصبح أشبه ما يكون بلعبة القط والفأر ..!!
الباعة المتجولين يضمون شرائح متعددة وفئات عمرية مختلفة، الغالب فيها فئة الشباب بسبب نسبة العطالة المرتفعة، لكن الملاحظ أن مجال البيع بالتجول يضم كل الفئات العمرية .
وتعكس ظاهرة الباعة المتجولين ملامح الأزمة السياسية و الاقتصادية والتعليمية و الاجتماعية المحتدمة...
و هي انعكاس واضح لفشل جزء من المشاريع وتردى المشاريع التنموية ألقائمة على الابتكارات الشخصية، وضعف بل وانعدام الخدمات الأساسية في العديد من الواجهات، مما أدى إلى ظاهرة النزوح والهجرة القروية اتجاه المدن بحثاً عن فرصة عمل وكسب قوت يومي، أو بحثاً عن العلاج والخدمات ... كما أن هذه الظاهرة إنما هي الوجه الآخر لزيادة ظاهرة الانقطاع عن التعليم أو عدم الدخول في منظومته أصلاً، نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية، وأيضا نتيجة للتفكك الأسري والاجتماعي .... إذن لكل هذه العوامل المتشابكة المعقدة التي تكتنف ظاهرة الباعة المتجولين، فينبغي استصحاب كل هذه الأبعاد المختلفة في حال التعاطي معها ... وينبغي أن يراعي أي حل لهذه المشكلة إيجاد بدائل معقولة للباعة المتجولين تسمح لهم بوسائل العيش والكسب الشريف.


الجمعة 26 أكتوبر 2007

ليست هناك تعليقات: