المجلة المغربية Maroc Review
وسيلة إعلامية إلكترونية من المغرب الأقصى، ترصد الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المغربي..تعتمد في أنشطتها على المغرب خصوصا ومنطقة المغرب العربي عموما من دون أن نغفل أهم قضايا العالم...
FESTIVAL DE FES DE LA CULTURE SOUFIE DU 18 AU 25 AVRIL 2009
Objectifs
Faire découvrir ou redécouvrir aux Marocains une culture qui est la leur et leur offrir l’accès à cette richesse artistique, intellectuelle et spirituelle.
Faire connaître à l’international une image positive de l’Islam, grâce au langage universel d’ouverture et de paix que prône la voix spirituelle qui l’habite : le Soufisme.
Via cet évènement, conforter le positionnement du Maroc dans le dialogue interculturel en jetant un pont entre l’Orient et l’Occident.
Questionner le rôle du Soufisme dans le monde d’aujourd’hui, comment lier la spiritualité à l’entreprise, à l’environnement, à l’action sociale ? Comment la spiritualité et le Soufisme peuvent-ils devenir acteurs du développement humain ?
Faire connaître la richesse artistique qu’a inspiré le soufisme : peinture, calligraphie, chants, musique, films d’auteur, livres, expositions. Faire connaître les artistes et penseurs contemporains.
Offrir une plate-forme d’expression aux artistes, marocains et internationaux qui se sont engagés dans une démarche spirituelle de manière à enrichir la créativité artistique et intellectuelle, prospecter des arts et des projets culturels et sociaux nouveaux qui œuvrent pour le dialogue interculturel, le développement humain et civilisationnel.
من الساعة 3 إلى3 و30د عشية د. فوزي الصقلي : محاضرة تمهيدية
من الساعة 3 و30د إلى 6 و30د مساء(متحف البطحاء):منتدى "القيم و العولمة" المائدة المستديرة الأولى
" تدارك الأزمة الغذائية " بمشاركة:
دومينيك فويني(مؤسسة الحركة السياسية والبيئية لحزب الخضر، وزيرة سابقة
لإعداد التراب الوطني والبيئة بفرنسا، نائبة برلمانية عن لاسين وسان دوني )
نزهة الصقلي (وزيرة التنمية الاجتماعية و الأسرة والتضامن)
بيير رابحي (كاتب، قائم بالتوجيه في حركة "الأرض والنزعة الإنسانية").
المنشط :فوزي الصقلي
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
حفل موسيقي
محمد ثروت، سعدالتمسماني وعمر السرميني (المغرب-مصر - سوريا)
سماع من الشرق ومن الغرب
الأحد 19 أبريل2009
من الساعة 9 إلى 12 ظهرا(المدرسة البوعنانية) : منتدى " القيم و العولمة " المائدة المستديرة الثانية
" هل هي نهاية الرأسمالية؟ " بمشاركة :
هيرفيه دو شاريط : (كاتب ووزير سابق في الشؤون الخارجية بفرنسا)
كاثرين مارشال : أستاذة في جامعة جورج طاون، مديرة المنتدى العالمي للزعامة الروحية والتنمية Forum world leader faith and development))
مجيد رحنيمه: (كاتب، وزير سابق في العلوم والتعليم العالي بإيران وأستاذ بالجامعة الأمريكية في باريس).
محمد برادة: (وزير المالية وسفير المغرب في باريس سابقا، أستاذ الاقتصاد)
كزافييه، غيران هرمس:)رئيس مؤسسة غيران هرمس، عضو نشيط في حقل حوار الأديان(.
المنشط: عبدو الحافظي: (سياسي، يعمل على تدريس تاريخ المغرب العربي المعاصر في مدرسة اللغات الشرقية بباريس، ويقدم برنامج ” إسلام“ في قناة فرانس 2)
من الساعة 4 إلى 5 عشية
داووداديي
أمداح صوفية تيجانية متبوعة بندوة حول الثقافة الصوفية في إفريقيا بمشاركة :
أوا بوكار لي-طال (عالمة اجتماع، رئيسة مؤسسة لشبكة النساء الإفريقيات).
سلاماتو صاو (أستاذة باحثة في جامعة نيامي. تسعى إلى التعريف بثقافة (البل"peul") وصيانتها)
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
عبد المالك(فرنسا - الكونغو)
أناشيد صوفية – "سْلام"
الاثنين 20 أبريل 2009
من الساعة 9 إلى 12 ظهرا (المدرسة البوعنانية) : منتدى " القيم و العولمة " المائدة المستديرة الثالثة
" أبعاد الجسد والروح " بمشاركة :
أمل العرفاوي (مراسلة قناة TF1، تعنى أساسا بالتفكير والعمل المرتبطين بتمثيلية التنوع الثقافي في وسائل الإعلام)
فاني ديديو عبادي (معالجة نفسانية، مؤسسة مركز علم الأخلاق العالمي للدراسة و جمعية العمل الأخلاقي والإنساني).
هنري جوايو: أستاذ بكلية الطب في مونبولييه وكاتب.
من الساعة 4 إلى 5 عشية
حفل مع مجموعة ملتقى السلامعلي علوي (المغرب-فرنسا)
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
حفلسماع تحييه الطريقة القادرية البوتشيشية(المغرب)
الثلاثاء 21 أبريل
من الساعة 9 إلى 12 ظهرا محاضرة بعنوان :
" مخطوطات ابن عربي " من تقديم
- جان كلارك (عضو جمعية ابن عربي، جامعة كامبريدج)
- دافيد هورنسبي (عضو جمعية ابن عربي، جامعة كامبريدج)
- دونيس غريل (كاتب ، مختص في علم الإسلام وفي أعمال ابن عربي).
من الساعة 4 إلى 5 عشية: ورشة
" الرياضة و القيم الروحية " يؤطرها :
- جورج ستوبايرتس: )أستاذ خبيرفي رياضة الهايكيدو. مؤسس حركة Ten-chi Tessen(.
- مبارك العلوي:)أستاذ في رياضة الهايكيدو، الدرجة الثامنة، و من تلامذة الأستاذ جورج ستوبايرتس(.
- لويز كارا : فنانة ورسامة
- جون فليب موسنيي(مختص في الذكاء الثقافي).
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
حفل سماع تحييه الطريقة الشرقاوية (المغرب)
الأربعاء 22 أبريل
من الساعة 9 إلى 12 ظهراورشة : "حدائق الشعر" تنشيط رجاء السلاوي
من الساعة 4 إلى 5 عشية
حفل : منعم أدوان "حدائق الروح" (غزة، فلسطين)
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
حفل سماع تحييه الطريقة الصقلية (المغرب)
الخميس 23 أبريل
من الساعة 9 إلى 12 ظهرا محاضرة : الفقرة الأولى : " التصوف والإصلاح " يلقيها :
إريك جوفروى : (كاتبمختص في العلوم الإسلامية وفي التصوف)
الفقرة الثانية : المناقشون : منير البوتشيشي القادري (دكتور في العلوم الفقهية بدار الحديث الحسنية، ودكتور في الأديان المقارنة بجامعة السوربون، ومختص في العلوم الاقتصادية وفي التواصل).
عبد الله الوزاني: (مدير مقاولة. أستاذ جامعي ورئيس مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية. يقدم برنامجا تلفزيونيا في قناة M 2 مختص في الشؤون الإسلامية).
عبد الإله بن عرفه ( كاتب، مختص في التصوف) سعاده ماء العينين (محاضرة، مختصة في التصوف).
المنشط: أحمد الخليع: صحفي ومنشط لبرنامج متميز في قناة M 2 وإذاعة ميدي 1 حول السماع الصوفي في العالم.
من الساعة 4 إلى 5 عشية
الرابعات (إفريقيا الغربية، المغرب العربي، فرنسا، أندلوسيا) "إنشاد الروح"
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
حفل سماع تحييه الطريقة العلوية (الجزائر)
الجمعة 24 أبريل
من الساعة 9 إلى 12 ظهرا : (متحف البطحاء) منتدى " القيم و العولمة " المائدة المستديرة الرابعة
ما بعد العولمة؟بمشاركة:
بريزة الخياري(شخصية سياسية فرنسية مختصة في الثقافة الإسلامية، نائبة برلمانية اشتراكية في باريس، ساهمت في تأسيس "نادي القرن 21" )
إدغار موران(كاتب، مدير أبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية CNRSصاحب رؤية جديدة للتنمية : "السياسة الحضارية")
ماري أرينا (وزيرة بلجيكية للمدن الكبرى)
محمد ميتالسي :(مدير الأنشطة الثقافية بمعهد العالم العربي)
المنشط:فوزي الصقلي
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
محمد بريول، عبد الفتاح بنيس، سعيد اشرايبي، عبد الرحيم الصويري، محسن زكاف (المغرب)
السماع المغربي
السبت 25 أبريل
من الساعة 9 إلى 12 ظهرا :(المدرسة البوعنانية) : منتدى " القيم و العولمة " المائدة المستديرة الخامسة
" الديمقراطية : مفاهيم مختلفة " بمشاركة:
أسية العلوي بنصالح: (سفيرة متجولة للمغرب، رئيسة مساعدة لجماعة الحكماء من أجل الحوار بين الشعوب والثقافات (لدى المجموعة الأوروبية)، أستاذة القانون العام)
بنيامين باربر: (مختص في العلوم السياسية وكاتب أمريكي. أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماريلاند. رئيس المنتدى الدولي " Interdependent Day " )
مصطفى شريف ( فيلسوف، عالم في العلوم الفقهية، باحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية في العلاقات الدولية وحوار الثقافات).
باسكال بونيفاس (مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية IRIS)( أستاذ بمعهد الدراسات الأوروبية)
محمد شباب (نائب عمدة مدينة فاس).
جاك سلفادور (عمدة مدينة أوبيرفليي)
المنشط: سعد الخياري :( كاتب،يعنى ببرامج عديدة حول حوار الأديان والثقافات)
من الساعة 4 إلى 5 عشية
عبير نصراوي و إدواردو بنياكوا (تونس- إسبانيا)
تبجيلات للشعر الصوفي الأندلسي
من الساعة 9 إلى 11 ليلا
سماع و"دراويش دوارون" لمجموعة "طيبه" بمشاركة الفنان صباح فخري( سوريا )
لا يستهان بقيمة الشهادة التي يطرحها هذا الكتاب مع مرور العام الخامس على احتلال العراق، إذ تصدر عن سياسي وإعلامي وخبير، يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وكان قد درس في جامعات ميونيخ وبون وباريس، وشغل لزمن طويل موقع الناطق لشؤون التنمية والرقابة على التسلح باسم كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي في المجلس النيابي الاتحادي بألمانيا، حيث كان نائبا بين عامي 1972 و1990م.
وقد اشتغل الكاتب في الإعلام عبر دار نشر بوردا الكبرى منذ عام 1987م، وهو يشغل منصب نائب المدير العام فيها حاليا.
يضاف إلى ذلك أن الكاتب د. يورغن تودنهوفر، الذي يُعد من المنصفين الغربيين، لم يكن ككثير من السياسيين الذين يتحدّثون عن بُعد عن قضايا دولية عديدة، فتقتصر رؤاهم على منظور مواقعهم هم وسياسات بلادهم.
فقد كان حريصا على زيارة المناطق التي يكتب عنها، والاحتكاك المباشر بمن يتحدث عنهم، لا سيما ممن يمثلون "الطرف الآخر" بمن فيهم من أساء الإعلام الغربي في عرض صورتهم إساءات كبيرة، وكانت أولى رحلاته إلى أفغانستان عام 1980م أثناء الاحتلال الشيوعي السوفيتي، وزارها كما زار العراق بعد الاحتلال الأميركي.
وكتابه هذا حصيلة زيارة مدينة الرمادي غربي بغداد، ومعايشته للمقاومين فيها بصورة مباشرة، ولقاءاته مع عدد كبير منهم، فهو ينقل بدقة ما دار من أحاديث، وما تولد لديه من قناعات وانطباعات، ويضيف إلى ذلك ما لديه من معلومات وفيرة عن حقيقة الحرب الجارية، ليطرح موقفه القاطع فيها، لا للحروب الأميركية.
كتاب على نحو آخر فور صدور كتابه الجديد في النصف الأول من مارس/آذار 2008 اتخذ مكانه مباشرة في المرتبة 13 و14 بين أكثر الكتب المبيعة وفق القائمتين الأشهر في ألمانيا، لمجلتي دير شبيغل وشتيرن، ولا يستبعد صعوده إلى مرتبة متقدمة في الأسابيع القادمة، لا سيما بعد أن استضافت الكاتب محطات تلفزيونية عديدة، بما في ذلك المجلة الصباحية المشتركة بين القناتين الأولى والثانية.
عنوان الكتاب "لماذا تقتل يا زيد"؟ وهو عنوان أخذ حيزا بحدود ثلث حجمه (124 من أصل 336 صفحة) وفيه يتناول المقاومة في العراق بصورة مباشرة.
ويبدو الكتاب بمجموعه مختلفا عن سواه حتى من النواحي الشكلية، فهو لا يتناول موضوعا واحدا، بل مواضيع عدة، ولكنها تدور جميعا حول محور واحد، يتلخص في رفض الحروب الأميركية ورفض ما يُطرح لها من تعليلات، مع التأكيد على الواقع المأساوي وعلى الضحايا من وراء تلك الحروب، إضافة إلى رفض كثيرٍ ممّا يقال عن الإسلام والمسلمين في الحملة المرافقة لتلك الحروب.
من البداية يكتسب الكتاب علامته المميّزة عبر مقدمته المطوّلة (زهاء ثلاثين صفحة) وقد وسمها الكاتب بـ"مقدّمة على نحو آخر: بحثا عن الحقيقة".
وهنا يتحدّث عن خلفية المقاومة الحالية عن طريق طرح صورة موجزة للعامل التاريخي العربي والإسلامي، لا سيما ما شهدته الحقبة الاستعمارية الغربية، كما يتحدّث عن رحلاته هو إلى عدد من البلدان، ولا سيما الأخيرة إلى الرمادي في العراق التي يعتبر الكتاب حصيلة لها.
وقد أورد في المقدمة -بأسلوب أقرب إلى الروائي منه إلى التحليلي- عددا من الردود على ما يقال عن الإسلام والمسلمين في الغرب، مستخلصا تعليلها بأنّ الجهل بالإسلام والمسلمين منتشر على نطاق واسع للغاية بين غالبية الغربيين، مقابل انتشار المعرفة بالغرب حتى على المستويات "الشعبية" بين العرب والمسلمين.
وفي المقدمة أيضا اعتبر الكاتب أنّ رحلته الأهم كانت عبر ترجمة القرآن الكريم، ويلخّص ما وصل إليه بقوله: "لم أقرأ كتابا أكثر إثارة وقدرة على استخدام الكلمات مثل العهد القديم (التوراة) ولا كتابا ينشر إحساس المحبة بين أوراقه مثل العهد الجديد (الإنجيل) ولا قرأت كتابا حافلا بروح العدالة في طيّاته مثل القرآن، الذي يخترق بإبداعه البلاغي حتى الحاجز الذي تصنعه الترجمات الضعيفة لنصه العربي".
ويضع الكاتب بذلك عنصر العدالة عنصرا مميزا للنص القرآني، مقابل عنصري الإثارة والمحبة في التوراة والإنجيل كما يراهما.
وتجد هذه العبارة تفسيرا لها في أكثر من ستين صفحة من الفصل الأخير من الكتاب، غير ما ضمّه من ملاحق توثيقية تضيف الكثير إلى القيمة الذاتية للكتاب.
وقد أعطى الفصل الأخير عنوان "الإنجيل والقرآن" فضم استشهادات عديدة، يعبر عن غايته منها بقوله "اخترت مواضع من الإنجيل والقرآن كثيرا ما أسيء استخدامها في الاستشهاد بها، وتتناول قضايا محددة هي العنف والنساء والرقيق، ويظهر لنا فيها كم نحن بحاجة إلى الموضوعية في مناقشاتنا".
وقبل الدخول في صلب موضوع الكتاب وفق عنوانه، نلاحظ أيضا عودة الكاتب في جزء لا بأس به (حوالي خمسين صفحة) إلى ما سبق أن طرحه في كتب سابقة، دارت محاورها حول الحروب الأميركية في المنطقة العربية والإسلامية أيضا، فعنوان أحد الفصول: ما مصير عبدول وتانايا.. وما مصير أسرتي آندي ومروة؟
كلمة عبدول تعني عبد الله أو عبد الرحمن وسواهما مما يبدأ بكلمة عبد بالعربية، وقد اعتاد كثير من الألمان على طرح الاسم على هذا النحو.. وفي هذا الفصل متابعة لِما سبق أن طرحه المؤلف في كتاب له عام 2003 بعنوان (من يبكي على عبدول وتانايا.. ضلالات الحرب الصليبية ضد الإرهاب) مؤكدا أن ما صنعته الحرب الأميركية على أفغانستان، كان قتل ضحايا أبرياء، وزرع بذور مزيد من الإرهاب في وقت واحد.
وفي الفصل نفسه متابعة لما سبق أن طرحه المؤلف في كتاب آخر عام 2005، مركزا فيه على موقع "الضحايا" في حرب لا جدوى منها، وكان الكتاب بعنوان (آندي ومروة.. طفلان وحرب) وكلمة طفلان تعني هنا أنهما دون مستوى الوعي بالحرب وحقيقة أهدافها، وكانا في سنّ النشأة الأولى من الشباب، وهما جندي أميركي شاب قتل في العراق وفتاة عراقية قُطعت قدمها وقُتلت أختها في الحرب نفسها، ولم يجتمعا معا قط، ولكن جمع بينهما كونهما من ضحايا الحرب.
تبرئة المقاومة وإدانة الاحتلال الفصل المحوري من الكتاب "لماذا تقتل يا زيد"؟ يثبت مشروعية المقاومة العراقية للاحتلال الأميركي، مع تبرئتها من الخلط بينها وبين عمليات إرهابية، إضافة إلى نقد التغييب الإعلامي لحقائق ما يشهده العراق.
وربما أراد الكاتب أن يحدّد المغزى من هذا الفصل إذ وضع في صدارته ترجمة الآية القرآنية {..مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..} المائدة 32.
واتبع الكاتب في تبرئة المقاومة أسلوبا روائيا يجعل كتابه مؤثرا على العامة من القراء، الذين تقتصر معرفتهم على ما تطرحه وسائل الإعلام، فهو يطرح عليهم روايات عديدة من مشاهداته المباشرة ومن أحاديثه المباشرة مع شباب المقاومة ومع من يدعمها من السكان، وهي من التفصيل والموضوعية مع إضافة شيء من الشرح والتعليل عند الحاجة، بحيث تجعل من العسير على من يقرأ الكتاب ألاّ يقتنع بما أراد الكاتب تثبيته.
وهذا هو ما يسري على ما كان يطرحه في اللقاءات التلفزيونية ويجد تصفيقا حادّا وتأييدا واضحا من جمهور الحضور.
الخوف الذي صنعته الاعتداءات والممارسات الأميركية مطروح من خلال مواقف عديدة، أحدها على لسان الشاب المقاوم زيد، عندما رفض في البداية أن يتحدث بالتفصيل عن قصته وسبب انخراطه في المقاومة "لماذا تقتل يا زيد"؟ فأجاب قبل أن تتوطّد أسباب الثقة بينه وبين "الزائر الصحفي الألماني" بقوله: "لن أخبرك بشيء، أم تريدني أن أذهب بنفسي إلى غوانتانامو وأبعث بأسرتي إلى أبو غريب"؟
تجنب إصابة المدنيين أمر يطرحه الكاتب في مواقف عديدة أخرى، من بينها ما يرويه أبو زيد عن ابنه، عندما زرع عبوة ناسفة، وانتظر ساعتين حتى وصلت مصفحة أميركية إلى مقربة منها، ولكن في اللحظة نفسها اقترب مدني عراقي مسنّ، فامتنع عن تفجير العبوة الناسفة، وأتى رفاقه وهو شديد الحزن والألم، فاحتضنوه وأيدوا قراره كأمر مفروغ منه.
سبب الانخراط في المقاومة العراقية بعد رفض استخدام العنف دام سنتين بعد دخول الاحتلال، يتحدّث عنه زيد، بأسلوب بسيط مؤثر، وهو يروي مشاعره أمام رؤية المروحيات الأميركية تهدم المساجد على من فيها في بغداد والرمادي، ثم عندما سقط أخواه وعمه ضحية لغارة أميركية عشوائية، فلم يعد زيد يمارس عملا من أعمال المقاومة، إلا وأجساد الضحايا وحطام المساجد أمام عينيه المليئتين بالدموع.
كما يطرح الكاتب عبر أحاديث مماثلة، قضايا أخرى، يكملها بسرد وقائع من مجرى الحرب، مثل رفضه الاقتناع بأن الحدود السورية "تسهّل" تسلل عناصر مسلحة أو أسلحة، وكان قد دخل بنفسه عبر الحدود قادما من دمشق إلى الرمادي.
وكذلك رفض القول إن الفتنة بين الشيعة والسنة فتنة محلية، بل الذي أشعل أوارها عمليات استهدفت ذلك مباشرة، ولم تكن من صنع المقاومة العراقية التي يميز بينها وبين عمليات إرهابية تستهدف المدنيين في الأسواق والشوارع والمساجد وفي المناسبات الدينية وغيرها، فجميع ذلك لا يعدو أن يكون 5% من أصل معدل وسطي لعمليات المقاومة في حدود مائة عملية يوميا.
ولكن وسائل الإعلام تنشر الكثير عن تلك الخمسة في المائة، وتتجاهل سواها، وهو ما يمثل المقاومة المشروعة الحقيقية للشعب ضد الاحتلال.
ويقابل ذلك كما يؤكد الكاتب أن القوات الأميركية ترتكب يوميا أكثر من مائة غارة وعملية مداهمة وغيرها، ويسقط المدنيون ضحايا لأكثر من 95%، ولا تصيب أحدا من المسلحين "المقاومين أو الإرهابيين" إلا في حدود أقل من 5%، فيركز عليها الإعلام ولا ينقل ما يكفي عن حقيقة الضحايا من المدنيين.
وعندما يسأل الكاتب المقاوم العراقي أبا باسم عن مستقبل وجود "القاعدة" في العراق إذا ما انسحب الأميركيون، يأتي الجواب واضحا وقاطعا: "لقد جاءت الفوضى مع الأميركيين وسترحل برحيلهم، إن الانسحاب السريع قد يسيء لأميركا ولكن ليس للعراق".
ومن المقولات التي ينقضها الكاتب ما ينتشر في الإعلام عن استهداف المسيحيين في العراق، فيأتي ذلك على لسان الشاب المقاوم يوسف الذي تحدث عنه وعن المقاومة التي يمارسها طويلا، ثم كانت عبارات يوسف واضحة الدلالة وهو يقول: "قل لأناسك في ألمانيا، ليس المسلمون وحدهم الذي يمارسون في العراق المقاومة ضد الولايات المتحدة الأميركية، بل المسيحيون أيضا.
فنحن نريد الحرية، نريد التحرر من قوات الاحتلال الغربي، ومن مجموعات الإرهاب الغربي، نحن نريد ذلك أيضا، نحن المسيحيين" ويوسف أحد المقاومين المسيحيين العاملين مع المسلمين في المقاومة الشعبية العراقية.
كتاب شاهد على الجريمة قد يشوه الاختصار الشديد الانطباع العميق الذي يتركه هذا الفصل على القارئ الألماني، فأسلوب السرد القصصي مع الاستشهادات المفصلة، لا يقبل الاختصار، إنما لا يفسح المجال للحديث عن جميع من تحدّث الكاتب عنهم في الرمادي، وجسدهم تجسيدا حيا ومؤثرا في الكتاب، وكان منهم كثيرون غير من ذُكرت أسماؤهم.
ويختلط الحديث عن مواقف المقاومين بحديث الكاتب وحديثهم عن حياتهم اليومية الحافلة بالمشاهد الإنسانية التي تقربهم من القارئ وتعطيهم "القيمة البشرية الطبيعية" لدى من لم يعرف "أهل العراق" و"المقاومين فيها" سوى في صيغة خبر يتحدّث عن جرائم من يرتكب عمليات القتل، وأرقام تذكر عدد الضحايا أحيانا.
الكتاب شاهد من شواهد عديدة لم تعد تنقطع في الكتابات الغربية عموما، وليس في ألمانيا تخصيصا، عن حقيقة أنّ جميع التعليلات التي أوردها الأميركيون لشن حرب الاحتلال كانت تعليلات كاذبة من البداية، وأنّ كل حديث عن إرهاب تواجهه القوات الأميركية حديث معكوس، والقليل من الأنشطة الإرهابية ظهر في العراق بعد أن فتح البطش العسكري الأميركي الباب أمامها، ولم يكن لها وجود من قبل.
ولا يبقى بعد الاطلاع على الكتاب شكّ في أن الاحتلال لن يستقر في العراق، ومدينة الرمادي بالذات شاهد على ذلك، وقد أصبحت بعد تدمير الفلوجة عام 2004 هي المعقل الأول للمقاومة -وليس الوحيد- وشهدت معارك لم تنقطع لأكثر من عامين بين قوات الاحتلال وبين المقاومين فيها، وكانت الحصيلة ما نقلته صحف أميركية نشرت وثائق لوزارة الدفاع من عام 2006 تؤكد أنه قد "استحالت السيطرة على الرمادي".
من يقرأ هذا الكتاب مع بداية العام السادس للاحتلال، ويسمع قول الرئيس الأميركي بوش الابن يقول إن الأهداف الأميركية تتحقق في العراق، لا يملك سوى القول: الأهداف إذن هي اغتيال العراق والإنسان العراقي.
الجدير بالذكر أن للكتاب موقعا على الشبكة العنكبوتية مخصصا له باللغات الألمانية والإنجليزية والعربية، ويقول المشرفون عليه ساعة كتابة هذه السطور، إن القسم العربي لم يكتمل بعد.